نموذج خطة دعوية

الكاتب: المدير -
نموذج خطة دعوية
"نموذج خطة دعوية




الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى صحبه وآلة ومن والاه، أما بعد:

سعيًا للارتقاء بأمَّتِنَا وتغيير واقعِها إلى الأفضل، خاصة في هذه الأزمان التي انتشرت فيها العقائد الباطلة، وتهاون كثيرٌ من الناس بالمحرمات، وانتشرت البدع والأخلاق السيئة، وفي ظل ما تواجهه الدعوة من عقبات؛ مثل: قلة الكوادر، وضَعف الخبرات، وقلة عدد الشخصيات القيادية القادرة على التخطيط والمتابعة، وتوظيف واستغلال جميع الطاقات.

 

نحتاج إلى أن نرتقي بعملنا الدعوي، وأن نعمل باحترافية، ولأننا أُمِرْنا بالإتقان والإحسان نحتاج إلى أربعة أمور مهمة:

1- تحديد الأهداف وَفق الأولويات والاحتياجات.

2- التخطيط الجيد: (خطط طويلة المدى، وقصيرة المدى).

3- التنفيذ الدقيق.

4- المتابعة المستمرة ومعالجة المشكلات والعقبات.

 

على أن يكون العمل في اتجاهين متوازيين: على المستوى العام (الأمة)، وعلى المستوى الخاص (الكوادر الدعوية).

 

أولًا: على مستوى الأمة:

الأهداف:

1- تصحيح العقائد والعبادات والمعاملات.

2- نشر أحكام الدين بين الناس.

3- ربط المسلمين بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسُنَّتِه.

4- ربط المسلمين بتاريخ السلف.

5– إيجاد نماذج صالحة في المجتمع الواحد من خلال التربية.

 

الخطة:

أرى أن ننطلق لنحقق هذه الأهداف الأولويات التي لا تقبل التغيير ولا التبديل، وهي الإستراتيجيات الكبرى التي لو تصفحنا الواقع، لوجدنا أن كل خلل حاصل في المجتمع إنما يعود إلى خللٍ ما في تطبيق هذه الأولويات في حياتنا.

 

ترتكز الخطة طويلة المدى على فكرة السلاسل؛ حيث يتم عمل سلاسل مختصرة، ويتم التحرك بها في المناطق المختلفة، وتوزَّع على المحافظات والمناطق.

 

التنفيذ: تدرس بمعدل درس أسبوعيًّا، ولتكن مدة السلسلة ثلاثة أشهر؛ أي: 12 درسًا.

 

هذه السلاسل تكون على هيئة دروس عامة، وليست دروسًا منهجية علمية، بل تتسم البساطة واليسر وتقليل المصطلحات العلمية ما أمكن.

 

يتم تقسيم المحافظة إلى ثلاث مناطق رئيسية الأولى تبدأ بها أول سلسلة في التوحيد، والثانية تبدأ في الاتباع، والثالثة في التزكية، بعد ثلاثة الأشهر يحصل تبديل للسلاسل بحيث بمرور 9 أشهر تكون المحافظة بجميع مناطقها قد تم تدريس أول سلسلة من كل نوع، ثم تبدأ السلسلة رقم 2 في التوحيد وفي الاتباع والتزكية، وبعد 9 أشهر تبدأ رقم 3 وهكذا يتم تبديل السلاسل، مع توزيع ذلك على باقي المحافظات.

 

فهي 18شهرًا، بخطة طويلة المدى، وكل 3 أشهر بخطة قصيرة المدى، تنشط الدعوة بإذن الله في المناطق من خلال هذه السلاسل.

 

وأقترح أن تكون السلاسل مكتوبة ومطبوعة للاستفادة منها في باقي المناطق مثل القرى والأرياف والمناطق النائية، وأن تتضمن عروض فيديو لو أمكن على الأقل في المناطق الرئيسية التي سنبدأ منها، وأن يحضرها مسؤولو ومسؤولات المساجد والدعاة والداعيات؛ حتى يستطيعوا تدريسها بعد ذلك ونشرها كدروس عامة.

 

المتابعة:

يتم متابعة تنفيذ هذه الخطط قصيرة المدى من قبل المسؤول أو المسؤولة عن المنطقة أو الحي أو المسجد، ومعالجة المعوقات أولًا بأول.

 

ثانيًا: على مستوى الكوادر الدعوية:

الأهداف:

1- إنشاء كوادر دعوية جديدة متميزة في كل المجالات.

 

2- تنمية مهارات الكوادر الموجودة بالفعل (دورات تدريبية في: تحضير الدروس - أساليب العرض والتأثير - إدارة المسجد...).

 

3- استغلال كافة الطاقات وتوظيفها في المكان المناسب.

 

4- التوسع الأفقي بزيادة عدد المساجد وفتح مناطق جديدة، وتنشيط الدعوة في المناطق الموجودة.

 

5- عقد اجتماعات دورية لمتابعة الإنجازات وحل المشكلات، وتنشيط الدعاة، وعمل حفل سنوي، وتكريم العاملين والعاملات في كافة المجالات الدعوية.

 

الخطة:

عمل دورات سريعة مكثفة الهدف منها صناعة كوادر دعوية يتم فيها تدريس المواد الشرعية، بالإضافة إلى القضايا الفكرية وقضايا المرأة، والقضايا المُلِحَّة على الساحة.

 

ويتم عمل اختبارات على أساسها يتم اختيار مجموعة من الكوادر، وتوزَّع على المساجد التي تحتاج.

 

إذا استطاع الداعية (الكادر الجديد) اجتياز اختبارات السنة الأولى، وأصبح قادرًا على إلقاء الكلمات، ويحفظ كمًّا من القرآن يؤهله أن يبدأ في المسجد بحلقة قرآن ودرس عام بسيط يبدأ التدريب في أحد المساجد العاملة تحت إشراف مسؤول المسجد، وذلك لإعداد هذا الكادر الجديد من الناحية العملية التطبيقية، كما تم إعداده من الناحية النظرية، وكذلك بالنسبة للداعيات من النساء.

 

التنفيذ:

يتم تدريس الدورات العلمية المكثفة في مناطق رئيسية؛ حتى نستطيع توفير عدة كوادر توزع على مساجد المنطقة.

 

المتابعة:

يتم متابعة الداعيات الجدد وكيفية عملهنَّ، والعقبات التي تواجه كل داعية ومحاولة حلِّها، ويتم النهوض بمستوى هؤلاء الكوادر عن طريق الدورات التدريبية كما سبق بيانه.

 

ملاحظة مهمة: بعض الإخوة والأخوات سيتم اكتشافهم من خلال الدورات ليس عندهم قدرة كبيرة على التحصيل العلمي، ولكن لديهم قدرة على العمل الاجتماعي، فيتم توجيههم لهذا الأمر، ومتابعتهم أيضًا، وذلك من خلال عمل اللجان الاجتماعية؛ مثل: لجان جمع الكوات وتوزيع الصدقات، وتقديم الخدمات.

 

أسأل الله عز وجل لنا جميعًا التوفيق والقبول، اللهم افتح لنا أبوابَ الدعوةِ إليكَ في كل مكان، اللهم مَكِّنْ لدينِك في الأرضِ وافتح له قلوبَ الناس.


"
شارك المقالة:
29 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook