نقص الحديد والشعر

الكاتب: ريما قصار -
نقص الحديد والشعر

نقص الحديد والشعر

نقص الحديد

يُعدّ الحديد من المعادن المهمة التي تشارك في العديد من وظائف الجسم بما فيها نقل الأكسجين في الدم، وقد يُفقَد الحديد من الجسم في عدّة حالات منها؛ حالة فقدان الدم، لذلك فإنّ المرأة الحائض تُعدّ أكثر عرضةً لنقص الحديد مقارنةً بالرجل أو المرأة في سن انقطاع الطمث، وتجدر الإشارة إلى أنّ حوالي ثلث سكّان العالم يعاني من هذا النقص الذي قد يتطوّر لاحقاً ليَصِل لما يُسمّى بفقر الدم (بالإنجليزية: Anemia)؛ وهي المرحلة التي يكون فيها نقص الحديد كافياً لتقليل تكوّن الكريات الحمر (بالإنجليزية: Erythropoiesis) مما يؤدي إلى خفض مستويات الهيموغلوبين، ولفقر الدم أسباب عديدة ولكنّ نقص الحديد يُعدّ أكثر أسباب هذا المرض شيوعاً في العالم، ويُقاس مخزون الحديد عن طريق قياس كمية الفيريتين في الدم، وهو أحد أنواع البروتينات الموجودة في الدم ويُخزِّن الحديد في الجسم، ويعني انخفاض مستوياته الإصابة بنقص الحديد.


وهناك العديد من الأسباب الشائعة التي تؤدي لنقص الحديد، ومنها: عدم استهلاك كميات كافية من الحديد من الطعام ويعود ذلك إلى سوء النظام الغذائي الذي يتّبعه الشخص المُصاب، أو تحديد السعرات الحرارية، وداء الأمعاء الالتهابي، وزيادة احتياجات الجسم نتيجة الحمل أو فقد الدم بسبب الحيض الشديد أو النزيف الداخلي، وتختلف أعراض النقص اعتماداً على حِدّته، وسرعة تطوّر فقر الدم، وعُمر المُصاب، وحالته الصحية، ويُمكن أن يُسبّب فقر الدم الحادّ أعراضاً كضيق النَّفَس، والإعياء، وآلامٍ في الصّدر، وبالرغم من أنّ تساقط الشَعر قد لا يُعدّ من ضمن أعراضه المعتادة؛ إلا أنّ بعض الأشخاص المصابين بنقص الحديد يعانون أيضاً من تساقط الشَعر.

 

نقص الحديد والشعر

يفقد الإنسان الطبيعي ما يتراوح بين 50 إلى 100 شعرة من رأسه يومياً، ولتساقط الشعر أسبابٌ عديدةٌ غير نمط التساقط أو الصلع للذكور فهو يُمكن أن يحدث للكبار والصغار من كلا الجنسين، وقد يكون بسبب نقص المواد الغذائية، وفي حال كانت كمية الشعر المفقودة تفوق الكمية الطبيعية أو تتساقط على شكل مجموعات فإنّ ذلك قد يعني وجود نقص في الحديد، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأطباء لم يحددوا سبب ارتباط تساقط الشعر بنقص مخزون الحديد، ولكن بناءً على بعض الدراسات فقد تبيّن أنّ خلايا بُصيلات الشعر يُمكن أن تكون حسّاسةً لنقص مستويات الحديد في الجسم مما قد يمنع نموّ الخلايا الجديدة بفعالية؛ حيث يُعدّ الحديد مكوّناً أساسيّاً في إنزيم مُخْتَزَلَةُ الرِّيبونوكليوتيد (بالإنجليزية: Ribonucleotide reductase)؛ الذي يساعد على نموّ الخلايا، إضافة لتقليل كمّية الهيموغلوبين في الدم وهو البروتين الذي ينقل الأكسجين عبر الجسم لأهميته في نموّ الخلايا وترميمها كالخلايا التي تُحفِّز نموّ الشعر، وعند نقصه فإنّ الجسم يوجّه كمّية الأكسجين المحدودة إلى الوظائف الأكثر أهمية كالأعضاء وأنسجة الجسم الأخرى مما يؤدي لضعف الشعر وجفافه.


ويمكن أن يشبه تساقط الشعر الناتج عن نقص الحديد نمط تساقط الشعر التقليدي عند الذكور والإناث، حيث يشير نمط تساقط الشعر عند الإناث إلى ترقّق الشعر في الجزء الأوسط من فروة الرأس، بالإضافة إلى احتمالية ترقّق أو انحسار الشعر على طول خط الشعر في الجبين أو مقدمة الرأس، ولكن حتى الآن لم تؤكد الدراسات هذه العلاقة بين فقر الدم الناتج عن نقص الحديد وتساقط الشعر، إلا أنّ بعض الدراسات بيّنت وجود علاقة بين فقر الدم الناتج عن نقص الحديد وما يُسمّى بتساقط الشعر الكربيّ (بالإنجليزية: Telogen effluvium) المزمن؛ وهو نوعٌ من أنواع تساقط الشعر يمكن أن يحدث بعد زيادة الحمى، أو المرض الشديد، أو بسبب بعض الأدوية، أو بعض الحالات الصحية كمرض الدرقية، ولكن بالنسبة لنقص الحديد الذي لم يصل لمرحلة فقر الدم فإنّ هذا الأمر خلافيٌّ ولا تُظهر جميع الدراسات علاقة بينه وبين تساقط الشعر، في حين لاحظ أحد الباحثين في المجال أنّه مهما كان سبب تساقط الشعر في الرجال والنساء فإنّ نقص الحديد في الدم يزيد الأمر سوءاً، وبالنسبة للأشخاص المعرضين لتساقط الشعر بشكل وراثيّ فإن نقص الحديد يمكن أن يُسرّع حدوث العملية.

 

علاج نقص الحديد وتساقط الشعر

لحُسن الحظ فإنّ تساقط الشعر الناتجِ عن نقص الحديد قد لا يُسبّب ندبة في بُصيلات الشعر، مما يعني إمكانية نموّ الشعر ثانيةً، وعدم ضررها بشكل حادّ، وفي حالة كان نقص الحديد هو سبب التساقط فإن زيادة مخزون الجسم من الحديد يُمكن أن يُحسِّن نمو الشعر، كما يُمكن أن يُخفّف أيَّ أعراضٍ أخرى نتجت عن النقص، وقد يوصي الطبيب باستهلاك المُكمِّلات الغذائية للحديد وذلك في حال ملاحظة انخفاض مستوياته بعد إجراء فحص الفيريتين في الدم، وعلى الرغم من عدم وجود دراسات كافية توصي بتناول مكمّلات الحديد لكلّ المرضى الذين يعانون من تساقط الشعر نتيجة نقص الحديد دون الإصابة بفقر الدم إلا أنّ استهلاكها يعتمد على الحالة، ولا يُعدّ استهلاك الحديد الحلَّ الأمثلَ للصلع لكنّه يُمكن أن يساعد على نموّ الشعر.


وهناك العديد من المصادر الغذائية الغنيّة بالحديد التي تساعد على الوقاية من تساقط الشعر في حالة المعاناة من نقص الحديد، ومن هذه المصادر: لحوم الأعضاء، والمحار، والحبوب المدعّمة بالحديد، ويُوصى تناول حصتين من اللحوم الحمراء أسبوعياً حيث تُمثِّل كلّ حصة منهما قرابة الـ 113 غراماً ويُعدّ ذلك كافياً للحفاظ على المستوى الصحّيّ من الحديد، أمّا بالنسبة للنباتيين فإنّ الفول، والسبانخ، والورقيّات الخضراء تُعدّ مصادرَ نباتيةً جيدةً للحديد، ولكن يجدر التنويه إلى أنّ الحديد من هذه المصادر لا يُمتصّ بشكل كامل، ولكنّ فيتامين ج يُساعد على زيادة فعالية امتصاصه، وبالتالي فإنّ زيادة تناول المصادر الغنية به يمكن أن يساعد على الوقاية من تساقط الشعر أيضاً، ومن هذه المصادر: البرتقال، والفراولة، والبطيخ بأنواعه، إضافة إلى البروكلي، والطماطم.

 

شارك المقالة:
70 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook