نم حبيبي محمد قرير العين فالكل يدعو لك بالخير

الكاتب: المدير -
نم حبيبي محمد قرير العين فالكل يدعو لك بالخير
"نَم حبيبي محمد قرير العين فالكل يدعو لك بالخير




بداخلي رفضٌ تام لكلِّ شيءٍ اسمه حزنٌ، إلا أنني أَستسلم له في أول هَبَّةِ نسيمٍ تذكِّرني بالأحبة الذين رحلوا.

 

تناقُض عجيبٌ يطرَحه الحزنُ على قلبي حينما يَغلبني وأَعجِز تمامًا عن إبعاده عني، أرفع راية الفاشل الذي يقول:

كرِهت الدنيا كلَّها، ثم أتنسَّم رحمات الله، فتوقِظ بداخلي إيماني برحمة الرحمن الرحيم، وأهمس مبتسمة:

الحمد لله الذي أنعَم عليَّ بالحياة..

 

الحياةُ والموت عملةٌ واحدة بوجهين، وجهٌ يُرينا الحياة الدنيا ووجه يرينا الدار الآخرة، لكن الشيء الذي نغفل عنه هو تفسير هذه الكلمة العظيمة التي إذا علمنا ما فيها من التسليم لرب العالمين، ارتاحت قلوبنا من الألم وسلَّمت الأمر كله لله.

 

حينما يفارق حبيبٌ من أحبتنا الحياة نقول بشرود وبدون وعي منا:

إنا لله وإنا إليه راجعون، ممتثلين لأمر الله سبحانه الذي قال: ? وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ? [البقرة: 155 - 157].

 

لكنه سبحانه وتعالى يريدها أن تصل إلى شغاف القلب، فيهتدي أنه وإن كان ما زال ينبض فهو لله وراجع إليه.

 

فعليه أن يضع هذه الحقيقة التي يعزِّزها هذا الجسد المسجَّى الذي نجهزه إلى الانتقال إلى مرحلة أخرى - مرحلة البرزخ - إلى أجلٍ الله يعلمهُ ويعلم متى يقوم إلى رب العالمين، فعلى هذا القلب أن ينبض دائمًا وأبدًا، متنسمًا رحمات الله بدون يأس ولا قنوط، وأن يجدد إيمانه بالله، وأن تغمره السكينة والطمأنينة بتوحيده لله، محبةً ورجاءً، وخوفًا منه يعدِّلُ به سلوكه متى انحرف، ونسِي وظيفته الحقيقية في هذا الحياة الدنيا الفانية.

 

مات أخي محمد رحمه الله، ومات قبله أبي حبيبي البشير جعل ربي مثواهما الجنة، وكل أموات المسلمين، وماذا تركا خلفهما؟ ترَكَا بصمات خير، الكل يقول رحمهما الله وغفر لهما، نعم الرجلان أحسبهما كذلك والله حسيبهما، وما زلت إلى أن أموت أدعو الله لهما لبرهما بإنسانة معاقة مريضة مثلي، فعليَّ وعلى كل مسلم أن يسعى أن يترك وراءه سيرة طيبة عطرة تخلد ذكره إن غيَّبه الثرى؛ حتى يقول الناس متى ذُكِرَ اسمه:

قَد مَاتَ قَومٌ وَمَا مَاتَت فَضَائِلُهُم
وَعَاشَ قَومٌ وَهُم فِي الناسِ أَموَاتُ

الإمام الشافعي.

 

فليس من العقل الاستغراق في الحزن الذي لا طائل منه، إنما من الحكمة أن نتدبَّر هذه الآية العظيمة: ? قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ? [البقرة: 156].

 

قولٌ يملأُ النفس ويُشبع جوعها إلى الطمأنينة والسكينة أننا تحت رحمة الله، سواء كنا أمواتًا أو أحياءً ما دمنا نرفع راية لا إله إلا الله، ونحن له وإليه راجعون، محيطة بنا رعايته، ويرانا ويسمعنا، وتغمرنا ألطافه الخفية أينما كنا، سواء دنيا أو آخرة..

 

هكذا يكون أثر (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) نافعًا لنا دنيا وآخرة، ففيه استسلام وخضوع لرب العالمين، ومن استسلم لله جل جلاله، فلينتظر الرحمات والبركات والخيرات منه سبحانه وتعالى،

 

أسأل الله أن يغفر لي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، وأن يجعل أحبابنا الذين غيَّبهم الموت وأموات المسلمين في جنات النعيم، وأن يُلحقنا بهم والله راضٍ عنَّا.


"
شارك المقالة:
29 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook