موضوع عن غزوة أحد

الكاتب: علا حسن -
موضوع عن غزوة أحد.

موضوع عن غزوة أحد.

 

أسباب غزوة أحد

كان كفار قريش يحترقون في مكة غيظاً من المسلمين على ما فعلوه بهم في معركة بدر، فقد أُصيبت قريشٌ فيها بمأساة الهزيمة، وقُتل فيها صناديدها وساداتها، وكانت نفوس المشركين تشتعل بنار الانتقام، وأخذ الثأر لقتلاهم، حتى إن قريشاً منعت الناس من البكاء على قتلاهم، ومنعت الناس من الاستعجال في فداء الأسرى، حتى لا يشعر المسلمون بمدى ألمهم وحزنهم، واتّفقت قريشٌ على أثر غزوة بدرٍ أن تقوم بحربٍ شاملةٍ ضدّ المسلمين؛ حتى تشفي غيظها وغضبها، وتروي غليلها، وبدأت قريش بالاستعداد والتجهيز لقتال المسلمين، وكان أكثر زعماء قريش رغبةً في قتال المسلمين هم: عكرمة بن ابي جهل، وصفوان بن أمية، وأبو سفيان بن حرب، وعبد الله بن أبي ربيعة، وأول ما فعله زعماء قريشٍ أنهم احتجزوا القافلة التجارية التي نجا بها أبو سفيان بن حرب من المسلمين، والتي كانت السبب لمعركة بدر، وخاطبوا من كانت أموالهم في القافلة قائلين: إن محمداً قد وَتَرَكم، وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على قتاله، لعلّنا أن نأخذ منه ثأرنا بمن قتلهم منَّا، فأجابهم الناس لذلك، وكانت قافلة قريش مكوّنةً من ألف بعيرٍ، إضافةً إلى خمسين ألف دينار، وأنزل الله -تعالى- في ذلك قوله: (إِنَّ الَّذينَ كَفَروا يُنفِقونَ أَموالَهُم لِيَصُدّوا عَن سَبيلِ اللَّـهِ فَسَيُنفِقونَها ثُمَّ تَكونُ عَلَيهِم حَسرَةً ثُمَّ يُغلَبونَ

أحداث غزوة أحد

الاستعداد للقتال

بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر استعداد قريش، وخروجها لقتال المسلمين من كتابٍ بعثه إليه عمّه العباس بن عبد المطلب الذي لم يخرج مع المشركين معتذراً بما أصابه يوم بدر، ولما وصلت الأنباء باقتراب جيش المشركين من المدينة المنورة، جمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحابه وأخبرهم أمر قريش، وأشار عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يبقوا داخل المدينة، وينتظروا دخول المشركين عليهم حتى يُقاتلوهم، وذهب إلى هذا الرأي شيوخ المهاجرين والأنصار، وكذلك عبد الله بن أُبي، وأما شباب المسلمين وخصوصاً من لم يشهد بدراً منهم فقد أشاروا بالخروج لقتال المشركين، ووافقهم على ذلك حمزة بن عبد المطلب، وما زال هؤلاء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- حتى نزل على رأيهم.

المواجهة والقتال بين الكفار والمسلمين

لما أصبح يوم السبت استعدّ النبي -صلى الله عليه وسلم- للقتال، ومعه سبعمئة رجلٍ، منهم خمسون فارساً، وجعل عبد الله بن جبير أميراً على الرماة، وأمرهم أن يلزموا مكانهم، ولا يُفارقوه أبداً، وكانوا خلف الجيش، وأمرهم أن يرموا المشركين بالنبل؛ حتى لا يأتوا المسلمين من ظهورهم، وتعبّأت قريش للقتال، وهم ثلاثة آلاف رجلٍ، وفيهم مِئَتا فارسٍ، وجعلوا على ميمنة الجيش خالد بن الوليد، وعلى الميسرة عكرمة بن أبي جهل، ثم بدأ القتال، واشتدت المعركة، وأبلى الصحابة -رضوان الله عليهم- بلاءاً حسناً، وكانت الغلبة في أوّل النهار للمسلمين على الكفار، وانهزم المشركون، وولّوا مدبرين، فلمّا رأى الرماة انهزام المشركين وفرارهم؛ تركوا مكانهم الذي أمرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحمايته، وانطلقوا يطلبون الغنيمة، فذكّرهم قائدهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يستجيبوا، وظنّوا أن ليس للمشركين رجعة، فانكشف المسلمون من خلفهم، والتفّ خالد بن الوليد بمن معه فصعدوا على جبل الرماة، وقتلوا من بقي من الصحابة عليه، وأحاطوا بالمسلمين من خلفهم، وكثُر القتل في المسلمين

نتائج غزوة أحد

بلغ عدد الشهداء من المسلمين في غزوة أحد نحواً من سبعين، وأمَّا المشركين فقد بلغ عدد قتلاهم ثلاثة وعشرين قتيلاً، وكان من بين الشهداء في هذه المعركة حمزة بن عبد المطلب عمّ النبي صلى الله عليه وسلم، وقد مثّلت به هندٌ زوجة أبو سفيان بن حرب، واستخرجت قلبه ومضغته، فلما رأت طعمه مُرّاً لفظته، وقد حزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمشهد موت عمّه حزناً شديداً، وقال: لئن أظهرني الله على قريشٍ في موطنٍ من المواطن لأمثلنَّ بثلاثين رجلاً منهم، ولكن الله سبحانه نهى نبيّه -صلى الله عليه وسلم- عن المُثلة

شارك المقالة:
76 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook