سعيد بن زيد رضي الله تعالى عنه من المبشرين بالجنة ،ومن الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض , فقد روى الترمذي رحمه الله تعالى في سننه إلى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أنه قال : أشهد على التسعة أنهم في الحنة ، ولو شهدت على العاشر لم آثم ، قيل : وكيف ذلك؟ قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحراء ، فقال : اثبت حراء ، فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد ، قيل : ومن هم ؟قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبو بكر و عمر و عثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبدالرحمن بن عوف ، قيل : فمن العاشر ؟وكان رضي الله عنه محترماً يحسبون له كل حساب ، ويقدرون فضله ووزنه ، فكانوا يحرصون على أخذ البيعة منه أولاً ، لثقة الناس به ، فكانوا يقتدون به وبديته ، فإذا بايع أميراً من الامراء هرع الناس إلى مبايعته ، وإذا امتنع عن البيعة ، امتنع معه كثير من الناس
ومما يجدر ذكره أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما اختار الأحياء المبشرين بالجنة ليختاروا من بينهم خليفة للمسلمين ، وبايعه المسلمون ، لم يذكر من بينهم سعيد بن زيد ، ورسول الله توفي وهو راض عنه ، لكن إغفال عمر بن الخطاب لسعيد لم يكن لعدم كفاءته وعجزه ، وإنما كان لأمر آخر ، فقد جاء في هذا الأمر (لم يكن سعيد متأخراً عن رتبة أهل الشورى في لسابقة والجلالة ، وإنما تركه عمر رضي الله عنه لئلا يبقى له فيه شائبة خط ، لأنه ختنه وابن عمه ، ولو ذكره في أهل الشورى لقالرافضي : حابى ابن عمه ، فأخرج منها ولده وعصيته فكذلك فليكن العمل لله