• طُوبى للساهرين في دجى الليل المظلِم يكدُّون ويجدُّون ويجتهدون؛ حتى يحققوا حلمهم المنتظر، ويروه ناصعًا أمامهم يومًا، طوبى لهم تلك الأماني، طوبى لهم تلك الأحلام السامية؛ حقائقُ الغد أحلامُ اليوم.
• ما يُدْرِي المربِّيَ والمصلحَ يومًا أن البذرة الصغيرة التي زرعها في نفوس طلابه وأبنائه تنمو يومًا، وتنشق عنها الأرض، وينقشع عنها الغِلاف، فتسمو شجرةً زاهرة ضخمة كبيرة، تسمو أغصانها إلى أعالي السماء، تؤتي أُكُلَها كلَّ حين بإذن ربها.
• إلى الذين يستطيعون بلوغ الكمال في النبل، وارتقاء سُلَّم المجد، ولم يفعلوا ويبادروا ويسارعوا، يقول لهم المتنبي:
ولم أرَ في عُيوبِ النَّاسِ عيبًا *** كنقصِ القادِرينَ على التَّمامِ
قابع في الظلام، تخنقه تلك البقعةُ الداجية، أيامه كلها ليلٌ حالك، وسواد محيط به من كل جانب، يحاول الهروبَ مرة بعد المرة ليصل إلى ضوءِ نورٍ خافت ينقذه من بؤرته المظلمة، دون جدوى وطائل! فأفكاره المعتمة، وعقليته السوداء التي يُفكِّر بها، ونظراته المشؤومة التي يرى بها العالم - تأسرُه من كل حدَب وصَوْبٍ ووادٍ!
ربما تمنَّى لو كان أسيرًا في زنزانة صغيرة يرى فيها الشمس ساطعةً، على العيش في مثل هذه الحال!
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.