مثلما تباينت الدراسات العلمية في تحديد بدء نشأة مملكة لحيان في دادان القديمة تباينت أيضًا آراء الدارسين وفرضياتهم حول سقوط مملكة لحيان، ويعود السبب في ذلك إلى أن الوثائق القديمة التي عثر عليها حتى الآن في المنطقة لم ترد فيها أي إشارات تتحدث عن موضوع انهيار تلك المملكة، فهناك من يرى أن سقوط مملكة لحيان كان على فترتين، وقد تبنى هذا الرأي فرنر كاسكل (Caskel) الذي يرى أن مملكة لحيان المبكرة سقطت على يد الأنباط فيما بين عامي 25 و 24 ق.م  ،  وفرضوا سيادتهم على المنطقة حتى قضى الرومان على مملكتهم في عام 106م، وحسب رأي كاسكل فقد ترتب على سقوط مملكة الأنباط فراغ سياسي في منطقة العلا أدى إلى قيام مملكة لحيان مرة أخرى، وهي ما يسميها (مملكة لحيان المتأخرة) التي استمرت تحكم المنطقة حتى نهايتها في عهد الملك اللحياني (فضج) نهاية عام 134م.

 

أما وينيت (Winnett) فلم يأخذ برأي فرنر كاسكل آنف الذكر، بل يرى أن سقوط مملكة لحيان كان متزامنًا مع بروز شخص يدعى مسعود على مسرح الأحداث التاريخية آنذاك، إذ اعتمد (وينيت) في تأريخه لنهاية مملكة لحيان على ثلاثة نقوش عثر عليها في منطقة العلا كتبت بخط نبطي يقول نصها: (مسعودو ملك لحيان)  ،  فقد أوحت له كتابة هذه النقوش بخط نبطي، وليس بخط لحياني، وكذلك تأريخه لشكل حروف النقوش الثلاثة بأنها تعود إلى مرحلة أشكال رسم الحروف الآرامية المتأخرة أو النبطية المبكرة، ما دفعه إلى القول إن مملكة لحيان انتهت في القرن الثاني قبل الميلاد  

 

ويلاحظ أن آراء الدارسين تتفق فيما بينها أن زوال مملكة لحيان كان على يد حكام مملكة الأنباط، ولكنها تتباين في التاريخ الزمني لسقوطها، وحيال ذلك فإن المرء حينما يعيد النظر في الأحداث التاريخية التي شهدتها المنطقة وتزايد نفوذ دولة الأنباط في الشمال   في نهاية القرن الثاني ومطلع القرن الأول قبل الميلاد، يبدو من المرجح أن منتصف القرن الأول قبل الميلاد شهد نهاية مملكة لحيان   وزوالها بعد حكم استمر قرابة خمسة قرون متتالية للمنطقة.