هل العادة السرية حرام

الكاتب: رامي -
هل العادة السرية حرام
محتويات المقال

هل العادة السرية حرام
حكم ممارسة العادة السرية ما بين التحريم والكراهة
حكم العادة السرية عند ابن عثيمين

يتساءل البعض هل العادة السرية حرام أم لا ؟، وذلك بعدما صرح الكثير من أخصائي العلاقات الزوجية بأنها من الأمور الصحية التي يُمكن أن يقوم بها الإنسان بدلاً من الوقوع في الزنا. ولاقت تلك التصريحات الكثير من الامتعاض، لتتحول العادة السرية إلى قضية خلافية، يرى فيها البعض أنها مُحرمة، وأن مرتكبها باغي، بينما يؤكد الجانب الآخر على أنها لا تتعدى حدود الكراهة، وأنها من الأفعال التي يُمكن القيام بها في حالة الضرورة. ولكن ما هو الرأي الراجح، الفصل في هذا الأمر، هذا ما ستُجيبكم عنه موسوعة بالتفصيل من خلال مقال اليوم، حيث ستعرض لكم الحكم بالتفصيل كما ذكره أشهر أئمة المذاهب الأربعة، فتابعونا.

هل العادة السرية حرام

على الرغم من أن ذكر حكم العادة السرية لم يرد في كتاب الله عز وجل ولا في سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، إلا أنه هناك العديد من الآيات والأحاديث النبوية التي يُمكننا الاستدلال من خلالها على الحكم، هذا إلى جانب ما ذكره لنا أئمة المذاهب الأربعة حيث:

قال تعالى في الآية الخامسة من سورة المؤمنون “الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ”، ومن هنا ظهر الاختلاف ما بين الفقهاء وأهل العلم على كونها من الأمور المباحة، المحرمة أم المكروهة.
حكم ممارسة العادة السرية ما بين التحريم والكراهة
فذهب كل من ابن القيم، وابن عباس، وكذلك الإمام أحمد بجواز العادة السرية في حالة إن خشي المسلم من الوقوع في الزنا، أي أنه يُمكنه القيام بها عند الضرورة وفي حالة زيادة الشهوة أكثر من الحد اللازم، وذلك لا يُمحي كراهتها فهي من الأمور المكروهة حتى ولو كان القيام بها للضرورة.
وفي هذا النحو ذكر ابن تيمية أن العادة السرية هي في الأصل من الأمور المحرمة، ولكنه تناول مجموعة من آراء الصحابة والتابعين التي تُفيد بجوازها في حالة الضرورة، وذلك حتى لا يقع المسلم في الزنا والعياذ بالله. وأضاف أنه بتلك الحالة إن كانت العادة السرية تُمارس دون ضرورة فإنها محرمة.
أما أصحاب المذهب الشافعي، والمالكية، وكذلك الشيعة فأفتوا بحرمانية العادة السرية، وقصروا تصريف الشهوة فيما دون الزوجة. وكان دليلهم في هذا قوله تعالى في الآية الثالثة والثلاثين من سورة النور ” وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ” وكذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء”.
حكم العادة السرية عند ابن عثيمين
بالنسبة لرأي الشيخ ابن عثيمين، فقال: “ومن أستمنى بيده بغير حاجة عُزِّر” وهذا القول يُعني أنه في حالة إن كان المسلم يخشى الوقوع في الزنا، فلا إثم عليه، ولكنها في موضع الكراهة، أو لأنه يرغب في تفريغ الشهوة، حتى لا يتعرض للضرر البدني الذي قد يُصيبه جراء كبتها.

وبعدما عرضنا عليكم كافة الأحكام الفقهية المتعلقة بممارسة العادة السرية، فسواء كانت من المحرمات، أو من بين الأمور المكروهة، فلابد من الابتعاد عنها، وتجنب الوقوع والاسترسال بها، حتى لا تؤثر بالضرر على البدن، أو تكون من المحرمات وتغرق صاحبها في الذنوب والآثام.

كما أنه يتوجب علينا التنويه بأن تلك الأحكام لا تقتصر على الرجل وحسب، بينما تُطبق على المرأة أيضًا، وعليها أن تستفتي قلبها، وتتخذ من تلك الفتاوى الأرجح. مع العلم أنه حتى لو كانت مكروهة، فلا يُفضل مسلم أن يقوم بفعل يبغضه الله تعالى ويكرهه، هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
شارك المقالة:
26 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook