فشئنا أم أبينا فقد باتَ الإنترنت جزءًا أساسيًا من حياتنا، وقد تضخمَ هذا الكيانُ ليصبحَ عالمًا نقضي فيه ساعاتٍ تفوقُ أحيانًا ما نقضيه في عالمنا الواقعي.
وهو سلاحٌ ذو حدين، فلهُ إيجابياتٌ كثيرةٌ، كما أنَّ له سلبياتٍ ليست بالقليلة:
فمن تلك الإيجابيات:
1- استخدامهُ في مجال الدراسةِ والتعلمِ والبحثِ عن المعلومات المفيدة، حيثُ تتوفرُ الكثيرُ والكثيرُ من المواقع المتخصصةِ التي تحتوي على الموسوعات والمراجعِ العلمية، وعلى مئات الألوفِ من الكتب والخطبِ والأبحاث، والدوراتِ والمحاضراتِ والدروسِ العلميةِ المباشرةِ وغير المباشرةِ، وملايينِ الموادِ المسجلةِ المرئيةِ والمسموعة.
2- سرعةُ ودقةُ وسهولةُ الوصولِ للمعلومة المطلوبةِ حيثُ يمكنُ للباحث أن يصل لكلِّ ما يريدهُ من معلوماتٍ وأخبارٍ ودراساتٍ وابحاث، وبشكلٍ دقيقٍ جدًا، وبكمياتٍ هائلةٍ وكبيرة.. وفي غضون ثوانٍ معدودة، وبدون مقابل..
كما أنَّ برامجَ البحثِ تحتفظُ بتحركات الباحثِ وبالمواقع والمواضيعِ والمعلوماتِ التي زارها سابقًا.. مما يجعلُ عملياتِ البحثِ الجديدةِ أسهلَ وأسرع، ويجعلُها أكثرَ دقةً وملائمة.
5- استكشافُ ومتابعةُ كلُّ ما يطرأُ من المستجداتِ في جميع المجالاتِ العلميةٍ والثقافيةٍ والفنية.
6- تعلمُ مهاراتِ التواصلِ والنقدِ والحوارِ مع الآخرين من خلال مناقشةِ ما يُطرحُ في برامج التواصلِ الاجتماعيِّ ونحوها.
7- إثراءُ القاموسِ اللغوي والأدبي من خلال برامجِ اللغةِ العربيةِ ومواقِعها المتخصصةِ وكذلك غيرها من اللغات..
وغيرها من الإيجابياتِ الكثيرة..
أما سلبياتُ الإنترنتِ فإنَّ منها:
1- كثرةُ المواقعِ المنحلةِ التي تنشرُ الصورَ والمقاطعَ الفاحشة.. أو تنشرُ الفضائحَ والجرائمَ بدون أدنى تحفظاتٍ.
2- وجودُ مواقعَ تُزينُ المفاهيمَ والعقائدَ المنحرفةِ، وتشكِكُ في الثوابتِ والمسلماتِ أو تدعو إلى العنفِ والإرهابِ أو العنصريةِ ونحوها من الأفكارِ الضالةِ.
3- احتماليةُ التعرضِ لبرامجِ التسللِ والاختراقِ والعبثِ بملفات الآخرين.. أو التعرضِ لعمليات النصبِ والاحتيالِ، أو التهديدِ والابتزازِ.. خصوصًا فيما يتعلقُ بالحسابات البنكيةِ والبطاقاتِ الائتمانيةِ.
4- إدمانُ الإنترنت وسوءُ استخدامهِ. وما يترتبُ عليها من أمراضٍ نفسيةٍ واجتماعيةٍ سيئةٍ كالقلق والاكتئابِ والعزلةِ واهمالِ المسؤولياتِ ونحوها.
5- الوقوعُ في براثن العلاقاتِ المشبوهةِ، وتكوينِ الصداقاتِ المريبةِ مع شخصياتٍ مجهولةٍ تتخفى بأقنعةٍ وأسماءَ مستعارةٍ، وغالبًا ما تكونُ عواقبُ هذه العلاقاتِ وخيمةٌ.
6- الإرهاقُ والتعبُ الجسدي وإجهادُ العيونِ والعمودِ الفقري وتعبُ المفاصلِ والأعصابِ وغيرها من الأضرارِ الصحيةِ التي يُسببها طولُ الجلوسِ أما الكمبيوتر.
ولذلك فإن على رواد الشبكةِ وطلبةِ العلمِ خصوصًا أن يحسنوا استثمارَ هذه النعمةِ العظيمة، والوسيلةِ العلميةِ السهلةِ المتاحة، وأن يتعلموا كيف يوظفونها بالشكل الأفضلِ والأحسنِ لمساعدتهم في تحضير مواضيعهم، أو في الحصول على كل ما يحتاجونهُ من معلوماتٍ وإجابات.. وفي نفس الوقتِ أن يتجنبوا ما فيها من المضار والأخطارِ ومواقعِ الشبهِ والفتنِ والضلال.
واسهامًا مني في ذلك أقدمُ لكم مجموعةً من النصائح والإرشاداتِ الهامةِ التي ينبغي اتباعها لكلِّ من يرتادُ النِّتِ ومحركاتِ البحث..
النصيحةُ الأولى: كُن دقيقًا وحدِّد وقتًا للبحث (ساعةً مثلًا).. واضبط المنبهَ قبلَ الولوجِ إلى شبكة الإنترنت لضمان عدمِ تجاوزِ الوقتِ المحددِ لاستخدامه، وإذا لم تستطع أن تمنعَ نفسك من الاسترسالِ فلتكن بدايةُ البحثِ قبل الأذانِ بساعةٍ مثلًا.
النصيحةُ الثانية: حدِّد وبشكلٍ مُسبقٍ المهامَ التي تُريدُ أن تقومَ بها عبر الإنترنت في هذه الجلسة.
النصيحةُ الثالثة: استعن بالله جلَّ وعلا واستعذ به من شرِّ الشيطان وشركه، وتضرع إليه بإلحاحٍ أن يحفظكَ ويُعيذكَ من وساوسهِ ونزغاته.
النصيحةُ الرابعة: خُذ على نفسك عهدًا أن لا تنساقَ مع هوى النفسِ.. وأن تركزَ على تحصيل الفائدةِ التي تبحثُ عنها.
النصيحةُ الخامسة: ذكر نفسك دائمًا بمراقبة اللهِ تعالى لك، ودافع الخطراِت والوساوسَ التي تجركُ إلى تضيِّع الوقتِ في التوافه وربما فيما لا يحمدُ عقباه.
النصيحةُ السادسة: يمكنك أن تستفيدَ من بعض التطبيقاتِ المجانيةِ كتطبيق SelfControl.. والذي يمنعكَ من الوصول إلى مواقع تُحدِّدها بنفسك، وتُضيفُها إلى قائمتك السوداء.. ثم تحدِّد طولَ فترةِ الحظر (هناك عدة خيارات)، ثم تنقرُ على ابدأ.. وسوفَ لن تتمكنَ من الوصول إلى هذه المواقع.. حتى تنتهي فترة الحظرِ المحددة.
النصيحةُ السابعة: بإمكانك أثناء البحثِ أن تُشغِّلَ مقاطعَ صوتيةٍ مناسبةٍ لا تمنعكَ من مواصلة البحثِ والكتابة، كبعض الدروسِ والخطبِ والكتبِ الصوتيةِ ونحوها وهي كثيرةٌ ومتوفرة.
نسألُ اللهَ أن يحفظنا وإياكم بحفظه، وأن يجعل كُل أعمالنا صالحة، وأن يجعلها لوجهِه الكريمِ خالصة، وأن لا يجعلَ لأحدٍ غيرهُ فيها شيئًا.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
العربية
