موضوع عن تكبيرات الحج

الكاتب: مروى قويدر -
موضوع عن تكبيرات الحج

موضوع عن تكبيرات الحج.

 

 

تعظيم المسلمين لشعيرة الحجّ:

 

يُعظّم الحجّ شعائر الله في النفوس، ممّا يُؤدّي إلى تحقيق التقوى، ويتمثّل تعظيم شعائر الله في عدّة أمورٍ؛ ذلك أنّ الحاجّ لا يُمكن له ارتكاب شيءٍ ممّا حرّمه الله عليه أثناء أداء الحجّ؛ فلا يأخذ شيئاً من شَعره، ولا يقتل صيداً، ولا يتطيّب، كما أنّ للحجّ أثراً في الجوارح، وأثراً في التعامل مع ما شرعه الدِّين؛ سواء في الجانب المعرفيّ، أو الداخليّ، أو الظاهريّ، وبتعظيم المسلم لشعيرة الحجّ يبتعد عن معصية الله، فلا يتجرّأ على فِعل ما يُغضب الله -عزّ وجلّ-، ويحرص على طاعة الله، ويُعظّم أمرها، ومن حِكم الحجّ ومقاصده إقامة ذِكْر الله -تعالى-؛ فهو أساس عبادة الحجّ، وسائر العبادات، وهو من أعظم المقاصد، وقد أمر الله -تعالى- عباده بالذِّكر عند أهمّ مناسك الحَجّ، مثل عرفة، وأثناء الحجّ، وبعد الانتهاء منه، ومن ذِكْر الله -عزّ وجلّ- التكبير.

 

تكبيرات الحَجّ:

 

صيغة تكبيرات الحجّ

 

اختلف أصحاب المذاهب في صيغة تكبيرات الحجّ، وذهبوا في ذلك إلى عدّة آراءٍ، بيانها فيما يأتي:

  • الحنفيّة: قالوا إنّ التكبير يكون بقَوْل: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلّا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد"، وقالوا بجواز الزيادة على الصيغة السابقة بقَوْل: "الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله وبحمده بُكرةً وأصيلاً، لا إله إلّا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلّا الله، ولا نعبد إلّا إيّاه، مُخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهمّ صلِّ على سيدنا محمّدٍ، وعلى آل سيدنا محمّدٍ، وعلى أصحاب سيدنا محمّدٍ، وعلى أزواج سيدنا محمّدٍ، وعلى ذُريّة سيدنا محمّدٍ، وسلِّم تسليماً كثيراً".
  • المالكيّة: قالوا إنّ صيغة التكبير تكون بقَوْل: "الله أكبر" ثلاث مرّاتٍ، ويُعيدها مرّةً بعد أخرى.
  • الشافعيّة: قالوا إنّ أفضل صيغة للتكبير هي: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلّا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد"
  • الحنابلة: قالوا إنّ صيغة التكبير تكون بقَوْل: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلّا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد"، أي التكبير مرّتين؛ وذلك كما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.

 

وقت التكبيرات في الحجّ

 

يكون التكبير في أيّام العشر من ذي الحِجّة، وأيّام التشريق في عيد الأضحى؛ استدلالاً بقَوْل الله -تعالى-: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)، وفسّر ابن عباس -رضي الله عنهما- الأيّام المعلومات بالعشر من ذي الحِجّة، بالإضافة إلى ما ورد عن الصحابة -رضي الله عنهم- من آثارٍ؛ فقد ورد عن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- أنّه كان يُكبّر بمِنى إلى أن يسمع أهل المسجد صوته فيُكبّرون، وسار على ذلك ابن عمر -رضي الله عنهما-؛ إذ كان يُكبّر بمِنى في تلك الأيّام عقب الصلوات، وفي الفراش، وأثناء جلوسه، ومسيره، ومع أبي هريرة في السوق، وقد اختلف العلماء في وقت التكبيرات في الحجّ، وذهبوا في ذلك إلى أقوالٍ عدّةٍ، بيانها آتياً:

  • الحنفيّة: يبدأ وقت التكبير من بعد صلاة الفجر من يوم عرفة، إلى ما بعد عصر آخر يومٍ من أيّام التشريق.
  • المالكيّة: قالوا إنّ التكبير يبدأ من بعد صلاة الظُّهر من يوم النَّحر، ويستمرّ إلى صلاة الفجر من اليوم الرابع.
  • الشافعيّة: قالوا إنّ التكبير في الحجّ يبدأ من ظُهر يوم النَّحْر، ويستمرّ إلى صباح آخر أيّام التشريق؛ إذ إنّ الظُّهر أوّل صلاةٍ تُؤدّى بعد انقضاء وقت التلبية، والفجر آخر صلاةٍ في مِنى
  • الحنابلة: قالوا إنّ التكبير يبدأ من صلاة الظُّهر من يوم النَّحْر، ويستمرّ إلى صلاة العصر من آخر أيّام التشريق


وتجدر الإشارة إلى اختلاف العلماء في الصلوات التي يُشرَع بعدها التكبير؛ إذ قال الشافعيّة إنّ التكبير يكون بعد الصلوات؛ سواء كانت فرضاً، أو نافلةً؛ فالتكبير شعارٌ للوقت، ولا يختصّ بصلاةٍ دون أخرى، وقال الحنابلة بخصوصيّة التكبير بعد الفرائض التي تُؤدّى جماعةً؛ فلا يُؤدّى التكبير بعد الصلوات التي تُؤدّى فُرادى، أمّا المالكيّة فقالوا إنّ التكبير مشروعٌ بعد الصلوات التي تُؤدّى في وقتها، أمّا إن كانت الصلوات من باب القضاء، فلا يُشرَع التكبير بعدها، أمّا الحنفيّة فقالوا بمشروعيّة التكبير بعد كلّ فرضٍ على الإطلاق، دون الفصل بينهما

شارك المقالة:
65 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook