نادي المدينة المنورة الأدبي بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
نادي المدينة المنورة الأدبي بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

نادي المدينة المنورة الأدبي بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
 
هناك إشارة مقتضبة في رسالة الأديب أحمد رضا حوحو إلى أستاذه وصديقه عبد القدوس الأنصاري، صاحب المنهل، يعدد فيها إنجازات الأنصاري بمناسبة صدور المجلة، يقول فيها: "ثم أنشأتم (الحفل الأدبي) فجمعتم بين الكبير والصغير، والغني والفقير، والعالم والأديب، والتاجر والطبيب، فأصبح (ناديًا) جامعًا تلقى فيه شتى المحاضرات من شتى المحاضرين..."  
 
وفي وثيقة أخرى   توجد تفصيلات أكثر عن هذا (الحفل الأدبي)، ويقول عبد القدوس الأنصاري، نقلاً عن عبد الحق نقشبندي، أحد رواد الحركة الأدبية الحديثة في المدينة المنورة: "في مقتبل العمر وزهرة الشباب الغض، وبعد أن نلنا ما نلناه ومن بلغه في التربية والتعليم عام 1345هـ / 1927م، كانت نفوسنا تجيش بأمانٍ وآمال أكبر من جسومنا وكفاءاتنا ومقدرتنا، غير أننا كنا نتألم لما وصلت إليه بلادنا من التأخر وتفشي الجهل، وقلة في النفوس، وفقد النفيس وانعدام المؤهلات التي تجعل منا أمة حية..."، ثم يتابع القول: "وفي أوائل العهد السعودي كنت وزملائي الذين أذكر منهم: السيد أحمد العربي والأستاذ الأنصاري وأخي عبد الحميد عنبر وصديقيَّ علي وعثمان حافظ والسيد عبيد مدني، لا نفتأ نبحث عما يوصل بلادنا إلى مراقي التقدم والفلاح".
 
ويتحدث الأنصاري عن (دور تأسيس الأندية الأدبية لرفع مستوى الأدب الحديث في المدينة)، وأنه وصل تفكير أولئك الشباب إلى ضرورة "تأسيس أول نادٍ أدبي تلقى فيه محاضرات أدباء المدينة ورجال الفكر والعلم والأدب الوافدين إليها في مواسم الحج والمواسم الأخرى"، وأنهم تجنبوا تسميته (ناديًا) لئلا يلفت إليه الأنظار بل سموه (الحفل الأدبي للشباب السعودي المتعلم). ويعتقد الأنصاري أن استخدام تسمية (السعودي) كان أول استخدام له في المحيط الثقافي في المملكة، وأنه "كان موضوع استغراب لدى بعض الأوساط الاجتماعية في البلد" وكان الأنصاري أول رئيس للنادي، والسيد أحمد ياسين الخياري سكرتيرًا عامًّا بالإضافة إلى اثني عشر عضوًا آخرين.
 
وما قام به النادي بالإضافة إلى المحاضرات والمناقشات، جلب الصحف الأسبوعية والمجلات العلمية التي كانت تصدر في مصر والشام، ما أسهم في دعم تلك الحركة الأدبية التي استمرت قرابة عشر سنوات.
 
يبدو أن هذه كانت بداية الحركة الأدبية المنظمة في المدينة المنورة في العصر الحديث. وكانت البداية الحقيقية للنشاط الثقافي لنادي المدينة المنورة الأدبي مبادرة من مثقفي المدينة وأدبائها عام 1376هـ / 1956م في الالتقاء أسبوعيًّا لمناقشة قضايا الأدب والفكر والتعرف على إبداع الأعضاء، وقد سمي ذلك اللقاء (أسرة الوادي المبارك) تيمنًا باسم وادي العقيق الذي يقع إلى الغرب من المدينة المنورة، وهو من أشهر أودية المدينة جغرافيًّا وتاريخيًّا وأدبيًّا.
 
لم يأت ذلك اللقاء من فراغ، فقد كانت إرهاصاته تتمثل في النشاط غير المنهجي لمدرسة (دار الأيتام) في المدينة، فقد اهتمت الدار بإقامة الندوات الثقافية الأسبوعية، وكما يقول دخيل الحيدري، نقلاً عن الشيخ محمد بكر المدني: "استدعى إقامة مثل هذه الندوات الثقافية حضور أدباء المدينة، فكانوا يتنافسون في إلقاء قصائدهم الجديدة، ومن أشهرهم: الشاعر ضياء الدين رجب، والشاعر حسن حماد، والأديب محمد حسين زيدان، والشاعر طاهر زمخشري".
 
ويشير الحيدري إلى قرار إمارة المدينة بإيقاف اشتراك الأدباء في تلك الندوات واقتصار النشاط على طلبة الدار. وأخيرًا يقرر هذه الحقيقة المهمة، بأن "هذه الندوات كانت البداية الحقيقية لأسرة (الوادي المبارك) في المدينة، والتي تحولت فيما بعد إلى نادي المدينة المنورة الأدبي"  . 
 
رأس هذه الأسرة الأستاذ عبد العزيز الربيع رحمه الله، "واستمر هذا المنتدى في إنعاش الحياة الأدبية والثقافية بما يقدمه من ندوات ومحاضرات في طيبة الطيبة، ولا سيما أن كثيرًا من علماء وأدباء العالم الإسلامي يؤمونه، ويستضيفهم هذا النادي فينعشون الحياة الثقافية بما يلقون من محاضرات وما يسهمون به من ندوات تنعكس على البيئة الثقافية في المدينة"  
 

تطور أنشطة النادي

 
تأسس نادي المدينة المنورة الأدبي عام 1395هـ / 1975م عندما أصدر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - الرئيس العام لرعاية الشباب - آنذاك - موافقته بإنشاء الأندية الأدبية. وكان نادي المدينة أحد ستة أندية أسست في ذلك العام، في المدن الآتية: مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، وجدة، والطائف، وجازان. وقد زاد عددها الآن فأصبح 13ناديًا تغطي مناطق المملكة كافة.
 
وكان أول مجلس إدارة للنادي مكونًا من المؤسسين، وهم:
 
 الأستاذ عبد العزيز الربيع، رحمه الله.
 
 الشاعر محمد هاشم رشيد، رحمه الله.
 
 الشاعر حسن مصطفى صيرفي، رحمه الله.
 
 الأستاذ عبد الرحمن الشبل.
 
 الشاعر محمد العيد الخطراوي.
 
 الأستاذ عبد الرحيم أبو بكر، رحمه الله.
 
وقد حدثت تغييرات متتالية في مجلس الإدارة بسبب وفاة أحد الأعضاء أو استقالته. وقد شكّل النادي عددًا من اللجان، تختص كل منها بجانب من النشاط الذي يقوم به النادي وهذه اللجان هي: لجنة طباعة الكتب، لجنة شراء الكتب، اللجنة الثقافية، اللجنة الإعلامية، لجنة الضيافة، لجنة المكتبة ومعرض التراث 
 
 
شارك المقالة:
55 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook