موقع أبو خميس بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
موقع أبو خميس بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

موقع أبو خميس بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

يأخذ الموقع الرقم 11 في سجلات إدارة الآثار والمتاحف ذات الصلة بالمنطقة الشرقية  .  وهو أحد المواقع الأثرية التي تعود إلى العصر الحجري الحديث الفخاري في المملكة العربية السعودية؛ أي المواقع التي تعود إلى فترة العُبيد المتوسطة بتاريخ من أوائل الألف الرابع قبل الميلاد، ويمثل موقعًا ساحليًا استفاد سكانه من الغطاء النباتي المحيط بالموقع، إضافة إلى استفادتهم من الثروات البحرية وبخاصة صيد الأسماك.
 
ويقع على خليج الزور ويبعد عن موقع الدوسرية 85كم. استمد الموقع اسمه من اسم قائد بدوي درجت مجموعته على أن تخيم في محيط التل الأثري  والموقع لا يعدو كونه تلاً غير منتظم الشكل يبلغ ارتفاعه عشر أقدام، ومعدل طوله ثلاثمائة وخمسون مترًا من الشمال إلى الجنوب، ويصل قطره إلى ما يقارب ثمانمائة وخمسين مترًا ويتكون من قمم كثيرة متشابهة القبب، ويوجد منها - على سبيل المثال - سبع تنتشر من شمال الموقع إلى جنوبه ويبلغ ارتفاع أعلاها 9.85م عن سطح البحر  
تتميز بيئة الموقع بغطاء نباتي جيد، وبخاصة خلال فصل الشتاء المطير. كما تتوافر ثروة حيوانية برية غير أليفة إضافة إلى إمكانية ممارسة صيد السمك والغوص  .
 
يرجع الفضل في معرفة هذا الموقع إلى جهود باحثتين خلال السبعينيات من هذا القرن  .  وفي عام 1392هـ /1972م كان من ضمن المواقع التي تم مسحها كما حفر خمسة عشر مجسًا اختباريًا في الموقع  .  وفي عام 1408هـ /1988م قام أحد الباحثين بزيارة للموقع  .  وفي عام 1415هـ /1994م نشر باحثان مقالاً نشرا فيه مجموعة من كسر الأواني الفخارية التي جمعها الأول من الموقع أثناء مسحه عام 1408هـ / 1988م  
 
وبالنسبة إلى المعثورات الأثرية فيبدو أن سطح التل الأثري في الموقع قد جرد منها فلا يُرى عليه إلا سياج حجري مستطيل حديث التشييد؛ إذ نسب إنشاؤه إلى فرع الفيصل من قبيلة بني خالد التي يظن أنها ارتادت المكان خلال فترة السيادة العثمانية للمنطقة 
وجُمعت مادة أثرية من سطح الموقع ومن الحفريات التي أجريت فيه، تشتمل على الأدوات الحجرية والأواني الفخارية المزخرفة بالألوان وغير المزخرفة. وبالنسبة إلى الأواني الفخارية فتمثلت بأوانٍ عجينتها ممزوجة بالتبن وتظهر بخشونة واضحة ومن الأواني ما يظهر بعجينة برتقالية، حمراء فاتحة ممزوجة بالتبن وكسر الحجارة وأوانٍ عجينتها محمرة باهتة ممزوجة بكسر حجارة  
وتشمل الأدوات الحجرية الأنصال، والسكاكين، ورؤوس السهام، والمخارز، والمثاقب وأدوات ذات أحجام صغيرة، فضلاً عن الأدوات الصوانية المسطحة  
وعُثر على كمية كبيرة من الأصداف، وعظام الأسماك، وعظام حيوانات أخرى وعدد كبير من قطع اللياسة الجصية التي تظهر عليها طبقات عسبان النخيل وأدوات من الحجر الجيري استخدمت مدقات ومطارق، ومخارز مصنوعة من العظم وأدوات أخرى مصنوعة من العظم أيضًا  
 
نُفذ كما أشير سابقًا خمسة عشر مجسًا في مواضع مختلفة من التل، ونتج من ذلك اكتشاف ثماني طبقات أثرية، إضافة إلى طبقة رملية دخيلة خالية من أي معثورات، وبلغ عمق التراكم الطبقي في الموقع أربعة أمتار إلا قليلاً  . 
 
ومن المجسات جاءت مادة أثرية اشتملت على الأواني الفخارية، والأقراص الفخارية، والأواني الحجرية وكسر اللياسة الجصية. وفيما يتصل بالأواني الفخارية فإنها تشتمل على الأواني الفخارية العُبيدية المدهونة وغير المدهونة والخشنة التي جاءت منها أوانٍ شبه كاملة، وكمية من الفخار الرقيق الشبيه برقة بيض النعام، كما عُثر على أقراص فخارية كثيرة، سطوحها مثقبة، ومجموعة من الأدوات الحجرية اشتملت على أدوات مصنوعة من حجر الصوان، والسكاكين، والأنصال الصوانية جيدة الصناعة، والمخارز والمثاقب  
 
ويؤرخ الموقع استنادًا إلى مقارنة معثوراته الأثرية، وبخاصة الأواني الفخارية، بمعثورات مشابهة من مواقع في بلاد الرافدين تعود إلى الفترة العُبيدية بالإضافة إلى نتائج ثلاث عينات أخذت من المجسات الاختبارية التي نفذت في الموقع، وحللت عن طريق كربون 14؛ العينة الأولى أخذت من على عمق قريب من مستوى السطح وأعطيت تاريخًا هو 3800 سنة قبل الميلاد، وجاءت العينتان الأخريان من أعمق طبقة حضارية (المستوى الثامن)، إحدى العينتين هي فحم نتج من تحليله تاريخ هو 3615 سنة قبل الميلاد أما العينة الثانية فهي صدفة بحرية نتج من تحليلها تاريخ هو 3710 سنة قبل الميلاد  ؛  وعليه فإن استيطان الموقع يعود إلى بداية الألف الرابع قبل الميلاد.
 
شارك المقالة:
91 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook