موقع عين قناص بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
موقع عين قناص بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

موقع عين قناص بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
ينسب الموقع إلى شخص اسمه قناص كان يملك الآبار الموجودة حوله، ويقع في شمالي العيون التي هي جزء من واحة الأحساء، وإلى الشرق من الموقع بأقل من الكيلومتر تقع قرية تعرف باسم قرية المرة، وهي حديثة النشأة  
 
ويرجع الفضل في معرفة هذا الموقع إلى أحد هواة الآثار، وبعد اكتشافه قام أحد الباحثين عام 1392هـ /1972م بمسح الموقع وما يحيط به ثم نفذ فيه عددًا من المجسات الاختبارية، ونشر نتائج ما قام به من أعمال عام 1394هـ / 1974م  
 
يتكون الموقع من تل صغير يبلغ ارتفاعه 3.8م على حين يبلغ قطره 250م، ويتربع على هضبة مرتفعة عمّا يحيط بها من الأراضي السبخة من الشمال والشرق والغرب. وتبدأ الأرض في الارتفاع ناحية الشمال حتى تلتحم بالكثبان الرملية، وبالإضافة إلى التل الكبير يوجد تل صغير يبلغ ارتفاعه مترين ويبلغ قطره مائة وعشرين مترًا، يقوم على بعد خمسة وخمسين مترًا إلى الشمال من التل الرئيس  .  ويظهر أن الموقع تعرض إلى تخريب على نطاق واسع ما أدى إلى تجريده من المادة الأثرية السطحية وبخاصة ظهر التل نفسه الذي لم يعد يحتوي على أي معثورات، ولكن وجدت معثورات سطحية على الأرض المحيطة بالتل تتكون من طبقة سميكة من المخلفات الحجرية وأصداف المياه العذبة (Fresh water snail shells) وقليل من كسر الأواني الفخارية المخضرة الشبيهة بالأواني الفخارية العُبيدية  
 
ونتج من تنفيذ المجسات الاختبارية اكتشاف أربع عشرة طبقة أثرية تُكوّن تراكمًا يبلغ أكثر من خمسة أمتار بقليل  .  ووجد جدار طيني يتلازم مع المستويات الأربعة العليا 1 - 4، كما عُثر على بقايا رماد تدل على أن هناك سياجًا يحيط بالموقع ربما كان مشيدًا من الأغصان، وسعف النخيل، أو ربما من مواد أخرى قابلة للتلف  
 
يتكون الموقع استنادًا إلى نتائج الحفريات وتحليل محتويات المستويات الأربعة عشر التي ثبت وجودها في التل الكبير من وحدتين تفصلهما طبقة ربما أنها طبقة هجر للمكان. فالمستويات الأربعة العليا تكون الوحدة الأولى، وهي الوحدة التي أسفرت عن كسر من الأواني الفخارية، ثم طبقة هجران تتمثل في المستوى الخامس. وبعد المستوى الخامس تظهر الوحدة الثانية المشتملة على المستويات التسعة السفلى من السادس حتى الرابع عشر، وهي لم تسفر عن كسر أوانٍ فخارية بل اقتصرت المعثورات الأثرية فيها على أدوات حجرية؛ وعليه فالموقع مرّ بمرحلة العصر الحجري الحديث ما قبل ظهور الفخار ثم العصر الحجري الحديث الفخاري.
 
وبالنسبة إلى المادة الأثرية في المستويات الأربعة العليا من مستويات العصر الحجري الفخاري فقد اقتصر ما عثر عليه في المستويات الثلاثة على أوانٍ فخارية تظهر بعجينة مخضرة فاتحة ممزوجة بالرمل وكسر حجر الكلس الأبيض، وفي المستوى الرابع تنوعت مجموعة الأواني الفخارية لتشمل الآتي:
 
 أوانٍ فخارية مصنوعة من مادة بيضاء تحمل عناصر زخرفية ملونة إلا أن اللون زال وترك من العنصر الزخرفي بقايا بنية إلى مخضرة، وكان اللون الأصلي أرجوانيًا غامقًا إلى بني غامق استنادًا إلى كسرة وجدت وهي محتفظة باللون الأصلي  .  أما العنصر الزخرفي الأكثر شيوعًا على الكسر الفخارية المكتشفة فهو شريط العريف مرسومًا بوضع أفقي ويماثل رسمة سعفة النخيل.
 
 فخار سادة أخضر فاتح خشن بسمك مميز
 
 فخار ناعم سادة أحمر صناعته جيدة، ويحتوي على كسر كلسية صغيرة  
 
واكتشف مجموعة من الأدوات الحجرية لا تقل عن مائة قطعة مصنوعة من الصوان والشرت. وعُثر على عدد كبير من البلور الصخري، والمطارق الحجرية المصنوعة من الكوارتزايت، وقطع من الحجر الجيري، والحجر الرملي، بعضها يحمل آثارًا تدل على تعرضه لحريق؛ ما يوحي أنها كانت تستخدم أحجار موقد   وجد ما يشابهها حول موقد حقيقي في المستويين التاسع والثاني عشر.
 
وبالنسبة إلى الأدوات الحجرية فقد عُثر على المئات منها وهي المكاشط الأحادية الجانب والمزدوجة والمسطحة والمكاشط الورقية الشكل والمسطحة والأنصال، والسكاكين النصلية، والقلوب النصلية، ورؤوس السهام المسلوبة، ومكاشط أنبوبية وأحادية الجانب مصنوعة من الصوان؛ بالإضافة إلى قطع صوانية غير مشحوذة، ومكاشط مدورة  ،  وقطعة حجرية مصقولة من الحجر الجيري، وأحجار تستخدم في الصقل  ،  ومطارق من الحجر الجيري  
 
وعُثر في الموقع على موقدين: أحدهما وجد في الطبقة التاسعة حيث عُثر على موقد نار محدد بحجر جيري على أرضية منعمة وحول الموقد عُثر على كمية كبيرة من الأدوات الحجرية  .  أما الموقد الثاني فقد عُثر عليه في المستوى الثاني عشر الذي تكونه مواد عضوية، وهو موقد دائري الشكل صغير الحجم وحوله تتناثر الأدوات الحجرية بكثرة  .  وعُثر في المستوى الرابع عشر على حفرة تماثل فتحة بئر ظُن أنها البئر الأصلية أو رأس النبع الذي استوطن حوله الإنسان ونما الموقع  
 
وبالنسبة إلى الأدوات الحجرية من المستويات العشرة السفلى فقد صنفت في مجموعتين يظن أنهما تعودان إلى العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار وأنهما تماثلان مجموعتي قطر ب ج (B.C) في تصنيفها  .  أما المادة وفق المستويات 12 و 13 و 14 فيظن أنها تماثل مجموعة (B) في التصنيف للأدوات الحجرية من شبه جزيرة قطر التي تعرف باسم (حضارة الأنصال)  .  وتاريخ كربون 14 من أحد مواقع المجموعة (B) القطرية أعطى تاريخًا بحدود أواخر الألف السادس قبل الميلاد، ومن عين قناص نجد أن التاريخ الناتج من تحليل عينة أخذت من المستوى الثاني عشر هو 4935 سنة قبل الميلاد، ما يعني وجود تماثل بين المجموعتين من ناحية الزمن  
 
أما فيما يتعلق بالمستويات الأربعة العليا، باستثناء المستوى الخامس الخالي من المعثورات، فقد أسفرت عن مواد حضارية إضافية ممثلة بفخار العُبيد، وتظهر على هذا الفخار عناصر زخرفية تماثل ما يظهر على فخار العُبيد الكلاسيكي، ولكنه أقل مستوى منه في العجينة والصناعة. وتحمل الأواني التي اكتشفت على سطح التل تماثلاً مع فخار العُبيد العام من موقع حاجي محمد في بلاد الرافدين في العناصر الزخرفية الملونة، وفي الصناعة، وأشكال الأواني. ويمكن أن يكون فخار المستوى الرابع أبكر زمنًا من الكسر التي عُثر عليها في موقع حاجي محمد أو حتى مرحلة أريدو في جنوبي بلاد الرافدين، ويمكن أن يؤرخ المستوى الرابع من أوائل الألف الخامس قبل الميلاد  
 
وتتمثل العينات التي أخذت من موقع عين قناص وأرخت بوساطة كربون 14 في ثلاث عينات، أخذت العينة الأولى من المستوى التاسع ونتج منها تاريخ هو 4110 سنوات قبل الميلاد  .  أما العينة الثانية فقد أخذت من المستوى العاشر ونتج منها تاريخ هو 2560 سنة قبل الميلاد، ويظن أنهما تعرضتا لما أفسد محتواهما من كربون 14  .  والتقطت العينة الثالثة من المستوى الحادي عشر ونتج منها تاريخ هو 4705 سنة قبل الميلاد  
 
شارك المقالة:
240 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook