نصوص إسلامية وصلتنا أصولها بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
نصوص إسلامية وصلتنا أصولها بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

نصوص إسلامية وصلتنا أصولها بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
على الرغم من أهمية حقبة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، وما تخللها من أحداث جسام، وعدد من المكاتبات، إلا أن ما وصل من تلك الفترة يُعَدُّ قليلاً جدا، أما الحقب الإسلامية التالية فنماذجها أكثر من أن تحصى، ويمكن أن نقسم الكتابات إلى الفروع الآتية:
 

النقوش التأسيسية

 
تعد النقوش التأسيسية من أهم المصادر التي توثق لإقامة المنشآت الدينية، والمدنية، والحربية، وأسماء وألقاب من أمروا أو قاموا على بنائها، كما أنها تحدد فترات إنشاء أو ترميم أو تجديد المنشآت المعمارية كالمساجد، والخانات، والمنشآت المائية، والقلاع، والحصون وغيرها. ولعل من أحدث ما كشفت عنه الدراسات الآثارية الحديثة نقش تأسيسي يعود إلى الخليفة معاوية  ، يقرأ على النحو الآتي:
 
" بسم الله الرحمن الرحيم / هذا السد لعبد الله / معوية (معاوية) أمير المؤمنين / اللهم برك (بارك) له فيه رب / السموت (السموات) والأرض / بنه (بناه) ابو رداد مولى / عبد الله بن عباس بحو / ل الله وقوته / وقام عليه كثير بن ا / لصلت وابو موسى ".
 
والواقع أن المنطقة تزخر بعدد من النقوش التأسيسية التي غطت مختلف الفترات الزمنية، ففي الفترات المتأخرة يوجد عدد من اللوحات التأسيسية التي تتعلق بعمارة الحرم النبوي أو تجديده وبعض المرافق العامة مثل: المساجد، والأربطة، والعيون، ومن أهم النصوص التأسيسية، وتؤرخ لتشييد بعض المنشآت المعمارية في الجزيرة العربية أو تجديدها، ما وجد في المسجد النبوي الشريف، فقد أرّخت لنا ما مرّ به المسجد من تجديدات وإضافات وتوسعات وعمارة على مر العصور التاريخية الإسلامية، وغير ذلك من نصوص تأسيسية  . 
 

النقوش التذكارية

 
تعد النقوش التذكارية من المصادر التي يعول عليها لفهم مجمل أحوال المجتمعات الإسلامية المبكرة، فهي تعكس لنا عددًا من جوانب حياة تلك المجتمعات سواء الاجتماعية، أو الاقتصادية، أو اللغوية، أو الدينية وخلافه. إلا أنه يغلب على هذه النوعية من النقوش المسحة الدينية، فغالبيتها مأثورات وأدعية دينية كُتبت لطلب المغفرة والدعاء والتوبة والترحم وتأكيد الإيمان وغير ذلك من المصطلحات الدينية الإسلامية  
 
وقد قام بكتابة هذه النقوش السكان المقيمون أو قاصدو الأمكنة المقدسة؛ بهدف الحج والعمرة أو للتجارة. وتبدأ في تاريخها من القرن الأول الهجري وحتى فترات متأخرة من العصر الإسلامي، والمؤرَّخ منها قليل مقارنة بما هو غير مؤرَّخ، ومن أبرز هذه النوعية من الكتابات، نقش زيد بن حسن  ، الذي عُثر عليه حديثًا ويقرأ على النحو الآتي:
 
امن زيد بن حسن بالله وحده لا شريك له وشهد /
 
الا اله الا الله وان محمدا عبده /
 
ورسوله على ذلك يحيى ماحيي وعليه يموت / اذا
 
مات وهو يسل (يسأل) الله ان يقربه من / محمد في
 
الاخرة كما قربه منه في / الدنيا وان يجعله من احباه
 
واصفيه (أصفياه) / ونجباه اللهم بارك لنا في منـزلنا
 
هذا واد / رأ عنا شره وشر كل ذي شر وارددنا /
 
اليه مرمرا (مرارًا) كثيرة.
 
وتعد نقوش جبل سلع أقدم ما وصل من هذه النوعية من النقوش، إذ تنسب في تاريخها إلى السنة الخامسة للهجرة  ،  إلا أن هناك أعدادًا كبيرة من النقوش المؤرخة وغير المؤرخة التي تنتشر بالقرب من المدينة، ولكن يصعب حصرها أو إبراز أهمها في مثل هذا المقام  . 
 
ج) النقوش الجنائزية (شواهد القبور):
 
تتضمن النقوش الجنائزية (شواهد القبور) معلومات قيمة سواء فيما يتعلق بالأسماء، والكنى، والألقاب، والأنساب، والوظائف والمهن، وتواريخ الوفيات (التي في أحيان كثيرة تحدد اليوم والشهر والسنة)، أو فيما يتعلق بالخط وما يلحقه من عناصر زخرفية متنوعة، بالإضافة إلى مضامينها الدينية واللغوية. فلقد كشف عن عدد من النقوش الشاهدية في المدينة المنورة، وكذلك المناطق القريبة منها مثل الربذة، وبدر، وجبل الرس، وغيرها من المواضع، وبعض هذه الكتابات الشاهدية محفوظة في المتاحف الإقليمية، وبعضها الآخر ما زال باقيًا في مواقعه الأصلية. وقد درس عدد منها وبقي المئات تنتظر المختصين لدراستها، ولعله من المناسب إعطاء مثال على نوعية الكتابات  ،  فأحد هذه النقوش يقرأ على النحو الآتي:
 
المتن:
 
بسم الله الر / حمن الرحيم / قل اعوذ برب ا / لفلق من شر ما / خلق ومن شر غا / سق اذا وقب / ومن شر النفثت (النفاثات) / في العقد ومن / شر حاسد / اذا حسد / اللهم نور لوهب / بن المغيرة في قبره.
 
الجانب الأيمن:
 
بسم / اللـه الرحمن / الرحيم / اللـه لا اله ا / لا هو الحي / القيوم لا تاخذ / هـ سنة ولا نوم له / ما في السموات / وما في الأرض / من ذا الذي / يشفع عنده ا / لا باذنه يعلم ما / بين ايديهم ومـ / ا خلفهم ولا يحيط / ون بشيء من علمه الا بما / شا وسع كرسيه ا / لسموات والارض / ولا يوده حفظهما / وهو العلي العظيم.
 

النقوش الزخرفية

 
استخدمت الكتابات للتوثيق، كما استخدمت لتؤدي دورًا رئيسًا بوصفها عنصرًا زخرفيًا، حُلِّيت به الأعمدة، والعقود، والدعائم، والمحاريب، والقباب، والمآذن، والواجهات، كما كسيت جدران المساجد، والأبواب، والشبابيك، والأسقف بالنقوش الزخرفية.
 
هذه بعض النماذج لما تزخر به المدينة المنورة وما تحتضنه من كنوز أثرية ونقوش إسلامية بمختلف أنواعها، وهي تغطي مختلف الفترات الإسلامية، كما تغطي مختلف مناحي الحياة؛ ما يجعلها مصدرًا مهما من مصادر دراسة تاريخ المنطقة السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، والثقافي، علاوة على أنها المصدر الوحيد الذي يعول عليه فيما يتعلق بدراسة نشأة الخط العربي وتطوره، ومعرفة مختلف المدارس الخطية.
 
شارك المقالة:
65 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook