مواعظ مؤثرة عن بر الوالدين لابن الجوزي

الكاتب: المدير -
مواعظ مؤثرة عن بر الوالدين لابن الجوزي
"مواعظ مؤثرة عن بر الوالدين
لابن الجوزي رحمه الله [1]




الويلُ كلُّ الويل لعاقٍّ والديه، والخزيُ كل الخزي لمَن ماتا غِضَابًا عليه، أُفٍّ له هل جزاء المحسن إلا الإحسان إليه؟!

أَتْبعِ الآن تفريطَك في حقهما أنينًا وزفيرًا، ? وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ? [الإسراء: 24].

????




كم آثراكَ بالشهوات على النفس! ولو غبتَ ساعةً صارَا في حبْس، حياتُهما عندك بقايا شمس، لقد راعياك طويلًا؛ فارعَهما قصيرًا، ? وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ? [الإسراء: 24].

 

????

كم ليلةٍ سهرَا معك إلى الفجر، يداريانك مُداراةَ العاشق في الهجر! فإن مرضتَ أجريا دمعًا لم يَجْرِ، تالله لم يرضيا لتربيتِك غير الكفِّ والحِجْر سريرًا، ? وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ? [الإسراء: 24].

 

????




يعالجان أنجاسك، ويحبَّان بقاءك، ولو لقِيتَ منهما أذى شكوتَ شقاءك، ما تشتاق لهما إذا غابا، ويشتاقان لقاءك، كم جرَّعاك حُلْوًا، وجرعتَهما مريرًا، ? وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ? [الإسراء: 24].

 

????




أتحسُن الإساءةُ في مقابلة الإحسان؟! أوَ ما تأنف الإنسانية للإنسان؟! كيف تُعارِض حسنَ فضلهما بقبح العصيان؟! ثم ترفع عليهما صوتًا جهيرًا، ? وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ? [الإسراء: 24].

 

????




تحبُّ أولادك طبعًا؛ فأحببْ والديك شرعًا، وارعَ أصلًا أثمر لك فرعًا، واذكر لطفَهما بك وطِيب المرعى أولًا وأخيرًا، ? وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ? [الإسراء: 24].

 

????




تصدَّق عنهما إن كانا ميتين، وصلِّ لهما واقضِ عنهما الدَّين، واستغفر لهما واستدمْ هاتين الكلمتين، وما تُكلَّف إلا أمرًا يسيرًا، ? وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ? [الإسراء: 24].




[1] من كتاب التبصرة؛ لابن الجوزي.


"
شارك المقالة:
12 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook