فرض الله تعالى على عباده المسلمين، عبادات متنوعة فمنها ما يتعلق في الجسد، كالصلاة التي تصل العبد بخالقه، ومنها ما يتعلّق بالبدن وبذل المال كالحج والجهاد، ومنها ما يتعلّق بكفّ النفس عن محبوباتها وما تشتهيه، كالصيام، ومنها ما يتعلّق ببذل أحبّ شيء إلى النفس كالزكاة والصدقة، وهذا التنوع لم يأتي من فراغ، فقد كان لله حكمة في هذا التنوع، بأن يختبر العباد.
أوجب الله على المسلمين، أن يؤتوا الزكاة والتي هي نماء وزيادة وتعبد لله، وأن يتصدقو بجزء من أموالهم للفقراء والمحتاجين لتوفير حاجاتهم الأساسية، كحق واجب بالإخراج من المال الخاصّ وفي أوقات خاصة، وهم بذلك يتصدقون من أموال الله، ولا يحقّ لهم أن يمنّوا عليهم بتلك الصدقة؛ لأنّها من حقهم أولاً، وهي من محتاج إلى محتاج آخر، فالمتصدّق محتاج لله، والفقير محتاج لمال المتصدّق، قال تعالى: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" (التوبة 60).
شرّع الله على عباده ثلاثة أنواع من الزكاة:
لقد فرض الله تعالى الزكاة في مكة المكرمة، أمّا مقدارها ونصابها، وبيان الأموال التي تزكى ومصارفها، فكان في المدينة النورة، في العام الثاني من الهجرة، ولقد جعل الله قدر الزكاة على حسب التعب، الذي يبذله الإنسان في جمع المال فأوجب الآتي:
تطهّر الزكاة النفس والأموال من المفاسد التي من الممكن أن تواجهها، ويجب على صاحبها أن يخرجها في وقتها، من طيب نفسه وطيب ماله ومن أجودها وأحبها إليه، والأهم من هذا كله أن تكون من كسب حلالاً، وأن يخفيها ليسلم من الرياء، ويظهرها أحياناً، ليحيي ويذكر بهذا الواجب الديني، وأن لا ينظر إلى المحتاج وهو يعطيه، لكي لا يرى حيائه عارياً أمام عينيه.
موسوعة موضوع