زخر القرآن الكريم بقصص الأنبياء وابتلاءاتهم، فإبراهيم -عليه السلام- ابتُلي بالمشقة والتعب في دعوة قومه، ومن ثمّ في إلقائهم إيّاه في النار، حيث حفظه الله منها، وأخرجه منها سالماً، ومن ثمّ ابتلاه الله بأمره بذبح ابنه إسماعيل، أمّا موسى -عليه السلام- فابتُلي برميه في اليم، بعد أن وُضع في التابوت، وأُخذ على يد أعدائه، ومن ثمّ إخراجه من بلده، وأمر فرعون بقتله، ويونس -عليه السلام- ابتُلي بأن التقمه الحوت، فبقي في بطنه مدةً إلى أن أخرجه الله، وأيوب -عليه السلام- أصابه المرض والضرّ إلى أن كشف الله بلواه، وشفاه من مرضه.
أمّا محمد -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد لقي من الأذى في سبيل دعوة قومه ما لقي؛ فاستكبروا عن قبول الحق، وحاربوه، وحاولوا أن يتخلّصوا منه؛ فضربوه، وآذوه، وابتُلي -عليه الصلاة والسلام- بفقد الأحباب والأولاد؛ فمات في حياته عمّه أبو طالب، وماتت زوجته خديجة، وأولاده كلّهم؛ إلّا ابنته فاطمة، وقُتل عمّه حمزة.
في ابتلاء الله لأنبيائه صيانةً وحمايةً لهم، فيبتليهم من أذى الكفار بما يشاء وفي ذلك حكمٌ كثيرةٌ منها:
جعل الله البلاء من السنن الكونية التي تقع على المخلوقين اختباراً لهم، وتفريقاً بين الصادق والكاذب، ومن فوائد الابتلاء؛ أنّ الله يكفّر به السيئات، ويرفع منزلة العبد في الآخرة، كما أنّ صلة العبد بربه تقوى به، ويفتح باباً للتوبة والذل والانكسار لله.
موسوعة موضوع