نظرة عامة حول تاج محل

الكاتب: وسام -
نظرة عامة حول تاج محل

 

 

نظرة عامة حول تاج محل

 

يُعدّ تاج محل (بالإنجليزيّة: Taj Mahal أو Tadj Mahall) أحد أكثر المعالم الأثرية شهرة في العالم، فهو ضريح مغولي يوجد على الضفة اليمنى (الجنوبية) من نهر جمنة (Yamuna أو Jumna) شرق مدينة أغرة (Agra) الواقعة في ولاية أوتار برديش (Uttar Pradesh State) الغربية، شمال الهند،[١] ويغطي تاج محل ما يقارب 170,000م2 من مساحة أغرة.
 
 
يعد تاج محل من أهمّ الأمثلة التي تدلّ على جمال العمارة المغولية، ويتميّز بفنّه المتناغم، ودمجه السلس للعناصر الزخرفية المكوّنة له، فهو يمزج بين الأساليب المعمارية التي تعود في أصولها إلى الحضارة الإسلامية، والفارسية، والهندية، ممّا يجذب ملايين السياح كل عام لزيارته والاستمتاع بجمال مظهره.
 
 
من السهل تتبُّع التاريخ الزمني لتاج محل، فهو يضمّ نقوشاً قرآنية وتاريخية مكتوبة باللغة العربية، ويُعدّ جوهرة الفن الإسلامي في الهند، فهو أحد روائع التراث العالمي التي تحظى بجاذبية كبيرة، وقد تمّ تعيينه كموقع للتراث العالمي من قِبَل اليونسكو عام 1983م.
 
 
 
تاريخ تاج محل
تمّ بناء تاج محل على يد الامبراطور المغولي شاه جاهان (Shah Jahan) الذي حكم بين عامي 1628م-1658م، تخليداً لذكرى زوجته الراحلة ممتاز محل (Mumtaz Mahal) التي أحبها حباً شديداً،[١] وممتاز محل أميرة فارسية مسلمة، كانت تُعرَف باسم أرجمند بانو بيجم (Arjumand Banu Begum) قبل زواجها، وقد التقى بها الامبراطور شاه جهان في سن الرابعة عشر، وأحبها وتزوجها عام 1612م بعد مرور خمس سنوات على لقائهما، وعلى الرغم من أنّها الزوجة الثالثة له، إلّا أنّه أحبها وفضّلها على باقي زوجاته؛ وذلك بسبب قوّة شخصيتها، وتواضعها، وجمالها، وقد كانت ترافق زوجها الامبراطور في جميع رحلاته، فهي رفيقته التي لم تكن تنفصل عنه أبداً.
 
 
في عام 1631م توفيت ممتاز محل أثناء ولادة طفلها الرابع عشر في مدينة برهان بور (Burhanpur)، وحزن عليها الامبراطور حزناً شديداً، وعزل نفسه عن الآخرين لأكثر من عام حداداً على وفاتها، بعدها بدأ في بناء النصب التذكاري تاج محل تكريماً لحبه الذي لن ينتهي لها، وقد قام باختيار موقع مناسب للنصب بحيث يستطيع رؤية قبر زوجته مباشرة من قصره، وبعد وفاة الامبراطور شاه جهان تمّ دفنه بجانبها.
 
 
يوجد العديد من النظريات الأخرى التي تناقش السبب الحقيقي لبناء تاج محل، وإحدى هذه النظريات تبيّن أنّ شاه جهان لم يقم ببناء تاج محل كنصب جنائزي بشكل خاص، وكان ينوي بناءه في جميع الأحوال حتى لو لم تمت زوجته، وذلك استناداً إلى النقوش المحفورة على النصب كالنقوش القرآنية التي تدلّ على حب الامبراطور للعرش، وهناك نظرية أخرى تشير إلى أنّ النصب هو تمثيل رمزي للعرش الإلهي يوم الدين، أمّا النظرية الثالثة فهي تشير إلى أنّ سبب بناء هذا النصب هو غرور المغول، حيث تمّ بناؤه تمجيداً لحكم المغول والامبراطور نفسه.
 
 
 
بناء تاج محل
بدأ بناء تاج محل عام 1632م، واكتمل عام 1648م،[٥] ووفقاً لموقع (Tajmahal.org.uk) فإنّ تكلفة البناء المبنى وما يحيط به زادت على 32 كرور روبية، أي 320 مليون روبية، أي ما يُعادل أكثر من 200 مليون دولار في الوقت الحالي.
 
 
يُعدّ بناء تاج محل إنجازاً كبيراً جداً، لذا تمّ جلب العديد من المصممين، والبنائين، والفنانين من جميع أنحاء الامبراطورية المغولية، ومن آسيا الوسطى، ومن بلاد فارس، ومن الممالك الإسلامية الأخرى، كما تمّ إحضار العديد من المختصين في أعمال البناء من أوروبا وذلك من أجل الإبداع في أعمال ترصيع الرخام، وصنع الحواجز الرخامية المرصعة بآلاف الأحجار الكريمة، فقد تمّ الاعتماد على أكفأ الفنانين والمصممين في العالم الاسلامي للمشاركة في إتمام هذا الضريح الضخم، وعموماً كان عدد المشاركين في بناء تاج محل يزيد على 20,000 شخص،[٧][٨] وقد تمّ إنشاء مدينة مخصصة لإيواء العمال القادمين من خارج البلاد للعمل في بناء تاج محل، وسُميّت باسم ممتاز أباد (Mumtazabad).
 
 
على الرغم من وجود عدّة أقوال عن الشخص الذي قام بتصميم هذا النصب التذكاري، إلّا أنّ جميع الباحثين اتفقوا على أنّ كلاً من المهندسين المعماريين الفارسيين: الأستاذ عيسى فان أفندي، والأستاذ أحمد هما المهندسان الأساسيان في بناء النصب، كما أنّ المهندس المعماري إسماعيل خان هو المهندس الأساسي المسؤول عن تصميم القبة الرئيسية للنصب.
 
 
من الأشخاص الذين كان لهم دور مهم في بناء تاج محل، المشرفان الرئيسيان للبناء (Mukrimat Khan)، و(Mir Abdul Karim)، ووفقاً للمؤرخ ميلو بيتش (Milo Beach) في سلسلة PBS وهي (كنوز العالم) فإنّ الامبراطور شاه جهان كان من الذين شاركوا بتصميم النصب وبصورة كبيرة، إذ كان مهتمّاً بالهندسة المعمارية، بالإضافة إلى اهتمامه الواضح بإتمام البناء على أكمل وجه.
 
 
وتمّ إنشاء ممر منحدر عبر أغرة يبلغ طوله حوالي 16 كم من أجل نقل المواد اللازمة للبناء إلى الجزء العلوي من القبة، وقد تمّ إحضار تلك المواد من جميع أنحاء الامبراطورية ومن خارجها، فقد تمّ إحضار أكثر من 40 نوعاً من الأحجار الكريمة من كل من: بغداد، والتبت، وتركستان، وغيرها من المواد، أمّا الرخام المُستخدَم في البناء فقد تمّ إحضاره من راجستان (Rajasthan)،[٩] وتمّ نقله من خلال قافلة مؤلفة من 1,000 فيل، إذ كان يصل وزن كل كتلة من الرخام إلى أكثر من 2 طن، وتمّ نقلها من المحاجر التي تبعد حوالي 322 كم عن موقع البناء.
 
 
كما تمّ دعم القبة من سقالة من الطوب أثناء إنشائها، وكان من المتوقع أنّها ستحتاج إلى وقت كبير جداً يُقدَّر بخمس سنوات لتفكيكها، لكن أصدر الامبراطور قراراً بأنّ أيّ شخص يساهم في إزالة الطوب يُمكنه الاحتفاظ بما أزاله، لذا تمّ إنجاز العمل بين عشية وضحاها.
 
 
 
شكل وتصميم تاج محل
يُمكن اعتبار تاج محل أعجوبة فنية؛ بسبب التوازن والتناظر في بنائه، والذي يتمثل في كيفية استخدام المواد الصلبة ووضعها بطريقة متوازنة مع الفراغات المدروسة، وكيفية الموازنة بين الإضاءة والعتمة، وكيفية تصميم القباب والأقواس، ويُعدّ الضريح الرخامي المقبب الذي يبلغ ارتفاعه إلى حوالي 44 متراً، هو العنصر الأكثر شهرة في النصب كاملاً، إذ يتميز بتصاميم موحدة متناظرة، كوجود قباب متماثلة تماماً تقع بالقرب من القبة البصلية الرئيسية، وبالإضافة إلى الضريح يشتمل المبنى على بيت للضيافة مصمم من الحجر الرملي الأحمر، وحدائق، ومسجد، والعديد من البوابات.
 
 
يضمّ المبنى قبة مركزية يحيط بها أربع قباب صغيرة وأربع مآذن، مأذنة في كل زاوية، وتنعكس جميعها في بركة طويلة، وتتيح تلك المآذن الفرصة لسماع الآذان والأدعية المتعلّقة بالصلاة من خارج المبنى، وتُشكّل معاً تاج محل المتناظر والذي يُظهر جمالاً استثنائياّ عند الفجر والغروب، إذ يظهر المبنى الرخامي المضيء وكأنّه يطفو في الهواء، ويُمكن القول بأنّ تاج محل يتميز بجمال متغيّر خلال اليوم، فأحياناً يظهر بلون ورديّ ناعم متوهج، وأحياناً يظهر بلون رماديّ لؤلؤي، أو لون أصفر كريمي، أو لون أبيض اللامع تحت أشعة مدينة أغرة، وأحياناً أخرى يكون محجوباً بالضباب، وينتج الاختلاف في الإضاءة بسبب الزخارف المصممة بحيث تستجيب للإضاءة بشكل مختلف.
 
فيما يأتي وصف لتصميم مكونات تاج محل:
 
الضريح
يُعدّ الضريح الرخامي الأبيض أهمّ ما يميّز النصب التذكاري، وهو مصمم بالاعتماد على العناصر والتصاميم الفارسية كمعظم الأضرحة المغولية، فهو يتألف من مبنىً متماثل مع إيوان (Iwan)- وهو مدخل على شكل قوس- تعلوه قبة كبيرة، وعموماً يضمّ المبنى قبور تذكارية جوفاء لشاه جهان وزوجته ممتاز، أمّا القبور الفعلية فتوجد في غرفة سفلية تقع أسفل الغرفة الرئيسية مباشرة
 
 
يوجد الضريح فوق منصة مربعة قاعدته متعددة الحجرات، مكعبة الشكل ذات حواف مشطّبة، وترتفع القاعدة حوالي 55 متراً على كل طرف من الأطراف، ويحيط بها إيوان مقبب مع شرفة على شكل قوس في الأعلى، وتمتد تلك الأقواس فوق سطح المبنى كواجهة كاملة، ويوجد على جانبي القوس الرئيسي إيوانات إضافية موزّعة فوق مناطق الأطراف المشطّبة، والتي تجعل التصميم متقابلاً ومتماثلاً لكل واجهات المبنى.
 
 
يوجد قبر وهمي لممتاز محل تحت القبة الرئيسية مباشرة، وهو عبارة عن قبر أجوف (فارغ) يحيط به حواجز رخامية مزخرفة بأنواع متعددة من الأحجار الكريمة،، تمّ وضعها بصورة دقيقة تسمح بدخول الضوء إلى الغرفة.
 
 
 
القبة
يعلو الضريح قبة رخامية تُعدّ من أجمل التصاميم، وسميّت بالقبة الجوافية أو القبة البصلية بسبب شكلها، ويبلغ ارتفاعها حوالي 35 متراً على امتداد القاعدة نفسها، وسبب الارتفاع الكبير لها هو استنادها على اسطوانة يبلغ ارتفاعها حوالي 7 أمتار ما جعل ارتفاعها يبرز بشكل أوضح، وتمّ تزيين الجزء العلوي منها بتصاميم تشبه زهرة اللوتس، وتمّ تتويج أعلى القبة بقطعة مذهبة.
 
 
يوجد أربع قباب صغيرة تشبه الخيمة (Chattris)، وتُماثل القبة الرئيسية في تصميمها البصلي، وهي موجودة في أركان المبنى على أعمدة، وتزود المبنى بالضوء، وهي متوجة بقطعة مذهبة، ويوجد العديد من القمم المستدقّة (Spires) الزخرفية الطويلة على حواف القاعدة، وتساعد على زيادة التركيز على ارتفاع القبة، ويتكرر تصميم شكل زهرة اللوتس في تصاميم كلٍّ من القباب الأربع والقمم المستدقّة. 
 
 
 
القمم النهايات
تتوَّج القبة الرئيسية بنهايات ذات قمم مستدقّة تشير إلى التكامل بين العناصر الفارسية والهندوسية التقليدية، وهي مصنوعة من الذهب، وبقيت كذلك حتى أوائل القرن التاسع عشر، حيث تمّ استبدالها بنهايات مصنوعة من البرونز، ويعلوها زخارف إسلامية مميزة، إذ يعلوها قمر على شكل هلال تشير أطرافه نحو السماء، وبسبب موقع القمر على البرج الرئيسي فإنّ أطرافه تتحد مع النقطة النهائية لهذه النهايات لتشكلان معاً شكلاً ثلاثياً يشير إلى رمز الآلهة الهندوسية التقليدية شيفا (Shiva)، كما يعتلي البرج عدداً من الأشكال الزخرفية الأخرى، لكن الشكل الرئيسي يشبه بشكل كبير شكل وعاء مائي هندوسي مقدس هو (الكيلاش (Kalash) أو الكومبه (Kumbh)).
 
 
 
المنارات
يضمّ المبنى أربع منارات (مآذن) توجد على زوايا القاعدة، وهي عبارة عن أربعة أبراج طويلة يصل طولها إلى ما يُقارب 40 متراً، وهي تظهر التصميم المتناظر المتكرر الذي يتميّز به تاج محل، وتُعدّ المآذن عنصراً أساسياً وتقليدياً في المساجد، وتُعرّف على أنّها مكان مخصص للمؤذن يدعو من خلالها المسلمين إلى الصلاة، وتنقسم كل مئذنة إلى ثلاثة أجزاء متساوية مع شرفتين تحيطان بالبرج، وفي أعلى البرج يوجد شُرفة يعلوها قبة على شكل خيمة (Chattri) تعكس تصميم القبب الأخرى الموجودة على الضريح.
 
 
وتشترك جميع المآذن في نفس التصميم واللمسات النهائية، من حيث تصميم زهرة اللوتس، والنهايات الذهبية التي تعلوها، وتمّ الأخذ بعين الاعتبار بناء المآذن بحيث تكون خارج حدود الضريح بقليل بحيث لو سقطت، فإنّها تسقط بعيداً عن الضريح، علماً بأنّ هذا الإجراء يُعدّ إجراءً نموذجياً متعارف عليه في ذلك الوقت عند بناء البنايات المرتفعة.
 
 
 
الجواب
يوجد في أحد أطراف النصب التذكاري بنايتين من الحجر الرملي الأحمر، تمّ اختيار موقعهما بحيث تكونان على جانبي الضريح، وهما عبارة عن صورة طبق الأصل عن بعضهما، الأول هو المبنى الغربي وهو عبارة عن مسجد، أمّا المبنى الآخر فهو الجواب (بالإنجليزية: Jawab أو Answer)، وقد كان الهدف الأساسي من بنائه هو الوصول إلى التوازن المعماري، وفي نفس الوقت يُعتقد أنّه كان يُستخدَم كبيت للضيافة أثناء الحكم المغولي، وعلى الرغم من التشابه الكبير بين الجواب والمسجد المقابل له، إلّا أنّ الجواب يختلف عن المسجد بافتقاره إلى المحراب، كما أنّ التصميم الهندسي لأرضية الجواب تختلف عن تصميم أرضية المسجد.
 
 
 
المسجد
تمّ بناء المسجد على الجانب الغربي من تاج محل ليكون مواجهاً لمدينة مكة المكرمة، ويُعتقد أنّ عيسى محمد هو من قام ببناء المسجد، وهو مؤلَّف من بوابة خارجية (إيوان)، وقوسين صغيرين على جانب المسجد، وثلاث قباب، وأربعة قباب تشبه الخيمة في شكلها (Chattri) وهي مغلفة بالرخام، ويتميّز المسجد بتصميمه المتقن، فهو يضمّ محراباً يدلّ على اتجاه مكة المكرمة، وجدرانه محفورة بأسماء الله الحسنى وآيات من القرآن الكريم، أمّا الأرضية فهي مصممة من الرخام الأسود على شكل 569 سجادة صلاة، كما يضمّ المسجد منبراً مخصصاً للإمام لإلقاء الخُطب، ويوجد أمام المسجد مكان مخصص للوضوء قبل الصلاة.
 
 
 
الحديقة
يضمّ تاج محل حديقة مساحتها تتراوح بين 300-580 متراً، وتقع بعد المدخل الرئيسي لتاج محل، وهي مقسّمة إلى 16 حوضاً زراعياً، يفصل بينها العديد من دورات المياه، والحديقة عبارة عن مساحات خضراء تمّ اختيارها كرمز روحي يشير إلى الجنة التي تمّ ذكرها في القرآن الكريم.
 
 
 
بوابة تاج محل
هي البوابة الرئيسية لتاج محل، وهي مصنوعة من الفضة، وتمّت زخرفتها بآيات من القرآن الكريم، ويصل ارتفاعها إلى حوالي 30 متراً، ويتكوّن الجزء العلوي من البوابة من قبة على شكل خيمة (Chhatri)، ويوجد فناء واسع بعد الدخول من البوابة.
 
 
 
سبب تسمية تاج محل
يوجد العديد من الأساطير والفرضيات التي توضّح سبب تسمية تاج محل بهذا الاسم، فتشير بعض تلك النظريات إلى أنّ اسم تاج محل مشتق من اللغة الفارسية، وهي اللغة المنطوقة عند المغول ذلك الوقت، وهي حرفياً تعني مكان التاج (بالإنجليزيّة: Crown Place أو Place of the Crown)، فكلمة (Taj) تعني تاج، أمّا كلمة (Mahal) فتعني المكان أو المنطقة، وبعض الأساطير والنظريات تبيّن أنّ الاسم يعود في الأصل إلى اسم معبد شيفا (Tejo Mahalya)، وقد اشتُق منه اسم تاج محل، وتقول الأسطورة إنّ شاه جهان استولى على ذلك المعبد، ثمّ أعاد تصميمه وألطق عليه اسم تاج محل.
 
 
أمّا آخر الأساطير فتشير إلى أنّ سبب التسمية جاء من اسم ممتاز محل زوجة الامبراطور شاه جهان الذي كان السبب في بناء ذلك النصب التذكاري وسمّاه على اسمها، فهو اسم مختصر لممتاز محل.
 
 
 
السياحة في تاج محل
يُعدّ تاج محل أحد المعالم الأكثر جذباً للسياح، فقد تمّ اختياره كأحد عجائب الدنيا السبع لعظمته،[١٣] فهو يجذب ما يقارب ثمانية ملايين سائح سنوياً، وكل يوم -باستثناء يوم الجمعة- يتمّ إتاحة الفرصة لمشاهدة تاج محل والاستمتاع بمنظره ابتداءً من شروق الشمس إلى غروبها، كما يُسمح بالاستمتاع بمشاهدته ليلاً خلال خمسة أيام في الشهر، وهي الليلة التي يكون فيها القمر بدراً والليلتان اللتان تسبقانه، والليلتان اللتان بعده.
 
 
يُعدّ أفضل الأشهر لزيارة تاج محل هي بين شهري تشرين الأول/أكتوبر وشباط/فبراير؛ بسببها الطقس المُعتدل خلال تلك الأشهر، وعموماً يُعدّ فصل الصيف حاراً جداً؛ لأنّ مدينة أغرة منطقة سهلية ودرجة حرارتها فيها مرتفعة، وعلى الرغم من ذلك فإنّ الحرارة تزيد من دفء الرخام الذي يتكوّن منه تاج محل وهذا ما يزيد من جماله، وفي فصل الشتاء يكون ذلك الرخام بارداً نوعاً ما، لكن مع وجود أشعة الشمس الدافئة يصبح المكان مريحاً وأكثر متعة عند زيارته، أمّا هطول الأمطار فيزيد من شاعرية المكان.
 
 
 
المحافظة على تاج محل
يوجد بعض المشاكل التي قد تؤثر على جمال تاج محل، منها ما يأتي:
 
المحافظة على الهواء من التلوث
 
مشكلة تلوّث الهواء هي أكثر المشاكل تأثيراً في المبنى، إذ إنّها السبب المباشر في تغيير لون السطح الخارجي للمبنى، كما قد يُنتج المطر الحمضي ما يعمل على تآكل وتدهور الرخام الذي يغطي تاج محل، وتنتج هذه المشكلة بسبب العديد من العوامل منها: والصناعات، والانبعاثات الناتجة عن المركبات، وحرق النفايات المنزلية، لذا اتّخذت الحكومة الهندية عدداً من الإجراءات الصارمة للمحافظة على تاج محل، أهمّها:
 
تحديد منطقة في تاج تُسمى (Taj Trapezium Zone) تبلغ مساحتها 10,400 كم2 في مدينة أغرة، وتشمل كل من حصن أغرة، وتاج محل، ومدينة فتحبور سيكري (Fatehpur Sikri) المغولية التاريخية، حيث أصدرت الحكومة قرارات لتنظيم عملية انبعاثات الغازات لكلّ من مصافي النفط والصناعات التي تعتمد على حرق الفحم، أو التحول إلى استخدام الغاز الطبيعي داخل تلك المنطقة، وقد امتثلت معظم المصانع لتلك القرارات.
حظر حركة المركات بالقرب من تاج محل.
تركيب أجهزة لمراقبة جودة الهواء.
اقترح عدد من المسؤولين في وكالة مسح الآثار في الهند زيادة الرسوم على السياح، ووضع سقف لعددهم من أجل الحد من تأثير السياحة على المبنى.
الحد من مشكلة جفاف نهر جمنة
 
يتدفق نهر جمنة على طول الجزء الخلفي من المبنى، وتمّ محاولة الحد من مشكلة جفاف النهر من خلال سد النهر جزئياً من أعلى تاج محل من أجل زيادة إمدادات المياه البلدية.
 
 
المحافظة على بنية التربة
 
تنتج مشكلة التغيّر في بنية التربة بسبب انخفاض منسوب المياه الجوفية، والذي بدوره يُهدد سلامة أساسات وهيكل المبنى، فقد وُجِدت تصدّعات في هيكل المبنى، والمآذن، وفي الرخام وفقاً لادعاءات بعض العلماء والنشطاء السياحيين، من جهة أخرى فقد أكّدت اليونسكو على أنّ المبنى وهياكله جميعها في حالة جيدة، ويتمّ مراقبتها وتقييمها باستمرار.
 
شارك المقالة:
63 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook