شهدت الجزيرة العربية في العصور الإسلامية حركة تعدين واسعة الانتشار، بلغت ذروة نشاطها في العصر العباسي، ومن مناطق التعدين ما يأتي:  

 

1 - معدن الأحسن:

 

أحسن بوزن أفعل، وهو موضع أو قرية من قرى اليمامة يقال لها معدن الأحسن  ،  وقيل هي قرية من أعمال المدينة  ،  قال الأصفهاني: " وهي من عمل المدينة، أو بين عمل المدينة إلى اليمامة، تخالط لعمل اليمامة "  ،  ومعدن الأحسن معدن ذهب لبني أبي بكر بن كلاب  ،  وهذا الموقع به معدن فضة. ويقع في عالية نجد على مقربة من مدينة عفيف، حيث لا تزال آثار التعدين فيه بارزة  

 

2 - معدن حلّيت: 

 

يقع معدن حلّيت داخل حمى ضرية قديمًا، أما في الوقت الحاضر، فهو يقع في الشمال الغربي عن مدينة الدوادمي، ويبعد عنها بمسافة 90كم تقريبًا، وهو من المواقع المشهورة قديمًا وحديثًا، ولا يزال معروفًا بهذا الاسم إلى هذا اليوم  ،  وكذلك لا تزال آثار التعدين فيه واضحة حتى الوقت الحاضر  

 

3 - معدن خَزْبةَ:

 

معدن من معادن اليمامة، قال الأصفهاني: " خزبة معدن من أرض بني عقيل، من معادن اليمامة، وهي منها على مسيرة ثماني ليالٍ، وفيها مياه مالحة، وكانت جبالها إنما هي فضة، وكان الناس يعيشون فيها، فلما كثر بها أهل اليمامة وبغوا فيها، وسفكوا فيها الدماء، مُسِخَتْ معادنها التي كان فيها النَّيْلُ الكثير "  

 

وقال الحازمي فيما رواه عنه ياقوت: " خزبة معدن لبني عبارة بن عقيل بين عمايتين والعقيق من ناحية اليمامة، وبها أمير ومنبر، ويقال فيه: الخزبان دو "  .  ومما يتضح أن خزبة، وخزبات دو، تطلق على معدن واحد، بين عمايتين والعقيق، أي بين الحصاتين " حصاة قحطان " وبين العقيق - عقيق بني عقيل - " وادي الدواسر ". وأقرب تحديد لهذه المعادن ينطبق على المكان المعروف الآن باسم شماس الجنوبي، وشماس الشمالي، المتجاورين، حيث تبرز آثار التعدين بشكل كبير في هذا الموقع  

 

4 - معدن شمَام: 

 

شمام من أسماء الأعلام، وهو مشتق من الشمم أي العلو  ،  معدن فضة ومعدن نحاس، من معادن اليمامة  ،  كان له شأن عظيم، يقع هذا المعدن في العرض، في سواد باهلة، وهو ما ليس في الوقت الحاضر عرض القويعية  ،  وابنا شمام هما قمتان بارزتان، لجبل يعرف باسم (شمام)، ويقع هذا المعدن إلى الغرب من مدينة القويعية على بُعد 40كم تقريبًا، ولا تزال آثار التعدين في هذا الموقع بارزة حتى الآن  

 

5 - معدن العقيق:

 

العقيق وادٍ يعق الأرض بجريانه، فهو كل حسيل ماء شقه السيل فوسعه  .  ويعرف هذا الوادي في الوقت الحاضر باسم (وادي الدواسر)، والعقيق مدينة كبيرة، ومعدن من معادن اليمامة، وقد سُمّي عقيقًا؛ لأنه معدن يعق عن الذهب  ،  ويعد هذا المعدن من أشهر معادن الذهب في الجزيرة العربية، وأغزرها على الإطلاق. كذلك يتبين من خلال كميات الذهب الكبيرة المستخرجة منه، استمرارية العمل والإنتاج فيه حتى نهاية القرن الرابع الهجري على أقل تقدير  .  وسوق اليمامة إحدى أسواق العرب التجارية الكبرى  ،  فإن الأمر يتطلب سك نقود تفي بحاجة سكان هذه الولاية (اليمامة)، وبالفعل، فقد تم سك نقود في دار ضرب اليمامة، وبالتحديد في عاصمتها (حجر)، وكان أول ظهور لها على النقود الإسلامية في نهاية العصر الأموي  ،  ثم ظهرت على عدد من الدراهم العباسية بين سنتي 165 و 170هـ / 782 و 786م  

 

أما مدينة حجر فلم تظهر صريحة بوصفها دارًا لسك النقود إلا في العصر العباسي؛ فقد ظهرت على فلس يرجع تاريخه إلى سنة 157هـ / 773م  ،  ثم ظهرت بعد ذلك على دراهم اليمامة في أعوام 165، 166، 167هـ / 781، 782، 783م.