موقع سبخة الظبطية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
موقع سبخة الظبطية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

موقع سبخة الظبطية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
تُعَدّ من أهم المواقع القديمة في الأراضي التي يمر بها وادي المياه أو كما يطلق عليه قديمًا (وادي الستار)، وينظر إلى السبخة بكاملها على أنها كانت مجرد بحيرة مياه أيام كانت الأمطار وفيرة خلال الفترات التي أثبتت التحاليل المخبرية وفرة أمطارها التي سادت قبل فترة أواخر العصر الحجري القديم الأعلى 17000 - 11000 ق.م وتلك التي سادت خلال العصر الحجري الحديث بدءًا من 9000 سنة - 5000 سنة قبل الميلاد.
 
وعلى الرغم من أن سبخة الظبطية لا تبعد كثيرًا عن موقع ثاج المشهور وموقع الحناءة والمواقع المجاورة لهما، كما أنها قريبة من طريق التجارة البري القديم، فإن الأعمال الأثرية فيها تكاد تكون معدومة؛ فلم يرد لها ذكر في مقالات الرحالة والباحثين المبكرين، كما أن أعمال إدارة الآثار والمتاحف لم تشملها إلا في وقت متأخر، ويقتصر ما نفذ فيها ونشر عنه على موسم واحد، منه جاءت النتائج الأثرية التي نعرف عنها حتى اليوم.
 
وتقع سبخة الظبطية في الجنوب الغربي من حنيذ على بعد اثني عشر كيلومترًا تقريبًا وعلى بعد خمسين كيلومترًا إلى الجنوب الغربي من هجرة ثاج، تقع في الجزء الغربي من المنطقة الشرقية، ولا يقتصر الأمر على انتشار المواقع الأثرية فيها، بل هناك مواقع جيولوجية توجد حول السبخة بالإضافة إلى مواقع للمدافن الركامية ومواقع للرسومات الصخرية والكتابات والوسوم.
 
وقبل الحديث عن الآثار لا بد من الإشارة إلى أن السبخة تُعَدّ من أهم المواقع في الجزيرة العربية التي أعطت بقايا مادية تدل على حياة الحيوانات القديمة، ومنها أحافير لحيوان المستدون المنقرض ووحيد القرن وستة أصناف من الحيوانات المجترة من بينها الزراف القديم كما عُثر على بقايا لنوع من القرود القديمة ذات الصبغة الإفريقية هذه المخلوقات وجدت فيما يعتقد جيولوجيًا أنها بيئة استوائية حول بحيرة ذات مياه عذبة تحيط بها أشجار النخيل  
 
وتحيط بالسبخة بعض الروابي التي تنتشر عليها المواقع الأثرية ومن أهمها: حقول مدافن ركامية قدر فريق المسح الأثري عددها بألف مدفن ركامي، تنتشر على المرتفعات المسماة (نسلات الشريعة)، وجبل أم الحجل الواقع إلى الشرق من السبخة، ومرتفع خشم الخزامى، وطبقًا لما أورد الفريق الأثري فإن المدافن تقع في سبعة أنماط ذكر أن أغلبها لم يسبق أن عُثر عليه في مواقع المنطقة الشرقية الأخرى، والأنماط السبعة للمقابر هي: الركامية، والركامية بسياج دائري (حلقية)، والمذيلة والمدافن التي تظهر على شكل ذيل من التلال المتصلة، والمثلثات مستدقة الطرف والأبنية المستطيلة والأبنية شبه المستطيلة  
 
ولم تقتصر شواهد وجود الحياة في تلك الأرض التي كانت غنية بالمياه والغطاءين النباتي والحيواني، على بقايا الحيوانات والمدافن، بل وجد ما يدل على وجود إنسان مستوطن، ويتمثل ما وجد في الرسوم الصخرية والنقوش المحزوزة والوسوم والعلامات التي وجدت على أحد المرتفعات الصخرية الواقعة إلى الشرق من سبخة الظبطية، وتحتوي تلك الرسوم على أشكال لفرسان يمتطون خيولاً   تظهر بطرز مختلفة منها ما جاء برسم تجريدي ومنها ما يظهر بشكل شبه طبيعي، ويظهر الخيّال في الجميع ممسكًا برمح أو بسيف وهو في حالة استعداد للرمي أو الصيد، ويظن فريق المسح أن تلك الرسوم تعود إلى العصر البرونـزي أي من فترة تقع بين 2000 و 1500 سنة قبل الميلاد.
 
ومن المظاهر الطبيعية التي تسببت في استيطان ذلك الموقع دحل يعرف باسم (دحل سبسب)، الذي يُعَدُّ أحد أهم مصادر المياه في تلك الناحية، حيث يقع على بعد اثنين وعشرين كيلومترًا إلى الجنوب الغربي من سبخة الظبطية  ،  ويختزن كميات من المياه داخله إلى جانب تغذيته مياه الآبار الجوفية القريبة منه.
 
ومما لا شك فيه أن المواقع المحيطة بتلك السبخة من أهم المواقع، وأن المنطقة المحيطة قابلة لمزيد من الاكتشافات؛ نظرًا إلى وقوعها على ممر طريق تجاري قديم، وقربها من وادي المياه الوادي الرئيس في تلك النواحي، بالإضافة إلى وجود ذلك العدد الكبير من المدافن ذات الطرز المختلفة التي للبعض منها ما يناظرها في أنحاء كثيرة من المملكة العربية السعودية.
 
شارك المقالة:
69 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook