نتائج غزوة خيبر

الكاتب: علا حسن -
نتائج غزوة خيبر.

نتائج غزوة خيبر.

 

أسباب غزوة خيبر

وقعت غزوة خبير في شهر محرم من السنة السابعة للهجرة، وقد كانت مدينة خيبر ذات قلاعٍ، وحصونٍ، ومزارع، وتبعد ستين أو ثمانين ميلاً عن المدينة المنورة من جهة الشمال، وكانت خيبر مصدر الدسائس والمؤامرات التي تُعدّ لقتال المسلمين، فأهل خيبر هم الذين جمعوا الأحزاب على قتال النبي صلى الله عليه وسلم، وأثاروا قبيلة بني قريظة من اليهود على الغدر بالمسلمين وخيانتهم، وكانوا يخطّطون لقتل النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما تأخّر المسلمون في فتحها؛ لأنهم كانوا يُواجهون قوةً أكبر وأقوى ألا وهي قريش، واتّجه المسلمون إليها لما انتهى أمر قريش، وانكسرت شوكتهم، وكان الله -تعالى- قد وعد نبيّه -صلى الله عليه وسلم- بفتحها، ونيل ما فيها من المغانم، وذلك في قوله تعالى: (وَعَدَكُمُ اللَّـهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـذِهِ).

 

نتائج عزوة خيبر

فتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حصون خيبرٍ حصناً حصناً، فكان أوّلها حصنٌ يُسمّى ناعم، وعنده قُتل الصحابي محمود بن مسلمة، بسبب رحى أُلقيت على رأسه فقتلته، ثم افتتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حصن القموص، وهو حصن بني أبي الحُقيق، وأصاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منهم سبايا، وكانت منهنَّ صفية بنت حييَّ بن أخطب رضي الله عنها، فاصطفاها النبي -صلى الله عليه وسلم- لنفسه، فأعتقها وتزوّجها بعد إسلامها، وحاصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهل خيبر في حصنيهم الوطيح والسُّلالم، حتى إذا أيقن أهل الحصنين بالهلاك، سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُجليهم، ويحقن لهم دمائهم، فرضي بذلك، وأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- جميع حصونهم وأموالهم، وصالح أهل فَدَك على أن يعملوا في أرضهم، ويكون للنبي -صلى الله عليه وسلم- نصف ما يخرج منها، واشترط النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُخرجهم منها متى شاء.

فتح الحصون

كانت خيبر تتكوّن من ثلاثة حصونٍ منفصلةٍ بعضها عن بعض، وهي: حصون النطاة، وحصون الكتيبة، وحصون الشق، وكان حصن نطاة مكوناً من ثلاثة حصون تتبع له، وهي: حصن ناعم، وحصن الصعب، وحصن قلّة، وأما حصن الكتيبة فيتكوّن من حصنين، وهما: حصن أبي، وحصن البريء، ويتكون حصن الشق من ثلاثة حصون، وهي: حصن القموص، وحصن الوطيح، وحصن السّلالم، فبدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- بحصون النطاة، وعسكر المسلمون شرقيها بعيداً عن مدى النبال، وأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقطع النخيل لإرهابهم؛ حتى يُسلموا، فقطع المسلمون أربعمئة نخلة، ولما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- إصرار اليهود على القتال نهى عن قطع النخيل، وابتدأ القتال مع حصن ناعم بالرمي، واستمرّ المسلمون بالمناوشة حتى إذا كانوا في الليلة السابعة أَسَرَ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وقد كان حارس الجيش بيهودي خارج في جوف الليل، وأتى به النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أصابه الخوف قال: إن أمّنتموني على نفسي أخبرتكم بأمرٍ فيه نجاحكم، فأمّنوه على نفسه فقال: إن التعب قد أصاب أهل هذا الحصن، وهم خارجون لقتالكم غداً، فإذا فتح الله عليكم الحصن فسوف أدلّكم على بيتٍ فيه منجنيق ودبّابات؛ وهي آلة تستخدم للحروب فتدفع إلى جدار الحصن فينقبه الجنود وهم في جوفها، ودروعٍ، وسيوفٍ تُسهّل عليكم فتح بقية الحصون

 

وفي غزوة خيبر حرّم النبي -صلى الله عليه وسلم- لحوم الحمر الأهلية، وأخبر أنها رجس، وأمر بالقدور التي كانت فيها فأُلقيت القدور وهي تفور بما فيها من اللحم، ثم أمر بغسل القدور، وأحلّ النبي -صلى الله عليه وسلم- يومئذ لحوم الخيل، وأطعمهم إيّاها، وكان حصن الصعب بن معاذ أكثر الحصون طعاماً، وأوفرهم ودكاً؛ وهو دهن اللحم الذي يُستخرج منه، وكان شعار المسلمين يومئذ: أمت أمت، وكان آخر الحصون التي افتتحها المسلمون هما حصني الوطيح والسّلالم

شارك المقالة:
72 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook