سنّة صلاة الفجر من أكثر السنن تأكيداً، حيث لم يتركها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا حضراً ولا سفراً، وهما ركعتان قبل صلاة الفجر وبعد الآذان، كما يُستحب عند صلاتهما قراءة سورة الكافرون في الركعة الأولى، وقراءة سورة الإخلاص في الركعة الثانية، وإذا صلّى الفجر لا ينبغي الزيادة عليهما، ومن الجدير بالذكر أنّ صلاة النافلة بعد صلاة الفجر قد نهى عنها الرسول، حتى تُشرق الشمس وترتفع مقدار رمح، وهو ما يُقارب من الخمس عشرة دقيقة، حيث روى عقبة بن عامر: (ثلاثُ ساعاتٍ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ينهانا أن نُصلِّيَ فيهنَّ . أو أن نَقبرَ فيهن موتانا : حين تطلعُ الشمسُ بازغةً حتى ترتفعَ. وحين يقومُ قائمُ الظهيرةِ حتى تميلَ الشمسُ. وحين تَضيَّفُ الشمسُ للغروبِ حتى تغربَ)،بيد أنّ نهي الرسول هنا لا يعني التحريم، فمن فاتته سنّة الفجر أجيز له صلاتها بعد الفرض، على الرغم من أنّ صلاتها بعد شروق الشمس أفضل، حيث ثبت أنّ الرسول رأى شخصاً يُصلّي بعد الفجر، وعلم أنها سنة الفجر فسكت ولم يُنهه عنها، وهذا دليل على إباحة صلاتها بعد الفجر.
تحمل سنّة الفجر في طيّاتها فضائل عديدة، فقد كان الرسول يُحافظ عليها، ويدعو أصحابه رضي الله عنهم إلى صلاتها ويُرغبهم بها، حيث أنّها تملك الأجر العظيم عند الله عز وجلّ، فهي خير من الدنيا وما فيها، كما قال رسول الله: (في شأن الركعتَين عند طلوعِ الفجرِ " لهما أَحَبُّ إليَّ من الدنيا جميعًا).كما أنكر من يترك صلاتهما.
قبل الحديث عن فضل صلاة الفجر، لا بد من التأكيد على أنّه لا فرق بين صلاة الفجر وصلاة الصبح، فهما اسمان لمُسمّى واحد، ومقصودهما صلاة الركعتين المفروضتين، فقد ورد عن الرسول تسميتهما بالفجر والصبح، فاسم الفجر راجع لكون موعدها قرب الفجر، واسم الصبح لأنّها تكون عند الصباح،أمّا فضائلها فهي كثيرة، حيث إنّ الله أنعم على عباده السكون والنوم، بعد يوم طويل من العمل، فيكون سكون الليل راحة للإنسان يُساعده على الاستمرار والعطاء، فتأتي صلاة الفجر باعثة للروح من جديد، ومنُشطة للإنسان، وبالذات صلاة الجماعة التي لها فضل عظيم ومنه:
موسوعة موضوع