نظريات تفسر تكيس الرحم و علاقته بالحمل

الكاتب: باسكال خوري -
نظريات تفسر تكيس الرحم و علاقته بالحمل

 

نظريات تفسر تكيس الرحم و علاقته بالحمل.
 
 

تكيس الرحم

تعاني بعض النساء من الانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis)، والذي يتمثّل بنموّ جزء من نسيج بطانة الرحم في منطقة خارجه كالمبيض مثلاً، وفي حال تشكّل أكياس ترافق نمو نسيج بطانة الرحم في المبيضين فإنّها تُسمى بالأورام البطانية الرحمية (بالإنجليزية: Endometrioma)، أو كما يطلق عليها عامة الناس أكياس الرحم، وتسبّب هذه الحالة الشعور بألم الحوض المزمن المرتبط بالطمث، إضافة إلى التأثير في قدرة المرأة على الإنجاب، وزيادة احتمالية الإصابة بسرطان المبيض (بالإنجليزية: Ovarian cancer).

 

أعراض تكيس الرحم

تظهر أعراض الإصابة بهذه الحالة من خلال مجموعة من العلامات والأعراض، ومن أبرزها ما يلي:

  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • عسر الطمث، ويتمثّل بمعاناة المرأة من ألم شديد في فترة الحيض.
  • غزارة الطمث (بالإنجليزية: Menorrhagia)، أو استمرار نزف دم الطمث لفترة تزيد عن سبعة أيام.
  • عُسر الجماع.
  • ألم الحوض المزمن وقد يحدث في أي وقت من الشهر، وقد يمتدّ الألم ليصل إلى أسفل الظهر، والوركين، والساقين.
  • ألم أثناء التبوّل، أو ظهور دم في البول، أو الشعور برغبة ملحة للتبوّل بشكل مفاجئ.
  • ألم التغوّط (بالإنجليزية: Dyschezia).
  • الانتفاخ، أو الإسهال، أو الإمساك الشديد الذي قد يستمر لعدة أسابيع.
  • التأثير في قدرة المرأة على الإنجاب أو حتى الإصابة بالعقم.

 

أسباب تكيس الرحم

إنّ أسباب حدوث تكيس الرحم غير معروفة تماماً، ولكن يمكن القول إنّ الإصابة بها مرتبطة بوجود مجموعة من العوامل، ومنها ما يلي:

  • العامل الوراثي.
  • مشاكل جهاز المناعة.
  • اضطرابات الخلايا الجذعية.
  • اختلال وظائف الغدد الصماء.
  • التعرّض لبعض المواد أو استخدامها مثل الإستروجين الاصطناعي (بالإنجليزية: Xenoestrogens)، أو مسببات اضطراب الغدد الصماء (بالإنجليزية: Endocrine disrupting chemicals).

 

نظريات تفسر تكيس الرحم

وُضعت العديد من النظريات لتفسير كيفية حدوث تكيس الرحم، ومن أبرز تلك النظريات ما يلي:

  • نظرية ارتجاع دم الحيض (بالإنجليزية: Retrograde-menstruation theory)، وتنصّ هذه النظرية على أنّه في فترة الحيض قد يتسرّب دم الطمث عبر تجويف الحوض (بالإنجليزية: Pelvic cavity) ويرتجع للأعلى وصولاً إلى قناتي فالوب والمبيضين، وهذا ما يسبّب انزراع خلايا بطانة الرحم النشطة بيولوجياً في أنحاء مختلفة من تجويف الحوض، بحيث تستمر في النمو وتستجيب للمحفزات الهرمونية الشهرية، وقد ظهرت هذه النظرية في القرن السادس عشر.
  • نظرية الانتشار الدموي أو الليمفاوي (بالإنجليزية: Lymphatic or hematogenous Dissemination Theory)، وتتشابه هذه النظرية مع نظرية ارتجاع دم الحيض في مبدئها، إذ تفسر حدوث تكيس الرحم بانتقال خلايا الرحم النشطة بيولوجياً من دم الحيض أو الرحم إلى أجزاء أخرى من الجسم، ولكن عن طريق الجهاز اللمفاوي، أو الأوعية الدموية، أو كليهما.
  • نظرية التخلّق الجنينيّ المعيب (بالإنجليزية: Defective Embryogenesis)، وتنصّ هذه النظرية على أنّه وفي مرحلة تطور الجنين، فإنّ الخلايا الجنينية لقنوات موليريان أو ولفيان (بالإنجليزية: Wolffian or Müllerian ducts) قد لا تنتقل إلى مكانها الصحيح في الجهاز التناسلي الأنثوي وإنّما إلى أجزاء أخرى من الجسم، واستجابة للعوامل المختلفة التي يتعرّض لها الجسم في مرحلة البلوغ قد تبدأ هذه الخلايا بالنمو والتطوّر مسبّبة حدوث تكيس الرحم.
  • نظرية الخلايا الجذعية (بالإنجليزية: Stem Cell Theory)، وتنصّ هذه النظرية على انتقال بعض الخلايا الجذعية الموجودة في دم الطمث أو في نخاع العظم مثلاً إلى أجزاء مختلفة من الجسم، وتمايزها إلى خلايا مشابهة لخلايا نسيج بطانة الرحم، وتُعتبر هذه النظرية من أحدث النظريات وأقواها.

 

تشخيص تكيس الرحم

يعتمد الأطباء عند تشخيص الإصابة بمرض تكيس الرحم على الأعراض السريرية التي تعاني منها المريضة، ونتائج التصوير بالموجات فوق الصوتية؛ حيث إنّها تكشف عن وجود أكياس الرحم وتميّزها عن الأنواع الأخرى من الأكياس، وفي المراحل المبكرة يمكن الاستعانة بالتنظير (بالإنجليزية: Laparoscopy) لتقييم نموّ وتطور بطانة الرحم في مواقع مختلفة من الحوض.

 

علاج تكيس الرحم

يعتمد علاج هذه الحالة على العديد من العوامل بما في ذلك عمر المريضة وحالتها، ورغبتها في الإنجاب، والعلاجات السابقة، والتأثيرات الجانبية للتكيس، وفي الحقيقة يُعتبر التدخل المبكر والعلاج الدقيق أمراً مهماً في الحفاظ على القدرة الإنجابية للمرأة، وفيما يلي بيان لبعض الخيارات العلاجية الممكنة:

  • العلاجات الدوائية: وتهدف إلى إيقاف الطمث، وبذلك يقلّ حجم التكيّسات التي تكبر نتيجة تراكم دم الدورة الشهرية فيها، وهذا بحدّ ذاته يخفّف من الأعراض التي تظهر على المريضة، ويكون ذلك بالاعتماد على العلاجات الهرمونية ومنها ما يكون على هيئة حقن البروجسترون، أو حبوب منع الحمل، أو مماثلات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (بالإنجليزية: Gonadotropin-Releasing Hormone Analogue)، أو دواء دانازول (بالإنجليزية: Danazol).
  • الإجراءات الجراحية: وتتضمن فتح البطن (بالإنجليزية: Laparotomy) وتنظير البطن العلاجي (بالإنجليزية: Laparoscopy)، ويُعدّان الأساس في علاج مرض بطانة الرحم المهاجرة، ومن الخيارات العلاجية التي يمكن القيام بها من خلال هذين الإجرائين:
    • استئصال المثانة (بالإنجليزية: Cystectomy) وإزالة الالتصاقات (بالإنجليزية: Adhesiolysis)، ويُلجأ لهذا الخيار في حال كان حجم التكيّس كبيراً ورافقته أعراضاً شديدة، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الإجراء العلاجي يحافظ على قدرة المرأة على الإنجاب، إلاّ أنّه قد لا يكون كافياً للتخلص من الأعراض وتحقيق الشفاء التام في بعض الحالات.
    • إزالة المبيضين والرحم، وتتميز بقدرتها على علاج المرض بشكل تام والتغلّب على جميع الأعراض المتعلقة به، ويُلجأ إليها في حال كانت الإجراءات السابقة غير كافية لتحقيق الشفاء التام، خاصّة إذا كان عمر المرأة تعدى 35 عاماً ولا ترغب بإنجاب المزيد من الأطفال.

 

تكيس الرحم والحمل

يعاني ما نسبته 30٪ من مرضى الانتباذ البطاني الرحمي بشكل عام من العقم، ويكون ذلك ناجماً عن الندوب والالتصاقات التي يُحدثها هذا المرض، وهذا ما يجعل من عملية الإباضة والإخصاب أمراً صعباً، وذلك لأنّ حدوث الالتهابات وإفراز المواد السميّة المرافق لظهور هذه الندوب، قد يسبّب ضرراً للمبيضين ولبطانة الرحم، وهذا بحد ذاته يؤثر في قدرة الجنين على الانغراس في بطانة الرحم، وعليه يواجه مرضى تكيس الرحم على وجه الخصوص تحديات أكبر فيما يتعلّق بالخصوبة والإنجاب، وقد بينت الدراسات بأنّ النساء اللواتي يعانين من تكيس الرحم يرتفع لديهن مستوى الهرمون المنشط لحويصلات المبيضين (بالإنجليزية: Follicle Stimulating Hormone) كما أنّهن يمتلكن عدداً أقلّ من البويضات، ويواجهن مشاكل في إنضاج البويضات.

شارك المقالة:
76 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook