يجب التوضيح بداية أنّه لا يوجد طريقة مُحددة تقي الشخص من الإصابة بالقولون العصبي بشكلٍ مؤكد، بالمقابل يوجد عدد من النّصائح العملية التي تحدّ من احتمالية تطوّر هذا الاضطراب أو زيادة أعراضه سوءاً، ولعلّ أمثل طريقة لذلك هي تعديل أنماط حياة المُصاب، بما يتضمّن اتباع حمية غذائية مُناسبة،وبشكل عام، يُمكن القول أنّ الوقاية من القولون العصبي تبدأ بفهم طبيعة الاضطراب بما يتضمّن مُحفّزات الأعراض حتّى يستطيع المُصاب تعديل نمط حياته للحصول على نتائج أفضل وتعايش أسلم مع هذ الاضطراب، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ المُحفّزات تُمثل عناصر بيئية تتفاعل معها الأجسام مُحدثة تأثيراتٍ سلبية، وقد يستحيل فهم لماذا تتجاوب أجسامنا معها بهذه السلبية، لكن من الضروري معرفة المُحفّزات التي تؤثر بشكلٍ مُزمن على قولون المُصاب واتخاذ السّبل التي تثمكّن من السيطرة عليها، ومن المُحفّزات الشائعة للقولون العصبي نوع الحمية الغذائية المُتبّعة وعدم ممارسة الأنشطة البدنية بنحوٍ كافٍ، بالإضافة إلى التوتّر (بالإنجليزية: Stress) واستخدام بعض أنواع الأدوية، وبناءً على ذلك يُمكن القول أنّه من الضروري التخطيط لنمط حياة أمثل وعاداتٍ صحيّة تخلو من هذه المُحفّزات.
قد يتسبّب تجنّب أنواع مُعينة من الأطعمة بتخفيف أعراض القولون العصبي، ونذكر من ذلك ما يأتي:
إنّ تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف قد يُساعد أو يزيد الأعراض سوءاً حسب الحالة إن كان يُعاني المُصاب من الإمساك أو الإسهال؛ فحسب الإرشادات السريرية الصادرة عن المعهد الوطني للصحة وتفوّق الرعاية (بالإنجليزية: National Institute of Health and Excellence) يجب تعديل كميّة الألياف التي يتناولها المُصاب بالقولون العصبي حسب الأعراض ومدى تأثيرها في الشخص؛ فإذا كان تناول الكربوهيدرات يزيد من الانتفاخ والغازات، أو إذا كان يُعاني المُصاب من الإمساك فإنّ الإكثار من مصادر الألياف في هاتين الحالتين يُحسّن الأعراض بشكلٍ ملحوظ، ويُشار إلى أنّ الفاكهة والورقيات الخضراء تُمثل مصادرًا للألياف، لكن يجب أن يُعدّل النّظام الغذائي بشكلٍ تدريجي وليس فجأة؛ لأنّ التغيير المُفاجئ في النمط الغذائي قد يزيد الأعراض سوءاً. يُنصح أيضاً بتناول المُعززات الحيوية أو البروبيوتيك (بالإنجليزية: Probiotics) للتخفيف من أعراض القولون العصبي الناتجة عن الحساسية تجاه الأطعمة التي تمّ ذكرها سابقاً، فالحساسية تجاه بعض أنواع الأطعمة تُعد المُحفّز الأكثر شيوعاً للقولون العصبي، ومن النصائح المُقدّمة كذلك فيما يتعلق بالنمط الغذائي فيجدُر تجنّب الأطعمة الحارّة، فالتوابل تُهيّج الأمعاء وتزيد الإسهال سوءًا، أمّا الأطعمة الغنية بالدهون فهي ليست بالخيار الصائب نظراً لتأثيرها السلبي في الأعراض وخطورتها على صحة الإنسان بشكلٍ عام، ويجب أيضاً تقسيم وجبات الطعام إلى حصص صغيرة على مدى اليوم مع السيطرة على كميّة الطعام في كل حصّة والابتعاد عن تناول الطعام بعد منتصف الليل.
قد يُعاني الأشخاص من اضطرابات هضمية بسبب التوتر والقلق، لكن تكون شدّة هذه الاضطرابات أكبر وأكثر تكراراً لدى من يُعانون من اضطراب القولون العصبي، ومن أبرز الأعراض التي يُعاني منها الأشخاص في هذه الحالة الإمساك، والإسهال، وألم البطن، ويُشار إلى أنّ هذه الأعراض تتحسّن بمجرّد إيجاد حلول للتعامل من التوتر والتقليل منه؛ فالاستشارات النفسية مثلاً لدى أطباء علم النفس من شأنها مُساعدة المُصاب بالتوتر على البحث في آلية تفاعله مع ما يدور حوله من أحداث وكيفية استجابته لها ثم العمل على إيجاد طرق استجابة جديدة أقل توترًا، ومن الممكن اللجوء إلى التقنيات الأخرى المختلفة التي من شأنها السيطرة على التوتر والضغط النفسي والتقليل من تأثيراتها في الشخص؛ مثل تقنية الارتجاع البيولوجي، وتمارين الاسترخاء التدريجي (بالإنجليزية: Progressive Relaxation)،.وتمارين التأمل الواعي (بالإنجليزية: Mindfulness Training)، والتنفّس العميق.
تُبيّن واحدة من الدراسات أنّ النشاط البدني من شأنه أن يُقلل من أعراض القولون العصبي، بل وقد تختفي هذه الأعراض مع الوقت بالمداومة على التمارين الرياضية،[١٢] وهذه الحقيقة أدلى بها العديد من الأشخاص ممن تحسّنت أعراض اضطراب القولون العصبي مع ممارستهم للنشاط البدني، ويمكن للطبيب المُعالج أن يُرشّح بعض التمارين المُناسبة للمُصاب، وبشكلٍ عامّ يُنصح بممارسة التمارين الرياضية بما يُعادل ساعتين ونصف على الأقل أسبوعيًّا، بما يتضمّن النّشاطات الهوائية متوسطة الشدّة كركوب الدراجة أو المشي السريع، ويجب أن تكون هذه التمارين مُجهِدة للحدّ الذي يرفع من سرعة التنفّس وضربات القلب.
يؤدي استخدام بعض أنواع الأدوية إلى حدوث الإمساك أو الإسهال كأحد الآثار الجانبية لاستخدامها، لذلك قد يواجه المُصابون بالقولون العصبي مشاكل عند استخدامها، ومن هذه الأدوية المُضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotics)، وبعض مُضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants)، والأدوية التي تحتوي في تركيبتها على السوربيتول كشراب السُّعال،لذلك تجدر استشارة الطبيب المُعالج في حال استلزم الأمر تغيير الدواء لنوعٍ آخر لا يُحفّز أعراض القولون العصبي، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة إخبار الطبيب بطبيعة المشاكل الصحيّة التي يُعاني منها الشخص، والأدوية الأخرى التي يستخدِمُها، كما يجدُر على الطبيب اختيار الدواء الأنسب لحالة الشخص بحذر؛ فمضادات الاكتئاب القديمة مثلاً، والمعروفة بمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (بالإنجليزية: Tricyclic Antidepressants) تُسبب الإمساك على عكس المعروفة بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective Serotonin Reuptake Inhibitors) والتي قد تُسبب الإسهال.
تُعتبر النساء أكثر عُرضة للإصابة بالقولون العصبي مُقارنة بالرجال، وهذا قد ينوّه إلى دور التغيّرات الهرمونية في التحكّم بأعراض القولون العصبي؛ فالعديد من النساء يجدن أنّ علامات وأعراض القولون العصبي تزداد سوءاً خلال أو حول فترة الطّمث (بالإنجليزية: Menstrual Period).وفي هذا السياق يُشار إلى ارتباط الدورة الشهرية بهرمونين أساسيين؛ ألا وهما الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) والبروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone)، وعلى خلاف ما يعتقد المُعظم أنّ هذه الهرمونات لا تؤثر في الاعضاء الجنسية فقط، وإنّما لها مُستقبلات على طول القناة الهضمية ولهذا السّبب تُعاني مُعظم النّساء حتّى غير المُصابات بالقولون العصبي يُعانين من اضطرابات هضمية مع كل دورة طمث، وتستطيع المرأة تتبّع الأعراض وما يُحفزّها بتدوين أيام دورة الطّمث وأنماط ظهور الأعراض في مُذكّرة، بحيث تتجنّب الأطعمة والعوامل التي تُسبب التوتر وزيادة الأعراض سوءًا، كما يُمكن أن تستخدم المرأة كذلك وسادة تدفئة أو عبوّة ماء ساخن؛ فالحرارة تُقلل من كلّاً من ألم القولون العصبي ومغص البطن المُصاحب للدورة الشهرية.
من الأمور التي تمتلك تأثيرًا في أعراض القولون العصبي لدى النّساء كذلك استخدام حبوب تنظيم الحمل (بالإنجليزية: Birth Control Pills) التي بدورها تُنظّم الدورة الشهرية، وفي هذا السّياق يُشار إلى احتمالية المُعاناة من مجموعة من الأعراض الجانبية المُرتبطة بها؛ كالاستفراغ، والانتفاخ، والإسهال، والإمساك، والمغص المعدي، لذلك يجب استشارة الطبيب في سبيل البحث عن النوع الأنسب للاستخدام والأقل تسبُّباً بالأعراض والمشاكل الجانبية، كما أنّ علاج متلازمة سابقة للحيض (بالإنجليزية: Premenstrual syndrome) باستخدام الأدوية المُستخدمة في الأصل للسيطرة على الاكتئاب والتي من شأنها التخفيف من أعراض القولون العصبي أيضًا، ومن أمثلتها الفلوكسيتين (بالإنجليزية: Fluoxetine)، والسيرترالين (بالإنجليزية: Sertraline)، وغيرها