يرتقي الإنسان في سلم الحضارة والقيم عندما تميزه الأخلاق والفضائل عن غيره من الناس، واستمد الناس خلال مراحل التاريخ المختلفة أخلاقهم من فطرتهم السوية، وجبلتهم الطاهرة التي جبلهم الله عليها، بينما اكتسب الإنسان أخلاقاً أخرى كثيرة نتيجة العلم والتعلم والإدراك لفائدة الأخلاق ونفعها للناس، كما جاءت الشرائع السماوية لتكمل الأخلاق التي يعرفها الناس، وتضيف عليها، وترتقي بها، وتضعها في مكانها الصحيح وفق منهجٍ واضح، وضوابط مدروسة محكمة تبعدها عن أهواء الناس وأمزجتهم المتقلبة التي قد تبيح ما لا يجوز من الأفعال، أو تحرم ما أباحه الله من الطيبات، فالأخلاق إذن هي محصلة ونتيجة للفطرة السوية، والاكتساب السليم للفضائل والقيم من الشرائع والحياة والتجارب.