هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر قرشيٌّ من كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، يكنَّى عبد الرحمن بأبي محمد، وكان اسمه في الجاهلية عبد عمرو ولكنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- سمَّاه عبد الرحمن بعد إسلامه، أمُّ عبد الرحمن هي الشفاء بنت عوف بن عبد الحارث، صحابية من الصحابيات اللواتي هاجرن إلى المدينة، وُلدَ عبد الرحمن بعد عام الفيل بعشر سنوات، أي إنَّه أصغر من رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعشر سنة
في عهد خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان عبد الرحمن بن عوف صاحب منزلة عظيمة عند عمر، وكان عمر يستشيره في كلِّ شؤونه، حتَّى أنّه عندما انتشر الطاعون سنة 18 للهجرة، كان عمر يفكر بالذهاب إلى الشام، وعندما جاءت الأخبار أن الطاعون انتشر في الشام، أشار ابن عوف على عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- ألَّا يدخل الشام تنفيذًا لحديث رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- الذي قال فيه: "إذَا سَمِعْتُمْ به بأَرْضٍ، فلا تَقْدَمُوا عليه، وإذَا وَقَعَ بأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بهَا، فلا تَخْرُجُوا فِرَارًا من فاستجاب عمر لرأي بان عوف وعاد إلى المدينة، وقد استخلف عمر بن الخطاب عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنهما- على الحج سنة 23 للهجرة، فحج ابن عوف في تلك السنة وحجَّ مع عمر سنة ثلاث وعشرين، والله أعلم
لقد جاء عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعض الأحاديث النبوية الصحيحة التي تناولت فضائل الصحابي الجليل أحد العشرة المبشرين بالجنة عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-، وإنَّما ذكره في السنة دليل على مكانة هذا الصحابي ومنزلته الرفيعة في الإسلام، ومما وردَ فيه: