لن يخفى على أحد جمال تركيا بكل مدنها الساحرة ومن ضمنها مدينة بولو تركيا التى تتناسب زيارتها فى جميع أيام السنة نظراً لمناخها القارى الرطب مع شتاء ثلجى بارد وصيف دافئ مع ليالى باردة لكونها مدينة جبلية. وتعرف مدينة بولو بإسم بولو أبانت نسبة لمنتجع بولو أبانت وتقع جنوب غرب تركيا وتبعد مسافة 262كم عن اسطنبول و192كم عن أنقرة وهى أحد الأماكن اللافتة للأنظار نظرآ لجمالها الطبيعى الساحر وغناها بالتنوع النباتى والحيوانى والبحيرات المتواجد على طول ساحل البحر الأسود والتى تزيدها جمالاً والينابيع ذات المياة الحارة عند سفوج الجبال ومراكز التزلج الكبيرة والغابات الخصبة فى إذا كنت تريد تجربة جو أخر من تركيا بعيدآ عن الشواطئ المزدحمة وأشعة الشمس الحارقة فتعد أبولو هى المكان الأنسب لك سواء فى فصل الصيف أو الشتاء. واليوم سنتعرف مدينة بولو تركيا تلك المدينة الساحرة.
تاريخ مدينة بولو
يعود تاريخ المدينة إلى ما قبل مئة ألف عام والدليل على ذلك الأثار القديمة التى وجدت فيها والتى تؤكد على أن المدينة كانت مأهولة بالسكان منذ فترة طويلة تلك المنطقة الأن هى جزء من محافظة بولو وكانت تقع فى المنطقة الشرقية من بيثينيا وتمتد إلى الجنوب الغربى من بافلاغونيا وكانت بيثينيا قد حصلت على أستقلالها من الفرس عام 375ق-م بعد هزيمة الفرس على يد الأسكندر الأكبر وقد قام ميثراداتس السادس بضمها فى القرن 88ق-م لتصبح جزء من مملكة بونتوس بمساعدة الرومان حيث أستطاع حينها استعادة سيطرتة على العرش وعند موتة أوصى بتوريث المملكة إلى الرومان وقد أندلعت حينها الحرب لتكون نهايتها أن تسقط المدينة فى قبضة الإمبراطورية الرومانية والتى قامت حينها بضم كل من بافلاغونيا وبيثينيا سويآ
وفى عهد الإمبراطورية البيزنطية تم تقسيمها مرة أخرى لتصبح تمتد من غرب بيثينيا حيث نهر ساريكايا وتضم المنطقة الغربية من بيثينيا وحتى اليوم يعتبر النهر من الحدود الجنوبية الغربية للمحافظة.
فى عام 1701م قامت حرب بين الأتراك السلاجقة والبيزنطيين لتنتقل على أثرها المدينة لفترة وجيزة لتقع فى يد السلاجقة ولكن سرعان ما عادت مرة أخرى إلى البيزنطيين ولكن قام الأتراك بإستعادة السيطرة على المنطقة تدريجيآ فى نهاية حكم سلالة كومنينيون البيزنطية.
وفى عام 1240م قامو بالسيطرة على الجزء الشرقى من منطقة بولو وتحديدآ منطقة بافلاغونيا وتم دمجها مع السلاجقة الروم وفى مابين عامى 1290و1460 وقعت المنطقة الشرقية تحت حكم بنو جاندار وظلت هكذا إلى أن تم دمجها فى عام 1461م مع بقية الإمبراطورية العثمانية وكان يبلغ حينها عدد سكانها 10.000 نسمة.
وفى عام 1864م تم تقسيمها إداريآ لتصبح مستقلة عن الإمبراطورية العثمانية على الرغم من كونها جزءآ جغرافيآ من ولاية قسطمونى.
المدينة هى موطن للعمارة العثمانية الجميلة حيث ستجد فيها العديد من المساجد العثمانية التى تزينها مثل مسجد القاضى الذى تم بناؤة عام1499 والمسجد الكبير عام 1899 الذى تم بنائة على يد بايزيد الأول ويحتوى على زخارف تشبة التطريزات ومسجد كراكوى الذى بنى فى أواخر القرن 16 بالإضافة إلى أن المدينة تحوى أيضآ بعض الأثار القديمة منها أطلال المدينة القديمة ومعبد الإمبراطور الرومانى هارديان الذى بنية لحبيبتة أنطونيوس بالإضافة إلى باقيا قبر ومسرح تم أكتشافها والعديد من الرخام المنقوش باللغة اليونانية وشظايا معمارية أخرى يمكن العثور عليها فى المدينة وحولها ويوجد أيضآ بها متحف بولو الذى أنشئ عام 1975 لعرض وحماية المصنوعات اليدوية والمتحف الإثنوغرافى الذى يعرض أكثر من 5000 قطعة يرجع تاريخها إلى العصر الحجرى الحديث والعصور البيزنطية بالإضافة إلى أكثر من 12000 قطعة نقدية تاريخية
يوجد فيها العديد من الاماكن السياحية الرائعة منها :
1- بحيرة أبانت
والتى تقع على بعد 20ميل للجنوب الغربى من المحافظة على أرتفاع 1500متر وتزينها الغابات الخضراء المحاطة بها وخلال فصل الشتاء تتجمد البحيرة مما يجعلها بقعة شهيرة لممارسة التزلج على الجليد.
2- البحيرات السبع والحديقة الوطنية yedigoller :
والتى تقع على بعد 25ميل من وسط بولو غوليك هى واحدة من البحيرات الصناعية التى تبعد 9ميل إلى جنوب المدينة وتعد البحيرة مثالية لقضاء يوم ممتع أو الذهاب فى نزهة وسط الغابات الخضراء المحيطة بالمنطقة.
3- كارتال كايا
تقع على بعد 20ميل جنوب شرق وسط مدينة بولو وهى الملاذ الأمن لمن يرغبون فى التزلج حيث أنها تعد واحدة من أكبر ثلاث مناطق للرياضات الشتوية.
4- منغن ” mengen “
والتى تعد من أشهر مناطق بولو لتفوقها فى المواد الغذائية للطهاة الذى يقتنون المنطقة كما أن المكان يقام مهرجان للطهاة يضم العديد من المأكولات البحرية.
العربية
