نصائح في تربية الأطفال

الكاتب: خلود قصيباتي -
نصائح في تربية الأطفال

نصائح في تربية الأطفال.

 

الانضباط في الأسرة

 
من المهم الاهتمام بالانضباط داخل كل أسرة، ووضع حدود لسلوكات الأطفال، فذلك يساعد على زيادة قدرتهم على اختيارهم للسلوكات المقبولة، وتعليمهم ضبط النفس، والتحكم بها، كما يُساعد وضع الحدود على إعداد الأطفال ليصبحوا بالغين مسؤولين، ويشمل الانضباط مجموعة من القواعد التي توضع في المنزل مثل: السماح بمشاهدة التلفاز بعد الانتهاء من أداء الواجبات الدراسية، وعدم السماح بالضرب لأيّ سبب، أو عدم السماح بالسخرية من أحد.
 
يساعد وضع عقوبات معينة على زيادة النظام والانضباط في المنزل، كاستخدام عقوبة التحذير الأولي، ثمّ عقوبة انتهاء المهلة (بالإجليزية: Time Out)، أو العقاب بالحرمان من الامتيازات أو الأشياء المفضلة للأطفال، إذ إنّ العديد من الآباء يطبّقون عقوبة ما لتأديب الطفل، ويتجاهلون ذلك عندما يكرر الطفل نفس الخطأ مرة أخرى، ويُعدّ هذا من الأخطاء الشائعة في تربية الأبناء.
 

ممارسة الأمومة والأبوة

 
تزداد مسؤولية الآباء في ظل العصر الذي نعيشه خاصة مع زيادة متطلبات الحياة، لذا فإنّ العديد من الآباء يغفلون عن أهمية وضع قضية تطوير شخصية أطفالهم وتربيتهم بصورة سليمة على رأس أولوياتهم، ويوجد بعض الآباء المميزين الذين يكرسون وقتاً للأبوة والأمومة، ويخططون بشكل واعٍ لتربية أطفالهم بشكل جيد، فينبغي على كلِّ أم وأب أن يتقن مفهوم التضحية، وأن يضع احتياجات طفله وأولوياته قبل كل شيء، مع ضرورة عدم إهمالهم لأنفسهم في نفس الوقت، ومن المهم أن يتعاون الزوجان على رعاية أطفالهم ليستطيع كلّ واحد منهما تأدية بعض الأمور الخاصة به، وبشكل عام عند التخطيط لجدول أعمال الأسبوع، من المهم أن يكون الطفل وتلبية احتياجاته محور تركيز الآباء الأساسي، مع ضرورة وضع وقت لقضائه مع الأطفال بعيداً عن العمل والتزاماته.
 
وعلى الرغم من أهمية قضاء وقت ممتع مع الأطفال، إلّا أنّ العديد من الآباء العاملين يصعب عليهم إيجاد وقت كافٍ لقضائه مع أطفالهم، علماً بأنّ هذا ما يحتاجه الأطفال من آبائهم وأكثر ما يسعدهم، مثلاً يُمكن للآباء الاستيقاظ قبل موعدهم المحدد ليتمكنوا من تناول وجبة الإفطار مع أطفالهم، أو التنزه معهم بعد تناول وجبة العشاء، ويُمكن تحديد يوم كامل لقضائه مع الأطفال يتمّ اختياره معهم، وجعلهم يحددون كيفية قضاء ذلك اليوم، ويُمكن ممارسة أيّة أنشطة تساعد على التواصل بين الآباء والأطفال، مثل: صنع الفشار معاً، واللعب معهم، وغيرها من الأنشطة البسيطة التي تترك أثراً عند الأطفال ويتذكرونها دوماً، ومن المهم معرفة أنّ الأطفال الذين لا يحصلون على الاهتمام غالباً ما يقومون بعض السلوكات السيئة؛ لجلب انتباه والديهم إليهم، لذا من المهم قضاء الوقت مع الأطفال، وإشعارهم بأهميتهم.
 

الاستماع إلى الطفل

 
من المهم تشجيع الطفل على الحوار، والتحدّث، وزيادة قدرته على التعبير عن نفسه منذ المراحل الأولى من عمره، الأمر الذي يزيد من قدرته على التواصل والتفاعل مع الآخرين مستقبلاً، ومن جهة أخرى يجب على الوالدين الاستماع للطفل، ومناقشته، وتجنّب الصراخ عليه في جميع الأوقات، فذلك يساعد على ضبطه وتوجيهه بشكل هادف، وفي حال تجاهل الآباء النقاش مع الطفل واستمروا بالصراخ عليهم سيؤثر ذلك على شعور الطفل بعدم الاحترام أو قلة الرعاية.
 
يجب على الوالدين إتاحة فرصة للطفل ليستكتشف اهتماماته الخاصة، وذلك من خلال السماح له باختيار ما يفضله من بين مجموعة من الاختيارات، بدلاً من إلزامه بخيار واحد من قبل الوالدين، مثال ذلك يُمكن للوالدين مساعدة الطفل في اختيار لباسه، مع السماح له باختيار ملابسه التي يفضل ارتداءها، أيضاً يُمكن السماح له باللعب مع أصدقائه أو اللعب بألعابه الخاصة دون وجود والديه، وهذا يساعد على بناء شخصيته المستقلة مع الوقت، ولتحقيق ذلك من المهم توفير مجموعة من الخيارات للطفل، مثل توفير 2-3 خيارات للأطفال الأصغر سناً؛ وذلك لإتاحة الفرصة لهم لاختيار ما يفضلونه دون وضع مسؤولية كبيرة عليهم، ويتمّ زيادة عدد الخيارات كلما زاد عمر الطفل.
 

مكافأة الأطفال ضمن المعقول

 
ينبغي على الأهل تشجيع الطفل على مساعدة الآخرين، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة عدم مكافأتهم على كلّ عمل جيد يقوم به؛ لأن ذلك يؤدي إلى أن يربط الطفل العمل الجيد بالحصول على مكافأة، وعند عدم مكافأته بعد أيّ عمل جيد سيتعلم أنّ الشعور بالرضا عند القيام بالعمل الجيد هو بحد ذاته مكافأة، لكن في نفس الوقت يجب عدم حرمانه من المكافآت نهائياً، ومكافأته في بعض المواقف كأدائه لعمل يحتاج إلى مجهود كبير، أو التفوّق في دراسته، إذ إنّ مكافأة الطفل من وقت إلى آخر يُعدّ طريقة مميزة ليُظهِر الوالدين امتنانهما للأعمال المميزة الصادرة عن الطفل.
 

الحزم أثناء تأديب الأطفال

 
أحياناً قد يتغاضى الآباء عن التعامل بشكل حازم عند تربية الأطفال، أو قد يتخطّون بعض القواعد المسؤولة عند حفظ النظام وذلك لحبّهم لهم، لكنّهم لا يعلمون أنّهم بذلك قد يؤذون أطفالهم بشكل غير متعمَّد، فالأطفال الذين يسيرون وفق قواعد وحدود واضحة وثابتة يكونون أكثر تحملّاً للمسؤولية، وأكثر قدرة على اتّخاذ القرارات الصحيحة، وتكوين علاقات مع الآخرين، فالقواعد الواضحة تؤدي إلى الانضباط.
 

نصائح أخرى في تربية الأطفال

 

اعرف احتياجاتك وحدودك بصفتك أحد الوالدين

 
ينبغي على الآباء بصفتهم قادة الأسرة أن يضعوا مجموعة من التوقعات الواقعية لأنفسهم وأطفالهم، والابتعاد عن المثالية، وعليهم أن يضعوا نقاط ضعفهم بالحسبان، وذلك لكي يستطيعوا تربية أبنائهم بالشكل السليم، وعليهم محاولة التركيز على حل مشكلة معينة تخص الطفل وعدم حلها جميعها دفعة واحدة، كما عليهم أخذ وقت مستقطع عن دورهم في تربية الأطفال والاهتمام بأمورهم الخاصة التي تجعلهم مسرورين، إنّ هذا ليس أنانية منهم؛ لأنّهم يستحقون وقتاً خاصاً بهم، كما أنّ سعادتهم ستنعكس على سعادة أطفالهم، وتجعلهم مثالاً يحتذى به.
 

الاعتذار عند القيام بخطأ

 
غالباً ما يفرض الآباء سلطتهم على الأبناء معللين ذلك بأنّ خبرتهم وحكمتهم في الحياة تفوق خبرة الأطفال، إلّا أنّهم قد يخطئون في بعض المواقف، ومن الأفضل أن يعترف الآباء بذلك ويقدمون الاعتذار، وقد أشار بعض التربويين إلى أنّ الأطفال يدركون تماماً أنّ آباءهم غير مثالين، وأنّهم يحتاجون الاهتمام والاحترام، ليكونوا قادرين على إعداد أبناء صالحين.
 

تجنّب القسوة المفرطة في الألفاظ

 
من المهم التعامل بحزم مع الطفل عند الخطأ، لكن في نفس الوقت الابتعاد عن القسوة المفرطة سواءً أكان في المعاملة، أم في الألفاظ القاسية، أم في الصوت المرتفع، فقد بينت العديد من الدراسات أنّ القسوة المفرطة تجاه الطفل قد تؤدي إلى نتائج عكسية، حيث يصبح سلوك الطفل أسوأ ممّا كان عليه.
 

اهتمام الوالدين بصحتيهما

 
من المهم للوالدين الاهتمام جيداً بصحتهما النفسية والجسدية، فغالباً ما يتجاهل الوالدان هذه الأمور عند ولادة الطفل، وينبغي عليهما الاهتمام بنفسيهما حتى يكونان قادرين على تجاوز أيّة مشاكل صحية في المستقبل، أيضاً من المهم الحفاظ على علاقة قوية بين الزوجين للحفاظ على سلامة الطفل.
 

تحديد الهدف من تربية الطفل

 
يسعى جميع الآباء إلى تربية أطفالهم بصورة تجعلهم مميزين في المدرسة، ومنتجين، وقادرين على تكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين، ومسؤولين ومستقلين في المستقبل، كما يسعون إلى تنمية جوانبهم الوجدانية وجعلهم يهتمون أكثر بصحتهم، إلّا أنّ معظم الآباء لا يتبعون الممارسات الصحيحة لتحقيق ذلك الهدف، وفي هذا يشير كلّ من التربويين سيغل (Siegel)، وبرايسون (Bryson) في كتابهم (The Whole-Brain Child) إلى أنّ الآباء يساعدون أبناءهم على البقاء على قيد الحياة دون الاهتمام بمساعدتهم على التطوّر والازدهار، ولتجاوز ذلك من المهم الحفاظ على الهدوء، وتجنّب الإحباط، إذ إنّ لهما عواقب سيئة على دماغ الطفل وصحته، ومن الجدير بالذكر أنّ بناء علاقات جيدة مع الطفل سيساعد على تحقيق الأهداف الأساسية في تربية الأبناء.
 

السماح للأطفال باتخاذ خياراتهم الخاصة

 
من المهم السماح للأطفال باتخاذ خياراتهم الخاصة، بما في ذلك اختيار وسائل عقابهم، والتخطيط لتنظيم جدولهم اليومي، وإتاحة الفرص لهم لتحديد أهدافهم الخاصة، فذلك يجعل الأطفال أكثر انضباطاً وتركيزاً، وأكثر قدرة على اتخاذ القرارات السليمة في المستقبل، وفي حال شارك الأطفال في تحديد العقوبات الخاصة بهم، فإنّ ذلك سيجعلهم أقل عرضة لاختراق القواعد وتجاوزها، ومن المهم السماح للأطفال باختيار نشاطاتهم المفضلة، وزيادة الحرية لهم باتخاذ خياراتهم الخاصة مع تقدمهم بالعمر؛ لأنّ ذلك سيجعلهم أكثر نجاحاً وسعادة في المستقبل.
 

الاهتمام بتعزيز ثقتهم بشكلهم

 
من المهم الحفاظ على صورة صحية للجسم سواءً للإناث أم الذكور، وقد بيّنت إحدى الدراسات أنّ ثلث الفتيات البالغات من العمر 13 عاماً غير راضيات عن شكل أجسامهن وأوزانهن، كما بيّنت دراسة أخرى أنّ 69% من الأمهات أيضاً غير راضيات عن شكل أجسامهن ويقمن بإظهار عدم رضاهنّ أمام الأطفال، ممّا ينعكس على عدم رضا الأطفال عن أجسامهم في حال زاد وزنهم، وفيما يأتي بعض الممارسات التي تعزّز ثقة الأطفال بالشكل الصحي لأجسامهم:
 
التركيز على فوائد الصحية للرياضة أكثر من دورها في الحفاظ على مظهر الجسم.
التركيز على تنمية مهارات الأطفال وتنمية شخصيتهم أكثر من التركيز على مظهرهم.
ممارسة الرياضة مع باقي أفراد العائلة.
تجنّب التحدّث أمام الأطفال عن الشعور بالذنب بسبب تناول نوع معيّن من الطعام.
تجنّب إطلاق الأحكام على مظهر الأشخاص الآخرين.
 

مشاركة تاريخ عائلة الأبوين مع الأطفال

 
يساهم مشاركة تاريخ عائلة الأبوين في نجاح الأطفال وتحقيق السعادة لهم في المستقبل، فقد أظهرت الدراسات تأثير معرفة الأطفال عن تاريخ عائلاتهم في زيادة القدرة على تحقيق احترام الذات، ومن الأمور التي يُمكن للأطفال معرفتها: الأمراض التي كان يعاني منها الوالدين أو أحدهما في الماضي، وبعض المواقف التي تعرّض لها الوالدين في صغرهما، فتلك الأمور تساعد على تقوية الروابط العائلية، وتجعل الأطفال أكثر مرونة.
 

مساعدة الأطفال على التعبير عن أنفسهم

 
يمتلك الأطفال الأكبر سناً القدرة عن التعبير عن أنفسهم وعما يحتاجونه، في حين بيّنت العديد من الدراسات المتعلّقة بنمو الطفل أنّ الأطفال الأصغر سناً يفتقرون إلى ذلك بسبب عدم امتلاكهم مجموعة كافية من المفردات التي تؤهلهم للتعبير عن أنفسهم وعواطفهم بصورة صحيحة، حيث يبدأ الأطفال بفهم مشاعرهم وعواطفهم، مثل الخوف، أو الإحباط، أو خيبة الأمل خلال الفترة العمرية التي تتراوح من 2-5 سنوات، لذا من الممكن للآباء مساعدة أطفالهم على التعبير عمّا يشعرون به، فمثلاً عند هطول المطر يُمكن لأحد الآباء أن يقول: (إنّه من المؤسف عدم القدرة على اللعب في الخارج بسبب هطول المطر)، فهو بذلك يساعد الطفل على التعبير عن مشاعره.
 

التقليل من التشتيت

 
قد يقوم الآباء ببعض النشاطات أثناء قضاء وقتهم مع أطفالهم كتصفح البريد الإلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا سلوك غير مقبول، فوجود مثل هذه المشتتات قد يعيق التفاعل الحقيقي مع الأطفال، وقد يؤثر على الأطفال بشكل سلبي عندما يشعرون بتقسيم اهتمام والديهم بينهم وبين المشتتات، وقد أشار التربويون إلى عدم الحاجة الأطفال إلى توفير كامل الرعاية لهم بنسبة 100% على مدار اليوم، لكن في المقابل على الآباء توجيه انتباههم واهتمامهم الكاملين إلى الأطفال عند التواجد معهم دون وجود أيّ من المشتتات.
 

كن مهذباً

 
يتعلّم الأطفال العديد من الأمور من خلال ملاحظة سلوك الكبار ومحاولة تقليده بأنفسهم، مثل كيفية التفاعل مع الآخرين، فإذا أراد الأبوين تربية أطفالهم ليكونوا مهذبين، فعليهم أن يهتموا بإضافة العديد من العبارات إلى مفرداتهم الخاصة، ومن تلك العبارات (من فضلك) و(شكرا لك)، حتى يتعلّم الأطفال تلك العبارات ويطبقوها بأنفسهم، وبشكل عام إذا رأى الابن أنّ والديه يعاملان الجميع بما فيهم أفراد العائلة أو المعلمين غيرهم باحترام وتهذيب، فمن المرجّح أنّ الأطفال سيقومون بذلك أيضاً.
 
 
شارك المقالة:
72 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook