هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
 
مكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة مدة ثلاثة عشر عامًا في ظل صراع غير متكافئ مع الزعامة المكية، ثم انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة مهاجرًا إليها ومعه أصحابه المؤمنون ممن لم يحل بينهم وبين الهجرة، ويمثل هذا الانتقال النبوي إلى المدينة المنورة حدثًا بالغ الأهمية لا في تاريخ المدينة المنورة فحسب، بل سوف يرتبط بتاريخ الدعوة الإسلامية، وفي تاريخ الحجاز والجزيرة العربية بصفة عامة. لقد سبقت الهجرة مقدمات وخطوات هيأت المجال أمام الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأغلبهم من أهل مكة المكرمة - آنذاك - للانتقال إلى المدينة المنورة، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على ممثلي قبائل العرب والوافدين إلى مكة المكرمة في مواسم الحج والأسواق التي تقام خلال إقامة شعائره، ويأتي ذلك رغبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحصول على تأييد قوم لهم منعة، وقبل ذلك استجابتهم لدعوته. ولقد التقى صلى الله عليه وسلم ببعض من قدم من المدينة المنورة، ومنهم ستة نفر من الخزرج سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم وكلموه، ثم قالوا له: (إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم وعسى الله أن يجمعهم بك، فإن يجمعهم الله بك فلا رجل أعز منك)، ولما قدموا المدينة المنورة ذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا قومهم إلى الإسلام، فلم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي العام التالي التقى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عقبة منى بنفر من الأوس والخزرج وبايعوه في تلك العقبة، وعرفت تلك البيعة ببيعة العقبة الأولى، ولم تكن هذه البيعة كافية لأن يغادر الرسول مكة المكرمة معهم لكنه أرسل مع الأنصار مصعب بن عمير ليعلمهم القرآن ويفقههم في الدين، وبمعاونة من أسعد بن زرارة أسلم على يد مصعب بن عمير خلق كثير من الأوس والخزرج من أبرزهم سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، وبإسلام سعد بن معاذ أسلم بنو عبد الأشهل، وفي رواية أنها لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال مسلمون إلا دور محدودة  
 
وجاءت بيعة العقبة الثانية لتؤكد تغلغل الإسلام بين عرب المدينة المنورة، فيما عدا أحياء قليلة، ولتؤكد أيضًا تهيؤ عرب المدينة المنورة المسلمين من الأوس والخزرج - وسوف يحملون اسم الأنصار - لاستقبال النبي صلى الله عليه وسلم وحمايته والدفاع عنه حال وصوله إلى بلدتهم  .  وقد جرت هذه البيعة خلال موسم الحج من العام الثالث عشر للبعثة النبوية، وأحيطت بجو من السرية والكتمان عن قريش. وهكذا مهدت هذه اللقاءات والتطورات السبيل أمام هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقد أذن الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالانتقال إلى تلك البلدة المباركة، إلا من رأى رسول الله أن تتأخر هجرتهم كأبي بكر الصديق الذي طلب منه النبي صلى الله عليه وسلم لما تجهز مهاجرًا التريث ليصحب النبي بعد ذلك  . 
 
ومكث رسول الله في مكة المكرمة بعد الحج ما تبقى من ذي الحجة ومحرم وصفر ثم أذن الله له بالهجرة، في حين كانت قريش ساعية إلى عرقلة هجرة المسلمين، وفي المنتدى المكي الرئيس (دار الندوة) قرر زعماء مكة المكرمة التخلص من الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يهاجر بقتله؛ على أن يتولى ذلك مجموعة من شباب قريش موزعين على القبائل ليتفرق دمه فيها   لكن الله أنجى نبيه من كيد أولئك المنتدين لينتقل بعد ذلك إلى دار هجرته المدينة المنورة النبوية بصحبة أبي بكر الصديق، حيث اتجها أولاً إلى غار ثور فمكثا فيه ثلاث ليالٍ، ثم انطلقا نحو المدينة المنورة ومعهما دليل من بني الديل سار بهما عبر طريق الساحل وهو أبعد من طريق الجادة، وقد ذكر عدد من كتَّاب السير والمغازي الطريق الذي سلكه النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته حيث مر بعدة منازل حتى انتهى إلى قباء جنوب المدينة  . 
 
وكان الأنصار رضي الله عنهم ينتظرون قدومه منذ بلغهم مخرجه بتلهف بالغ، ويحدد ابن إسحاق تاريخ قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى قباء، دار بني عمرو بن عوف بيوم الاثنين 12 ربيع الأول   الموافق شهر أيلول 622م. قال ابن كثير هذا هو المشهور، أي قول ابن إسحاق، ومما توصل إليه ابن كثير أيضًا أن بين خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة ودخوله المدينة المنورة خمسة عشر يومًا  
 
شارك المقالة:
59 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook