نتائج الجانب الميداني من دراسة: دعوة الطالبات في المرحلة الثانوية

الكاتب: المدير -
نتائج الجانب الميداني من دراسة: دعوة الطالبات في المرحلة الثانوية
"نتائج الجانب الميداني من دراسة:
دعوة الطالبات في المرحلة الثانوية




تهدف الباحثة في هذا الجانب إلى التعرف على واقع الدعوة القائم فعلاً في المرحلة الثانوية بالمدينة النبوية، وتقويم مدى انسجامه مع معطيات الجانب النظري، و قد استخدمت الباحثة فيه المنهج المسحي واختارت عيِّنة عشوائية من مجتمع الدراسة تمثل مديرات (ن=22) ومعلمات (ن=198) وطالبات (ن=1772) المرحلة الثانوية في المدينة النبوية، وقد استخدمت الباحثة لذلك المقابلة مع مديرات المدارس الثانوية بالمدينة، كما أعدت استبانتين لعيّنة الدراسة من المعلمات والطالبات، وقد تم تطبيق الاستبانتين - بعد قياس ثباتها وتحكيمها - في نهاية الفصل الثاني للعام الدراسي 1425هـ/1426هـ، وبعد الحصول على موافقة إدارة التعليم بمنطقة المدينة.

 

ثم قامت الباحثة بالمعالجة الإحصائية للبيانات، للحصول على نتائج الدراسة وتحليلها باستخدام مجموعة من الأساليب الإحصائية، وقد خلصت الباحثة إلى النتائج الآتية:

((1)) أظهرت الدراسة موافقة المديرات على تحقق غالبية الأهداف الواردة ضمن أسئلة المقابلة، حيث إن المتوسط العام لجميع الإجابات على هذا السؤال هو: (3.70)، ويظهر اتجاه الموافقة على تحقق بعض الأهداف بدرجة (متحققة جدا)، وهذه الأهداف هي: توعيتها بمكانة المملكة الدينية وإشعارها بمسؤوليتها في ذلك، وتنمية روح الاعتزاز والولاء للإسلام والبراءة مما يخالفه، وتوعيتها لمواجهة تحديات العصر والاتجاهات المضللة، وغرس الاهتمام بالقرآن والسنة في نفسها والعمل بهما.

 

أما بقية الأهداف فقد كان رأي المديرات عيّنة الدراسة أنها متحققة ولكن بدرجة أقل من سابقتها، وكانت على النحو الآتي: تحقيق العبودية الخالصة لله تعالى، وغرس محبته في قلبها، وإعدادها لتكون أما صالحة تبني أسرة مسلمة صالحة، وتنمية الصفات الاجتماعية التي تحتاجها الأمة كالبرّ والتعاون، ومساعدتها في استقامة سلوكها وعفة نفسها وتقويم أخلاقها، وتصحيح ما لديها من اعتقادات ومفاهيم خاطئة وانحرافات، وفهم الطالبة للإسلام فهما صحيحا متكاملا على منهج السلف، وإكسابها المهارات والاتجاهات الصحيحة النافعة لها ولأمتها، وتكوين الأساس الفكري السليم لدراسة العلوم بأنواعها، وتكوين المقدرة لديها للدفاع عن الإسلام والدعوة إليه، وتكوين عقلية منهجية لديها للحكم على ما حولها وفق الإسلام.

 

أما أقل الأهداف تحققا فهو: رغبة الطالبة في الاطلاع على ذخائر الفكر الإسلامي وتراث السلف.

 

((2)) أوضحت الدراسة أن المتوسط العام لرأي عيّنة الدراسة من المعلمات أن جميع الموضوعات الدعوية المذكورة في الاستبانة مهمة جدا لطالبات المرحلة الثانوية، وذلك بمتوسط عام يبلغ (4.47)، حيث كان اتجاه المعلمات مؤيدا وموافقا جدا على أهمية بعض الموضوعات وهي على النحو الآتي: الموضوعات الفقهية الخاصة بالمرأة، ومسائل العقيدة، وأعمال القلوب، والأخلاق الإسلامية، والدعوة إلى الله، والسلوكيات المنحرفة، والسيرة النبوية، والمخالفات العقدية، وفقه العبادات، والقضايا المعاصرة، وقضايا المسلمين في العالم، والموضوعات التربوية.

 

أما الموضوعات التي وافقت المعلمات على أنها مهمة ولكن بدرجة أقل من سابقتها، فهي الموضوعات العلمية، وتنمية المهارات، وفقه المعاملات.

 

((3)) أشارت الدراسة إلى توافق رأي الطالبات مع المعلمات من حيث أهمية الموضوعات بشكل عام؛ إذ إن متوسط إجابات الطالبات بلغ (4.11)، وهذا يعكس أهمية الموضوعات المذكورة، وهناك اختلاف يسير بينهنّ وبين المعلمات من حيث اتجاه الطالبات المؤيد جدا لأهمية الموضوعات الآتية: الدعوة إلى الله والاحتساب، وأعمال القلوب، وقضايا فقهية خاصة بالمرأة، ومسائل العقيدة، والأخلاق والآداب الإسلامية، والسيرة النبوية، ونقد السلوكيات المنحرفة، وفقه العبادات، والموضوعات التربوية، والمخالفات العقدية.

 

أما موضوعات قضايا المسلمين في العالم، والقضايا المعاصرة، وفقه المعاملات، وتنمية المهارات، والموضوعات العلمية؛ فقد نالت مرتبة (مهمة).

 

((4)) أسفرت نتائج الدراسة عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين رأي المعلمات ورأي الطالبات حول أهمية الموضوعات بالنسبة لطالبة المرحلة الثانوية، وذلك لصالح المعلمات.

 

((5)) أسفرت نتائج الدراسة عن موافقة المعلمات بشكل متوسط على درجة طرح الموضوعات من خلال الأنشطة الدعوية، حيث إن المتوسط العام لإجابات المعلمات هو: (2.99)، وهذا يعكس بعض الضعف في طرح الموضوعات رغم الموافقة على أهميتها الكبيرة، ويؤكد هذا الأمر عدم وجود الدلالة الإحصائية التي توضح الارتباط بين أهمية الموضوعات وواقع طرحها على الطالبات من خلال الأنشطة الدعوية.

 

((6)) اتضحت من خلال الدراسة ضرورة مراعاة اختيار الموضوعات المناسبة لاحتياجات الطالبات، حيث اتفقت عيّنة الدراسة من الطالبات والمعلمات على أن التكرار في الموضوعات وعدم التجديد يعد معوّقا بشكل كبير للدعوة، فقد كان متوسط هذا المعوّق: (4.07) لدى المعلمات، و(4.33) لدى الطالبات.

 

((7)) اتضح من خلال الدراسة الاختلاف في واقع طرح الموضوعات من وجهة نظر المعلمات، فهناك موضوعات تُطرح كثيرا، وهي: القضايا الفقهية الخاصة بالمرأة، والأخلاق الإسلامية.

 

أما أعمال القلوب، والسلوكيات المنحرفة، وفقه العبادات، والسيرة النبوية، والدعوة إلى الله، ومسائل العقيدة، فقد كانت تُطرح ولكن بدرجة أقل من الموضوعات السابقة، يلي ذلك موضوعات المخالفات العقدية، والقضايا المعاصرة، وقضايا المسلمين في العالم، والموضوعات العلمية، والموضوعات التربوية، وفقه المعاملات، أما الموضوعات المتعلقة بتنمية المهارات؛ فهي أقلها طرحا.

 

((8)) أسفرت نتائج الدراسة عن إجماع المديرات والمعلمات والطالبات على إعطاء المركز الأول للقائمات بدعوة الطالبات، لمشرفات المصلّى (مندوبات وحدة التربية الإسلامية)، وقد كان اتجاه المعلمات مؤيدا وموافقا جدا على ذلك بمتوسط حسابي = (4.22)، كما أظهرت نتائج الدراسة الموافقة على قيام فئات أخرى بالدعوة في المرحلة الثانوية وهنّ معلمات المواد الشرعية في المدرسة، والمرشدات الطلابيات في المدرسة.

 

((9)) أظهرت الدراسة قيام البعض الآخر بالدعوة إلى الله بشكل متوسط وهنّ على النحو الآتي: بعض الطالبات المتميزات في المدرسة، ومشرفات وحدة التربية الإسلامية، وبعض معلمات المدرسة- غير معلمات المواد الشرعية- وبعض الدعاة والداعيات من خارج المدرسة، ومديرات المدارس، ورائدات النشاط غير الصفي بالمدرسة، ومشرفات وحدة التوجيه والإرشاد.

 

أما أقل الأصناف قياما بالدعوة من وجهة نظر المعلمات فهنّ مشرفات شعبة النشاط.

 

((10)) أسفرت الدراسة عن رأي الطالبات في قيام مشرفات المصلى ومعلمات المواد الشرعية بالدعوة إلى الله بشكل كبير، أما بقية الأصناف المذكورة فيقمن بالدعوة إلى الله بدرجة متوسطة، وهنّ على النحو الآني: بعض الطالبات المتميزات في المدرسة، وبعض الدعاة والداعيات من خارج المدرسة، والمرشدة الطلابية في المدرسة، وبعض معلمات المدرسة من غير معلمات المواد الشرعية، ومديرات المدارس، ورائدات النشاط غير الصفي في المدرسة.

 

((11)) أوضحت الدراسة وجود الفروق ذات الدلالة الإحصائية حول رأي المعلمات والطالبات في القائمات بالدعوة، وذلك لصالح الطالبات.

 

((12)) أظهرت الدراسة رأي المعلمات بأن الوسائل الدعوية المذكورة في أداة الدراسة تُستخدم بنحو متوسط حسابي (3.09)، مع بعض التفاوت في درجة استخدامها حيث اتضح أن هناك وسائل دعوية تُستخدم بشكل كبير جدا، وهي الإذاعة المدرسية، والكتيبات والمطويات، والندوات والمحاضرات العامة.

 

أما الوسائل التي تُستخدم بشكل كبير ولكن أقل من المجموعة السابقة فهي: الدروس العلمية في المصلى، والمجلات الحائطية، والشريط الإسلامي، والمسابقات الشرعية المتنوعة.

 

أما الوسائل الدعوية التي نالت مرتبة متوسطة من حيث الاستخدام فهي: تنظيم حملات توعية خاصة بموضوع ما، وحلقات تحفيظ القرآن، وكتابة المقالات والأبحاث العلمية، والحفلات الدورية، والبرامج الحوارية المفتوحة، وإقامة المراكز الصيفية، وإقامة المعارض، أما أقل هذه الوسائل استخداما هي خروج الطالبات في زيارات دعوية.

 

((13)) أظهرت الدراسة رأي المعلمات حول وسائل الدعوة إلى الله التي ذكرت في أداة الدراسة بأنها فعّالة، حيث بلغ المتوسط الحسابي لمجموع الوسائل الدعوية (3.35)، وكانت غالبية الوسائل المذكورة فعّالة، وقد جاءت على الترتيب الآتي: الإذاعة المدرسية، والندوات والمحاضرات العامة، والشريط الإسلامي، والدروس العلمية في المصلى، والمسابقات الشرعية المتنوعة، وتنظيم حملات التوعية، الكتيبات والمطويات، والمجلات الحائطية، والبرامج الحوارية المفتوحة،وحلقات تحفيظ القرآن، وخروج الطالبات في رحلات وزيارات دعوية، وإقامة المعارض.

 

أما الوسائل الدعوية التي كانت متوسطة الفعالية فهي: الحفلات الدورية، وكتابة المقالات والأبحاث العلمية، وإقامة المراكز الصيفية.

 

((14)) أظهرت الدراسة وجود علاقة ارتباطية إيجابية بين فعالية كل وسيلة وبين درجة استخدامها في دعوة الطالبات في المرحلة الثانوية من وجهة نظر عيّنة الدراسة من المعلمات.

 

((15)) أظهرت الدراسة أن رأي الطالبات جاء مخالفا بعض الشيء لرأي المعلمات حول درجة فعالية بعض الوسائل، فالشريط الإسلامي يعد أكثر الوسائل المذكورة فعالية، وقد حصل على أعلى متوسط وهو:(4.06)، بينما كانت كتابة الأبحاث والمقالات العلمية أقل الوسائل فعالية، حيث إن متوسطها الحسابي (2.83).

 

أما بقية الوسائل فقد كانت فعّالة بشكل كبير من وجهة نظر الطالبات وهي كالآتي: الندوات والمحاضرات العامة، والبرامج الحوارية المفتوحة، وخروج الطالبات في زيارات دعوية، والدروس العلمية في المصلى، والمسابقات الشرعية المتنوعة، وحلقات تحفيظ القرآن وتجويده، وحملات توعية خاصة بموضوع ما، والكتيبات والمطويات، وإقامة المعارض مثل: معرض الكتاب والشريط، والحفلات الدورية، والمجلات الحائطية، والإذاعة المدرسية.

 

((16)) أظهرت النتائج فروقا ذات دلالة إحصائية بين إجابات المعلمات والطالبات حول درجة فعالية الوسائل المذكورة، والفرق هنا لصالح الطالبات.

 

((17)) أظهرت نتائج الدراسة المتعلقة بالمعلمات أن الأساليب المذكورة في أداة الدراسة تُستخدم بشكل كبير، حيث إن المتوسط العام لجميع العبارات هو: (3.65)، والأساليب التي تستخدم دائما هي: المعلمة القدوة، والموعظة الحسنة، أما الأساليب التي تُستخدم غالبا من وجهة نظر المعلمات فهي كالآتي: استثمار المواقف التعليمية لغرس القيم الإيمانية، وضرب الأمثال والتشبيه لتقريب المعاني، والأسلوب الإلقائي، وأسلوب الحوار والإقناع، وتشجيع الطالبة لمتابعة بعض الأنشطة الدينية، والأسلوب القصصي، وزجر وتعنيف الطالبة التي تصر على المخالفات الشرعية، وتأليف القلوب بالهدية.

 

أما الأسلوب الذي يُطبق بدرجة متوسطة فهو التطبيق العملي للشعائر الإسلامية أمام الطالبات.

 

((18)) أظهرت الدراسة أن درجة تأثير تلك الأساليب في دعوة وإصلاح الطالبات -من وجهة نظر المعلمات- بشكل عام مؤثرة جدا، حيث بلغ متوسطها العام (4.02)، مع تباين في درجة التأثير، فبعض الأساليب تأثيرها قوي جدا وهي: المعلمة القدوة، واستثمار المواقف التعليمية، وأسلوب الحوار والإقناع، والموعظة الحسنة، وضرب الأمثال والتشبيه لتقريب المعاني، والأسلوب القصصي، والتطبيق العملي لبعض الشعائر أمام الطالبات.

 

والبعض الآخر كان مؤثرا ولكن بدرجة أقل من المجموعة الأولى، وهي: تشجيع الطالبة لمتابعة بعض الأنشطة الدينية خارج المدرسة، وتأليف قلوب الطالبات بالهدية، والأسلوب الإلقائي.

 

أما الأسلوب الأقل تأثيرا فهو: زجر وتعنيف الطالبة التي تصر على ارتكاب المخالفات الشرعية.

 

((19)) بينت الدراسة وجود علاقة ارتباطية بين وجهة نظر عيّنة الدراسة من المعلمات في واقع استخدام الأساليب الدعوية المذكورة، وبين درجة تأثيرها في إصلاح الطالبات.

 

((20)) أسفرت آراء عيّنة الدراسة من الطالبات عن موافقتهنّ على أن الأساليب بوجه عام مؤثرة، وذلك بمتوسط حسابي لجميع الأساليب يبلغ (3.94)، مع تفاوت في درجة كل أسلوب، فبعض الأساليب مؤثر جدا، وهي الأساليب الآتية: أسلوب الحوار والإقناع، والمعلمة القدوة، والأسلوب القصصي، وضرب الأمثال والتشبيه، والموعظة الحسنة، والتطبيق العملي للشعائر، وتأليف قلوب الطالبات بالهدية، بينما نال البعض الآخر من الأساليب درجة (مؤثر) فقط، وهي: استثمار المواقف التعليمية لغرس القيم الإيمانية، وتشجيع الطالبة لمتابعة بعض الأنشطة الدينية، والأسلوب الإلقائي.

 

((21)) أظهرت الدراسة اتفاق المعلمات والطالبات على أن أقل هذه الأساليب تأثيرا هو أسلوب زجر الطالبة وتعنيفها عند إصرارها على المعصية والمخالفات الشرعية، حيث إن المتوسط الحسابي له (2.58).

 

((22)) لم تظهر نتائج الدراسة أي فروق ذات دلالة إحصائية بين الطالبات والمعلمات في رأيهنّ حول الأساليب الدعوية المستخدمة في الدعوة إلى الله.

 

((23)) أظهرت نتائج الدراسة موافقة عيّنة الدراسة من المعلمات على أن المعوّقات المذكورة في أداة الدراسة تعد معوّقة جدا للدعوة في المرحلة الثانوية، حيث بلغ متوسطها الحسابي: (4.14)، كما أن هناك تفاوتا في درجة إعاقة هذه الأمور، فهناك أمور معوّقة جدا للدعوة، وهي على النحو الآتي: ازدحام جدول المعلمة وزيادة العبء الوظيفي، وتأثر الطالبة بالرفقة السيئة، والجمود في طرق العرض وقلة التشويق، وضعف فقه المعلمة لواقع الطالبات وحاجاتهنّ، وعدم مناسبة المكان للأنشطة الدعوية، وضعف خبرة المعلمة بأساليب الدعوة ووسائلها، وضعف علاقة المدرسة بالمؤسسات التربوية الأخرى، ونقص توفير احتياجات الأنشطة، وعدم مراعاة احتياجات الطالبة وميولها، واقتصار الأنشطة على طالبات المصلى، وغلبة البرامج الجادة في النشاط دون ترفيه، والتكرار في الموضوعات وقلة التجديد، وضعف تشجيع الطالبات للمشاركة في النشاط، وعدم ملاءمة الأنشطة للأوقات المخصصة لها، و ضعف متابعة الأنشطة من قبل المسؤولات.

 

أما الأمور المعيقة للدعوة ولكن بدرجة أقل من المجموعة السابقة فهي: ضعف تشجيع المعلمات للمشاركة في النشاط، وقلة مشاركة الطالبات في تنفيذ الأنشطة، وخجل الطالبة الشديد وانطواؤها، وضعف تشجيع أسرة الطالبة للمشاركة، وكثافة المادة العلمية المطروحة في الأنشطة، وافتقاد الطالبة للقدوة الحسنة في مدرستها.

 

((24)) أما نتائج آراء عيّنة الدراسة من الطالبات، فقد ظهر أن العوامل المذكورة تعد معوّقة جدا للدعوة، حيث إن متوسطها الحسابي هو: (4.07) وهناك أيضا تفاوت في درجة إعاقة كل معوّق منها، فالأمور المعوّقة جدا للدعوة، جاءت على النحو الآتي: تأثر الطالبة بالرفقة السيئة، والتكرار في الموضوعات وقلة التجديد، والجمود في طرق العرض وقلة التشويق، وعدم مراعاة احتياجات الطالبة وميولها، وغلبة البرامج الجادة في النشاط دون ترفيه، وعدم مناسبة المكان للأنشطة الدعوية، وخجل الطالبة الشديد وانطواؤها، وضعف فقه المعلمة لواقع الطالبات وحاجاتهنّ، وافتقاد الطالبة للقدوة الحسنة في مدرستها، وضعف تشجيع الطالبات للمشاركة في النشاط.

 

أما بقية العوامل فهي معوّقة للدعوة ولكن بشكل أقل من المجموعة السابقة، وهي كما يأتي: عدم ملاءمة الأنشطة للأوقات المخصصة لها، وقلة مشاركة الطالبات في تنفيذ الأنشطة، وكثافة المادة العلمية المطروحة فيها، وضعف المتابعة لها من قبل المسؤولات، وضعف تشجيع أسرة الطالبة للمشاركة.

 

((25)) أوضحت الدراسة أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات عيّنة الدراسة من المعلمات في جميع محاور الدراسة، وذلك من حيث السمات الآتية: التخصص، والعمل الموكل إليهنّ، وعدد سنوات الخبرة، والنصاب الأسبوعي من الحصص.

 

((26)) لم تظهر أي فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابة عيّنة الدراسة من المعلمات من حيث أعمارهن وذلك في معظم محاور الدراسة، ما عدا المحور المتعلق بأهمية موضوعات الدعوة، وذلك لصالح الفئات الأقل عمرا.

 

((27)) لم تظهر أي فروق ذات دلالة إحصائية بين المعلمات في استجاباتهنّ لمعظم محاور الدراسة بالنسبة لمشاركتهنّ في تنفيذ الأنشطة، ما عدا محوري القائمات بالدعوة وذلك لصالح الأكثر مشاركة، وفي محور درجة استخدام الأساليب الدعوية، وكان ذلك لصالح أكثرهن مشاركة أيضا.

 

((28)) أظهرت نتائج الدراسة فروقا ذات دلالة إحصائية بين المعلمات في استجاباتهنّ في عدد من محاور الدراسة بالنسبة لحضورهنّ الدورات الدعوية، والمحاور هي: القائمات بالدعوة، درجة فعالية الوسائل الدعوية، درجة تأثير الأساليب في دعوة الطالبات، مدى استخدام الأساليب الدعوية، وكانت جميعها لصالح المعلمات اللاتي يحضرن الدورات، أما بقية المحاور فلم تظهر الفروق بين استجاباتهن.

 

((29)) ظهرت فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات الطالبات من حيث صفهنّ الدراسي، وذلك في محور موضوعات الدعوة وذلك لصالح طالبات الصف الثالث، ومحور القائمات بالدعوة، وذلك لصالح طالبات الصف الأول والصف الثالث، وأيضا في محور معوّقات الدعوة وذلك لصالح طالبات الصف الثالث أيضا، أما بقية المحاور فلم تظهر فيها الفروق ذات الدلالة الإحصائية.

 

((30)) لم تظهر فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات عيّنة الدراسة من الطالبات على جميع محاور الدراسة، وذلك من حيث المستوى التعليمي لكل من الأب والأم.

 

((31)) لم تظهر الفروق ذات الدلالة الإحصائية بين إجابات الطالبات من حيث التخصص والمستوى التحصيلي، وذلك في معظم محاور الدراسة، ما عدا محور القائمات بالدعوة وذلك لصالح طالبات القسم العلمي، و محور موضوعات الدعوة وذلك لصالح الطالبات الأعلى تحصيلا.

 

((32)) أظهرت الدراسة فروقا ذات دلالة إحصائية بين استجابات الطالبات في غالبية محاور الدراسة من حيث مشاركة الطالبة في الأنشطة الدعوية بالمدرسة ما عدا محور معوّقات الدعوة، ففي محور موضوعات الدعوة، والقائمات بها، ومدى فعالية وسائل الدعوة، ودرجة تأثير أساليبها، كانت الفروق لصالح الطالبات المشاركات بشكل أكبر من غيرهنّ الأقل مشاركة.

 

ثالثا: توصيات الدراسة، ومقترحاتها:

في ضوء نتائج الدراسة تقترح الباحثة عددا من التوصيات التي تسهم- بإذن الله- في الارتقاء بالدعوة في المرحلة الثانوية، وتذلل الصعوبات التي تعترضها، وهي كما يأتي:

التوصيات المتعلقة بالإدارة التعليمية:

1) توصي الباحثة بإعادة النظر في حجم الأعباء والمسؤوليات الملقاة على عاتق المعلمات القائمات بالدعوة، وخاصة نصابهنّ الأسبوعي من الحصص، حتى يتمكنّ من تنمية العلاقات الجيدة بينهنّ وبين الطالبات، والقيام بالأنشطة المتنوعة وتنفيذها.

 

2) التخفيف من القيود والأنظمة الإدارية التي تحد من تنوع الأنشطة أو تعيق تنفيذها، لما للأنشطة غير الصفية من أثر جيد في رفع درجة التفاعل بين المعلمات والطالبات.

 

3) تنظيم محاضرات ودورات لمعلمات المرحلة الثانوية وطالباتها بهدف تدعيم الاتجاهات الإيجابية نحو الدعوة إلى الله، وتقوية الاتجاهات المحايدة، وتعديل الاتجاهات السلبية نحو الدعوة إلى الله.

 

4) إعداد برامج تدريبية لمساعدة المعلمات على التعرف على أساليب الدعوة ووسائلها، ومهارات الاتصال مع الأخريات والتأثير فيهنّ، بغية تعديل سلوكهنّ.

 

5) ينبغي أن تشتمل كتب العلوم الدينية على تطبيقات عملية تربط القيم الإسلامية التي تتعلمها الطالبة بالحياة، فالتحصيل النظري لا يكفي وحده لإصلاح الطالبة أو تعديل سلوكها، بل لا بد من تكامل المعرفة بالتطبيق والتجربة.

 

6) تسخير التقدم التقني والفني لخدمة الدعوة إلى الله وفق ضوابط تتوافق مع مصلحة الدعوة وتحقيق أهدافها.

 

7) العناية بتزويد مدارس البنات بالوسائل والأدوات الحديثة التي تساعدهنّ في الدعوة إلى الله، مع الحرص على تدريب المعلمات على إتقان استعمالها والتعامل معها.

 

8) تدريس مادة الدعوة لطالبات المرحلة الثانوية، أو تكثيف الموضوعات العلمية الدعوية في مناهج العلوم الدينية في هذه المرحلة، وذلك من منطلقات متنوعة تشمل: أصول الدعوة ومبادئها، تاريخ الدعوة مع ذكر نماذج من سير الدعاة إلى الله، فقه النصيحة والاحتساب، وسائل الدعوة وأساليبها، إلى غير ذلك.

 

9) إيجاد آلية عمل مناسبة للتنسيق بين عمل القائمات بدعوة الطالبات من خلال الأنشطة غير الصفية مثل المرشدة الطلابية ومشرفة المصلى ومندوبات النشاط وغيرهنّ.

 

10) إعطاء الأولوية لخريجات كلية الدعوة في التعيين كمعلمات لمواد الدعوة أو مناهج المواد الأخرى ذات الصلة بالدعوة إلى الله، أو تعيينهنّ كداعيات في مدارس المرحلة الثانوية.

 

التوصيات المتعلقة بالقائمات بدعوة الطالبات في المرحلة الثانوية:

11) ضرورة بذل المزيد من العناية بكتاب الله حفظا وتلاوة وتفسيرا، وبسنة نبيه r فهما وتطبيقا، فهما أهم الأسباب للنهوض بالدعوة لا سيما في الوقت الحاضر، ولن تتمكن الداعية من تحقيق أهدافها إذا كانت صلتها بهذين المصدرين ضعيفة، كما أن الطالبة لن تتمكن من الاستقامة على طريق الخير إذا لم تقوي صلتها بهما، وأهمية العمل على تنويع الأنشطة والبرامج التي يمكن من خلالها تقوية هذه الصلة.

 

12) الأخذ بالاتجاهات الحديثة في إعداد وتدريب القائمات بدعوة الطالبات، وعدم الاقتصار على التدريب في مجال تخصصهنّ العلمي؛ بل يتعدى ذلك إلى فهم الطبيعة البشرية من خلال المنظور الإسلامي للشخصية الإسلامية وتنشئتها على قيم الإسلام.

 

13) إعداد دليل للمعلمات في جميع التخصصات، ليكون إطارا مرجعيا لها عند تدريس موضوعات مادتها، على أن يراعى في هذا الدليل ذكر القيم الإسلامية المراد التأكيد عليها من خلال الدروس المحدودة، مع توضيح النصوص الشرعية والطريقة المقترحة لعرضها على الطالبات.

 

14) الاهتمام بمسألة اختيار المعلمات بالنسبة للمؤسسات التي يتم فيها إعدادهن للتعليم والدعوة إلى الله، وفق معيار محدد يتناسب مع استعدادهنّ للقيام بالمسؤوليات الدعوية.

 

15) عمل دورات للطالبات في المراحل الأخيرة من التعليم الجامعي، يتعرفن فيها على وظيفتهنّ الدعوية والتربوية التي لا تقل أهمية عن وظيفتهنّ في التعليم.

 

التوصيات المتعلقة بأولياء أمور الطالبات:

16) توعية أولياء أمور الطالبات بضرورة تعاون الأسرة مع المدرسة لتحقيق أهداف الدعوة إلى الله، عن طريق عقد لقاءات ودورات منتظمة، في سبيل تقوية العلاقات الاجتماعية بين الطرفين، ورفع وعي أفراد أسر الطالبات.

 

التوصيات المتعلقة بالطالبات المدعوات:

17) تفعيل الحوار بين الطالبات والمعلمات الداعيات، خصوصا في هذه المرحلة، التي تميل فيها الطالبة إلى إثبات شخصيتها وتحقيق ما لديها من طموحات.

 

18) إيجاد لقاءات دورية بين الطالبات والداعيات المعروفات، سواء في الوقت المخصص للنشاط أو غيره.

 

19) إتاحة الفرصة للطالبات للمشاركة في إعداد وتنفيذ البرامج والمحاضرات والندوات مع اختيارهنّ للموضوع الملائم لهنّ.

 

20) دراسة احتياجات الفتيات في هذه المرحلة دراسة علمية وافية، بهدف دراسة كيفية إشباع هذه الحاجات بالطريقة المحمودة.

 

والباحثة ترجو من الله أن يكون هذا البحث قد قدّم معلومات مهمة عن دعوة الطالبات في المرحلة الثانوية، ولكي يكون بالإمكان تحقيق الغايات المرجوة من البحث، وتعميق دلالاته النظرية والتطبيقية؛ فإنه لا بد أن تتبعه بحوث مماثلة في ميدان الدعوة، وبما أن نتائج هذه الدراسة لا ترتبط بطبيعتها وأهدافها بقدر ارتباطها بطبيعة واتجاهات أفراد عيّنة الدراسة؛ التي تمثل معلمة وطالبة المرحلة الثانوية، كشخصية يصعب تعميم سلوكها في إطار نمط سلوكي أو نتائج معيّنة تصل إليها الباحثة، فإنها لا بد من أن تسير مثل هذه الدراسات في منظور متكامل، لذلك تقترح الباحثة الأمور الآتية:

? العناية بدراسة الفروق الفردية والخصائص المميزة لفئات المدعوات والداعيات، عن طريق تكرار مثل هذه الدراسة في مناطق أخرى وفي فترات زمنية دورية، وذلك حتى تتسم نتائج البحث بالجدة والشمول.

 

? عدم الاكتفاء بدراسة خصائص واتجاهات محدودة لدى الداعية والمدعوة؛ بل العناية بدراسة خصائص وسمات فردية واجتماعية ونفسية أخرى ذات علاقة بالعملية الدعوية وجوانب العلاقات الإنسانية والشخصية في مدارس تعليم البنات.

 

? إجراء دراسات أخرى تتناول دعوة الطالبات في المراحل الأخرى كالمرحلة الجامعية أو مراحل التعليم العام الأخرى كالمتوسطة والابتدائية.

 

? إجراء دراسات تحليلية لتقييم محتويات كتب العلوم الدينية والمواد الأخرى، وذلك بهدف الكشف عن إمكان مساهمتها في تغطية بعض جوانب فقه الدعوة ومفاهيمها.

 

? إجراء دراسات ميدانية للوقوف على العوامل التي تؤثر في استجابة الطالبة وتأثرهنّ بالدعوة إلى الله، لتفعيل هذه العوامل أو إلغائها وخفض أثرها.

 

إلى غير ذلك من الأبحاث التي يمكن أن تفتح مثل هذه الدراسة المجال أمامها في مختلف جوانب مشكلة البحث.

 

وأخيرا فإن الباحثة تسأل الله العلي القدير بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يوفق جميع الدعاة العاملين المخلصين، إنه سميع مجيب.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، ثم الصلاة والسلام على نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


"
شارك المقالة:
25 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook