مياه السيول بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
مياه السيول بالرياض في المملكة العربية السعودية

مياه السيول بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
تجري المياه على شكل سيول في بطون الأودية عندما تزيد معدلات سقوط الأمطار على معدلات الترشيح (Infiltration) والتبخر في الفترة نفسها، ويُقدَّرُ أن حدوث السيول (الجريان السطحي) في الأراضي الصحراوية يبدأ عندما تراوح غزارة سقوط الأمطار بين 5 و 20مم / ساعة  ،  ولقد ذكر جونـز (Jones)   أن غزارة الأمطار تكون عالية بشكل عام في المملكة، مبينًا أن نحو 50% من الأمطار سقطت بغزارة تزيد على 20مم / ساعة، وأن ما بين 20 و 30% من الأمطار تتجاوز غزارتها 40مم / ساعة، وجميع المجاري المائية (الأودية) في المملكة داخلية المنشأ، لذا فإن المياه التي تجري فيها مرتبطة بالأمطار المحلية، وجريان مياه السيول في الأودية قليل الحدوث؛ لقلة الأمطار الساقطة على المنطقة وعدم انتظامها، كما أنها غالبًا تجري في الأودية لفترات قصيرة، ولكنها في بعض الأحيان تستمر في الجريان عدة أيام وخصوصًا في الأودية الكبيرة نسبيًا.
 
يوجد عدد كبير من الأودية في منطقة الرياض، منها أودية صغيرة لا تتعدى أطوالها عددًا من الكيلومترات، ومنها أودية كبيرة جدًا تتجاوز أطوالها مئات الكيلومترات، ومن أكبر الأودية في المنطقة وأشهرها: وادي الدواسر، ووادي حنيفة، ووادي السهباء، ووادي الرشا  ، ووادي الركا، ووادي السرة، ووادي الخنقة. فوادي الرشا (في محافظة الدوادمي) يبدأ من جبال ذهلان بالقرب من بلدة الشعراء، ويتجه نحو الشمال بطول يزيد على 200كم، وينتهي حاليًا في نفود الشقيقة، ويشير أحدُ الباحثين   إلى أنه من المحتمل أن وادي الرشا كان يتصل بوادي الرمة قبل أن تصد رمال نفود الشقيقة استمرار تقدمه نحو الشمال. وبالنسبة إلى وادي الركا في جنوب محافظة القويعية ووادي السرة في وسطها ووادي الخنقة في شمالها، فإنه يتضح من الخرائط والصور الجوية والفضائية أنها كانت تشكل نظامًا نهريًا قديمًا يصرف مياه الأجزاء الشرقية من الدرع العربي، وكانت هذه الأودية تلتقي مع عدد آخر من الأودية في سيح الدبول غرب جبال طويق، وتتجه مجتمعة نحو الشرق عبر سلسلة جبال طويق، مكوِّنة وادي برك. أما وادي حنيفة فينحدر من ظهر جبل طويق إلى الغرب والشمال الغربي من مدينة الرياض، ويتجه إلى الجنوب الشرقي بطول يبلغ نحو 180كم إلى أن يلتقي بوادي برك في السهباء في الخرج، وَيُعدُّ وادي الركا وامتداده واديا برك وحنيفة أصلين يتكوَّن منهما النظام النهري القديم لوادي السهباء الذي كان يعبر نفود الدهناء من طرفها الجنوبي ليصب في الخليج العربي.
 
وبشكل عام، فإن كميات مياه السيول قليلة في منطقة الرياض؛ ويرجعُ ذلك بشكل أساسي إلى قلة الأمطار الساقطة، وارتفاع معدلات التبخر، (جدول 32) ، وجريان مياه السيول في الأودية غير منتظم وقليل الحدوث في المنطقة؛ لذا فإنه - بلا شك - لا يُعْتَمَدُ عليها لسد الاحتياجات المائية للأغراض المنـزلية أو الزراعية، ولكن يمكن عدُّها مصدرًا موسميًا وثانويًا للمياه في المنطقة، وتستخدم مياه السيول مباشرة - منذ القدم ولا تزال - لري المزارع وخصوصًا بساتين النخيل التقليدية التي تنتشر غالبًا على جوانب الأودية؛ وذلك لتوافر قدر كافٍ من المياه الجوفية قليلة العمق؛ فالمزارع عادة يحيط مزرعته بجدران أو بحواجز ترابية (عقوم)؛ بهدف حجز مياه السيول فيها، ويصمِّمُ أيضًا فتحة في أعلى المزرعة تسمح بدخول مياه السيول، وأخرى في أسفلها تسمح بخروج الزائد منها، وغالبًا تكون هذه الفتحات في الجدار أو الحاجز الممتد على طول مجرى الوادي. ولتوجيه مياه السيول نحو مزرعته يعمل على إقامة حاجز من الحجر المبني أو حاجز ترابي يمتد بشكل عرضي في مجرى الوادي من فتحة دخول مياه السيول إلى الجانب الآخر لمجرى الوادي، وعندما تمتلئ المزرعة بمياه السيول يتم قطع الحاجز الترابي؛ ليستمر تدفق مياه السيول إلى أسفل الوادي، ويروي المزارع الأخرى بالطريقة نفسها  
 
شارك المقالة:
77 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook