المحتوى

هل الموسيقى حرام؟

الكاتب: منى -

هل الموسيقى حرام؟

هنالك كتاب للإمام الشوكاني اسمه "إبطال دعوى الإجماع في تحريم مطلق السماع" يشرح كون مسألة سماع الموسيقى مسألة خلافية لِكِلا الفريقين أدلة معتبرة, ولم يرجّح كفة الدليل لأي الفريقين على الرغم من أنّه لا يسمع الموسيقى, وفي ذلك عبرة في "الموضوعية" الواجبة في "البحث العلمي" فهو لم يحكّم هواه وإنما قاده الدليل..
وأمّا عن الحكم فيجب التنبّه لبعض الأمور المهمّة:
أنّ مسألة التحليل والتحريم في الميزان الفقهي متساوي, حيث تحريم شيء في أصله حلال لا يقل إثمًا عن تحليل شيء في أصله حرام حتّى ولو كان بدعوى "باب سد الذرائع".
"أنماط التدّين" السائدة جعلت من أدلة فريق المحرّمين أكثر انتشارا من أدّلة من قالوا بجواز الاستماع لها, فغُشي على البعض أنّ هذه الكثرة دليل على التحريم وهي ليست كذلك. كما أنّ هذه الأنماط خلقت مشكلة مع مفهومي "الجمال" و"اللهو" وجعلتهما سببًا في التحريم وهما ليسا كذلك.
حُكمها لدى المحرّمين أنها من صغائر الذنوب.
الحرام الواقع في الاقتتال بين المحرّمين والمحلّلين أشدّ إثما, وأضرّ واقعًا على المجتمع الإسلامي, حيث أنّها صغيرة مع وجود أدلة مُعتبرة تُنفي حق المحرّم في فرض فتواه على الآخر كما نشهده!
تنحصر أدلة المحرّمين "المعتبرة" على حديث المعازف في صحيح بخاري وتفسير بعض الصحابة بأن لهو الحديث الواردة في القرآن كانت في المعازف.
أمّا أدلة من قالو بجواز الاستماع فهي تنحصر بأن الأصل بالأشياء الإباحة ما لم يرد نصّا في التحريم, وأنّ الأدلة الواردة في التحريم ليست صريحة الدلالة أو تُوجب الاتّباع.
وآخر الأمر وإن أحببت أن تقرأ أكثر فلك أن تراجع كتاب القرضاوي "الإسلام والفن", ومقالين للأستاذ الشريف حاتم بن عارف العوني, فهذين من الفقهاء المعتبرين والأصوليين في زماننا هذا الذي فسد فيه مفهومي الدّين والتديّن..
 
 
شارك المقالة:
60 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook