هورمون النمو (Growth hormone) هو هورمون يتم افرازه من الغدة النخامية (Pituitary gland) والتي تقع عميقا في داخل المخ، نتيجة تلقي هذه الغدة الإشارات من غدة أخرى في الدماغ، والتي تدعى الهيبوثالاموس (hypothalamus).
لهرمون النمو دور كبير في تنظيم نمو الأطفال وتنظيم عملية الأيض (Metabolism) في الأطفال والبالغين. كذلك فان هرمون النمو مسؤول عن افراز هرمونات أخرى كعامل النمو 1- شبيه الانسولين (insulin-like growth factor 1- IGF1) والذي يتم انتاجه في الكبد، ويعتبر ضروري جدا لنمو الاطفال. في حالات نقص هرمون النمو، فان مستوى هرمون النمو في الدم يكون منخفضا، ونتيجة لذلك فان مستوى عامل النمو 1- شبيه الانسولين يكون منخفضا أيضا، ما يؤدي الى تأخير أو توقف في نمو الأطفال، وضعف العضلات وتراكم الدهون في البالغين.
ليست هناك أسباب واضحة لظهور نقص هرمون النمو، ويعتبر السبب في أغلب الأحيان مجهولاً. أما في الحالات التي يكون فيها هناك سبب لظهور نقص هرمون النمو، فتنقسم الأسباب الى:
والتي قد تظهر منذ الولادة، او عدة سنين بعد الولادة وتعتبر أكثر شيوعاً. هذه الأسباب تشمل:
والتي تعتبر أقل شيوعاً. وهي أسباب تظهر نتيجة محفز معين، مثل:
تختلف أعراض نقص هرمون النمو بين الأطفال والبالغين، حيث أن لكل مرحلة أعراضها الخاصة.
أول وأهم أعراض نقص هرمون النمو ظهوراً، هو التأخر أو التوقف عن النمو والذي يكون بارزاً بشدة عند الأطفال، حيث يبدأ بالظهور في جيل سنتين الى ثلاث سنوات. يقوم طبيب الأطفال عادة برسم منحنى نمو الطفل على الرسم البياني للنمو، وحين يميل هذا المنحنى الى ان يكون مسطحاً، يشك الطبيب بنقص هرمون النمو. ويصبح الأمر أكثر وضوحا وملاحظة حين يبدأ الأطفال بالذهاب الى الحضانة أو الروضة، حيث يمكن ملاحظة فرق الطول بينهم وبين زملائهم.
على الرغم من التأخر في النمو، الا أن الأطفال المصابين بنقص هرمون النمو، ينمون بتناسب وتلائم بين طول الأذرع والأرجل ونمو الصدر والبطن، وقد تبدو وجهوهم أصغر من عمرهم البيولوجي. عادة ما يكون هؤلاء الأطفال ممتلئين نسبة لقرنائهم الذين لا يعانون من نقص هرمون النمو، وذلك لأن هرمون النمو يؤثر على تخزين الدهون في الجسم.
بالإضافة الى ذلك، فان هؤلاء الاطفال يعانون من تأخير في تطور الأسنان والنضوج الجنسي.
كما في كل حالة طبية فان تشخيص نقص هرمون النمو يعتمد على بعض العوامل والمعايير. وقد تختلف المعايير بين دولة واخرى الا انها تتشابه بالعوامل.
يقوم أطباء الأطفال باستخدام رسومات النمو البيانية لتسجيل بيانات الطول، الوزن ومحيط الرأس لمراقبة ومتابعة مسار نمو الطفل ولمقارنتها لبيانات أطفال اخرين من نفس العمر.
هذا الرسم البياني سيساعد الطبيب على تشخيص الحالة الطبية، في حال لاحظ أن الرسم البياني ينحرف عن مساره الطبيعي والسليم.
يشمل الرسم البياني المعطيات التالية:
ابتداء من سن الثانية، يمكن حسب كتلة جسم الطفل (BMI) بناء على طوله ووزنه. بواسطة مقياس كتلة الجسم يمكن تقدير نسبة الدهون في جسم الطفل.
قد يقلق بعض الأهالي كثيراً عندما يعلمون أن رسم النمو البياني لأطفالهم غير ملائم لرسم النمو البياني للأطفال في سنهم وجنسهم.
نقدم اليكم بعض الحقائق التي ستخفف من قلقكم وستساعدكم على فهم هذا الاختلاف:
فيما يلي بعض التغييرات في منحنى رسم النمو البياني التي ستقلق الطبيب المختص:
انحراف منحنى رسم النمو البياني عن مساره الطبيعي ما هو الا اشاره بأن هناك مشكلة محتملة في نمو الطفل، ولا يعني بالضرورة بأن الطفل يعاني من مشكلة في نموه. الطبيب وحده يستطيع أن يحدد فيما اذا كانت هناك مشكلة حقيقية أو أن الطفل ببساطة بحاجة الى مراقبة نموه بحذر.
كلما كان تشخيص الحالة مبكرا أكثر، كلما كان العلاج أبكر، كلما كانت فرصة الطفل أكبر لينمو تقريبا كأبناء جيله وليصل قدر الامكان للطول المتوقع له. وفق المكتبة الطبية الأميركية، فان العديد من الأطفال المصابين بنقص هرمون النمو ويتلقون العلاج بالإبر، يطولون حوالي 10 سم تقريبا في السنة الاولى من العلاج و7.6 سم في السنة الثانية والثالثة للعلاج. اما بعد ذلك فان وتيرة التقدم في الطول تصبح أبطئ.
ان نقص هرمون النمو قد يكون مصاحبا بنقص هرمونات أخرى، مثل:
يهدف علاج نقص هرمون النمو الى اعادة الطفل الى منحنى نموه الطبيعي والملائم لجيله، كي يستطيع أن يصل الى معدل طوله المتوقع، مع الأخذ بالحسبان طول كل من والديه وعوامل خارجية أخرى.
من المهم التنويه أن الأطفال الذين لا يتلقون العلاج، يعانون من قصر القامة وتأخر البلوغ.
عادة ما يتم علاج ومتابعة حالات نقص هرمون النمو بواسطة طبيب أطفال مختص بأمراض الغدد (Pediatric Endocrinologist). أما علاج نقص هرمون النمو هو استبدال الهرمون الناقص بآخر شبيه لع من صنع بشري (Recombinant Human Growth Hormone)، والذي يعطى بواسطة ابر تحت الجلد.
يقوم الطبيب بحساب الجرعة الأولية المناسبة لكل طفل بحسب وزنه، ومن ثم يتم حساب الجرعة بحسب استجابة الطفل وبلوغه. يتم عادة ارشاد الوالدين لكيفية اعطاء الابر، حيث يمكن حقن الابر في الأيادي، الأرجل، الأرداف والبطن.
تختلف فترة علاج نقص هرمون النمو من طفل الى اخر بحسب استجابته للعلاج وبحسب بلوغه، لكن عادة ما يستمر العلاج حتى اكتمال بلوغ الطفل.
لا يوجد هناك الكثير من الاثار الجانبية لهذه الحقن، كذلك فبحسب المؤسسة الاميركية لأمراض الاطفال الهرمونية (Pediatric Endocrine Society)، عدد قليل جدا من الاطفال اشتكوا من اثار جانبية للعلاج. اما الاثار الجانبية لهذا العلاج، فهي:
ولتجنب الندوب الناتجة عن الحقن، ينصح بحقن الابر في مناطق مختلفة
لا يوجد هناك أدلة واضحة على مساعدة الأعشاب في علاج نقص هرمون النمو، ولكن الكثير من المصابين بنقص هرمون النمو الذين جربوا هذه الأعشاب، أشاروا بتأثير ايجابي واضح. أكثر هذه الأعشاب استعمالاً: