هل الحذر الشديد في الأحكام الإسلامية سيبعد الناس عن الإسلام؟
الكاتب:
منى
-
هل الحذر الشديد في الأحكام الإسلامية سيبعد الناس عن الإسلام؟
إن الحذر مطلوب لكن التشدد مرفوض
إن الخطاب الإسلامي عانى في العقود الماضية سيطرة الفكر المتشدد التكفيري
الذي أرسل صورة معاكسة للأخلاق الإسلامية التي تدعوا للتسامح والحوار والإحسان إلى الناس ،
ومخاطبة الروح والعقل وإقامة الحجة على المخالفين بالحكمة والموعظة الحسنة
وإن إطلاق الأحكام القطعية في الأمور
الخلافية القابلة للإجتهاد أغلق باب الحوار
وأبعد الناس عن سماع الرساله الإنسانية
التي أوكلها الله سبحانه وتعالى
إلى عباده المؤمنين لينشروا مبادئها على الناس كافة ليخرجوهم من عبادة العباد
إلى عبادة رب العباد
ومن تقديس الصور
إلى تقديس المصور
ومن عذاب الدنيا
إلى نعيمها
إن الصورة النمطيةالتي تمثل الخطاب الديني والتي تحصر التدين في قوالب الحركات والكلمات وتهمل الجانب الروحي
في العبادة والغاية من العبادة
والوصول إلى صفاء التوجه
بدل التخبط في الإختلاف على قشور العبادات ،
نعم كل تلك الممارسات أبعدت الناس عن سماع الخطاب الديني لأنه تأخر عن معالجة المستجدات الكونية وتقوقع ضمن قوالب الأحكام الجاهزة ولم يتطور لإحياء باب الإجتهاد الذي لم يغلق يوما
إنما تأ خرنا نحن عن الأخذ بأدواته
فتركنا علم أسباب النزول وعلم الناسخ والمنسوخ وعلم العربية وعطلنا مبدأ
سد الذرائع وأهملنا القياس
وتراجعنا في دراسة العبر من التاريخ
فصرنا نكرر أخطاء الماضي
وأصبح الآخرون ينظرون إلينا بعين النقص بعد أن كنا قدوة الأمم
وكل ذلك لأننا لم نحسن قراءة القرآن الكريم قراءة تدبر ولم نتخذه دستورا ومنهاجا.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
العربية
