هو الصحابي وحشي بن حرب أبو دسمة، وهو من العبيد الأحباش الذين كانوا في مكة المكرمة، حيث كان مولى لطعيمة بن عدي، وقيل إنَّه كان مولى لجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي، يُعرف عن وحشي أنَّه قتل عمَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- يوم غزوة أحديُشهد له أنَّه شارك في حرب المرتدين، فلمَّا ارتدَّت بعض القبائل العربية في عهد أبي بكر الصديق، سيَّر أبو بكر جيش اليمامة لقتال جيش مسيلمة الكذاب
بعد أن تمَّ فتح مكة للمسلمين في السنة الثامنة للهجرة، هرب وحشي من مكة المكرمة إلى الطائف، ولمَّا سلَّمتِ الطائف وخرجَ منها وفد التسليم إلى مكة المكرمة، ضاقتْ على وحشي الأرض بما رحبتْ، وقال: "لمَّا خرجَ وفد الطائف ليسلِّموا ضاقتْ على الأرضُ بما رحبتْ وقلتُ بالشَّام أو اليمن أو بعض البلاد فولله إنّي لفي ذلك من همي.."، ثمَّ سمع وحشي رجلًا يقول إنَّ محمدًا لا يقتل أحدًا يدخل في دين الإسلام، فخرج وحشي من الطائف وسار إلى المدينة المنورة، ثمَّ دخل على رسول الله، يقول وحشي في قصة إسلامه: "قدمتُ المدينة على رسول الله، فدخلتُ عليه في خفَّة وحذر، ومضيتُ نحوه حتَّى صرتُ فوق رأسِهِ، وقلتُ: أشهد أن لا إله إلا الله، فلما سمع الشهادتين رفع رأسَهُ إليَّ، فلما عرفني ردَّ بصرَهُ عني، وقال: أوحشي أنتَ، قلت: نعم يا رسول الله، فقال: اقعدْ وحدثني كيف قتلتَ حمزة؟ فقعدتُ فحدثته خبره، فلما فرغتُ من حديثي أشاح بوجهِهِ، وقال: ويحك يا وحشي، غيِّب عني وجهك، فلا أرينك بعد اليوم"، والله تعالى أعلم
العربية
