سورة الفاتحة أوّل سورة في القرآن الكريم، وهي سورة مكيّة تتكون من سبعِ آياتٍ، وقد سماها الرسول عليه الصلاة والسلام بأم الكتاب وسورة الحمد، وسميت كذلك أم القرآن، والشفاء، والأساس، والوافية الكافية، والسبع المثاني، والقرآن العظيم، فهي بذلك تدل على أهميتها العظيمة في قلوب المسلمين، وتحتوي على خمسٍ وعشرين كلمة، ومئة وثلاث عشرة كلمة.
بدأت سورة الفاتحة بالحمد والشكر لله عز وجل، فالحمد يكون بالسراء والضراء، وعلى الصحة والمرض، وعلى الغنى والفقر، ثم ذكر صفاته عز وجل وهي الرحمة في ذاته، والرحيم في أفعاله، وقد اقترنت الصفتان ببعضهما لأنهما تكملان بعضهما البعض، أي أن هناك تطابقاً كاملاً بين أفعاله سبحانه وتعالى وبين ذاته، وبعدها جاء ذِكر أن يوم الدين بيد الله تعالى، وهو يوم الحساب الأعظم، الذي سوف يحاسب كل إنسان بما كان يعمل في الحياة الدنيا.
وضح الله عز وجل أيضاً أن أعلى المراتب التي قد يبلغها الإنسان على الأرض هو أن يدرك حق العبادة لله تعالى، أي أن عبادة الله طاعة تامة، ومع العبادة يحتاج المسلم إلى العون، لذلك قال تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) [الفاتحة: 5] بالإضافة إلى أن سورة الفاتحة فيها طلب الهداية من الله تعالى بأن نكون على الصّراط المستقيم، وهي القواعد التي ارتكز عليها الأنبياء والصّالحون وذوو النفوس الطيّبة والمؤمنون والصّدّيقون.
موسوعة موضوع