هل تتسبب العطور بالصُّداع

الكاتب: وسام ونوس -
هل تتسبب العطور بالصُّداع

 

 

هل تتسبب العطور بالصُّداع

 

يُعَدُّ الصُّداع (بالإنجليزيّة: Headache) إحدى أكثر المشاكل الطبِّية شيوعاً، حيث يُصاب معظم الناس بالصُّداع في مرحلة ما من حياتهم، كما يُقدَّر أنَّ سبعة من كلِّ عشرة أشخاص يُعانون من الصُّداع لمرَّة واحدة على الأقلّ كلَّ عام، كما ذكرت مُنظَّمة الصحَّة العالميّة أنَّ ما يُقارب نصف البالغين في أنحاء العالم جميعهم سوف يُعانون من الصُّداع، ويُمكن أن يُؤثِّر الصُّداع في أيِّ شخص، بغضِّ النظر عن العُمر، والعِرق، والجنس، وقد يكون الصُّداع خفيفاً في بعض الأحيان، ولكن في كثير من الحالات يُمكن أن يُسبِّب الألم الشديد الذي يجعل من الصعب التركيز في العمل، أو الذهاب إلى المدرسة، وأداء الأنشطة اليوميّة الأخرى، ويُمكن أن يكون الصُّداع علامة على الضغط النفسي والعاطفي، أو يُمكن أن يكون ناتجاً عن مشاكل طبِّية، مثل: الصُّداع النصفي، أو ارتفاع ضغط الدم، أوالقلق، أو الاكتئاب، ويُمكن لمعظم الأشخاص الذين يُعانون من الصُّداع أن يشعروا بتحسُّن كبير عن طريق إجراء تغييرات في نمط الحياة، وتعلُّم طرق الاسترخاء، وأحياناً عن طريق تناول الأدوية.

 

العطور والصُّداع

قد يُصاب بعض الأشخاص بما يُعرَف بحساسيّة العطور، والذي يُمكن أن يكتشف من خلال بعض الأعراض والعلامات الجسديّة التي قد تظهر بعد استخدامه لعطر جديد، مثل: الصُّداع، وتختلف هذه الأعراض والعلامات في شِدَّتها، فقد تكون خفيفة، مثل: العطس، وسيلان الأنف، وتدميع العين، وقد تصل إلى الصُّداع، وعدم القدرة على التركيز، والدوخة، ومشاكل في الجهاز التنفُّسي، مثل: الصفير، وضيق النفس، كما يُمكن حدوث أعراض جلديّة، مثل: الحكَّة، وظهور الطفح الجلدي، وتظهر هذه الحساسيّة بشكل متزايد غالباً نتيجة الاستخدام المتزايد للعطور في الوقت الحالي.

 

أنواع الصُّداع

هناك العديد من الأنواع المختلفة للصُّداع، وفيما يأتي ذكر بعض منها:

  • صُداع التوتُّر: وهو أكثر أنواع الصُّداع شيوعاً، وغالباً ما يحدث عند النساء فوق سنِّ 20 عاماً، وتتضمَّن أعراض هذا الصُّداع الألم، كشعور ربط الرأس برباط مشدود، ويحدث هذا نتيجة عِدَّة عوامل، منها: الوضعيّة الخاطئة للجسم، والضغط النفسي، ممَّا يُسبِّب شدّاً في عضلات الرقبة، وعادة ما يستمرُّ صُّداع التوتُّر لعِدَّة دقائق فقط، ولكن في بعض الحالات قد يستمرُّ لعِدَّة أيّام.
  • الصُّداع الناتج عن ارتفاع ضغط الدم: ويحدث نتيجة ارتفاع ضغط الدم الشديد، حيث يصل ضغط الدم الانقباضي إلى ما يزيد عن 200، والانبساطي عن 110، وتتضمَّن أعراض هذا النوع من الصُّداع الشعور بألم شديد محيط بكامل الرأس، ويكون أكثر حِدَّة في الصباح الباكر، ويبدأ بالتحسُّن خلال اليوم، ويتمّ علاجه باستخدام أدوية ارتفاع ضغط الدم المناسبة، والانتظام عليها للوقاية من نوبات صُداع لاحقة.
  • الصُّداع النصفي: وهو الصُّداع الشديد الذي يُمكن أن يُسبِّب ألماً نبضيّاً شديداً، وعادة ما يكون على جانب واحد من الرأس، وتوجد عِدَّة أنواع مختلفة من الصُّداع النصفي، ومن ذلك ما يأتي:
    • الصُّداع النصفي المزمن، والذي يحدث 15 يوماً أو أكثر في الشهر الواحد.
    • الصُّداع النصفي الفالجي، وهو أحد انواع الصُّداع النصفي الذي تتشابه أعراضه مع أعراض السكتة الدماغيّة، إذ أنَّه قد يُعاني المُصاب به من الغثيان، واضطرابات في الرؤية، والدوخة.
  • الصُّداع المرافق للحيض: وينتج عنه ألم مشابه لألم الصُّداع النصفي، ويحدث هذا قبل أو بعد الحيض، أو في منتصف الدورة الشهريّة؛ أي وقت الإباضة؛ ويحدث ذلك نتيجة التغييرات الهرمونيّة، ويُمكن الوقاية منه باستخدام بعض الأدوية، مثل: حاصيرات بيتا، ومُضادَّات الاختلاج، وحاصرات الكالسيوم، ومُضادَّات الالتهاب غير الستيرويديّة، وفي حال حدوثه يُمكن علاجه في بداية ظهور الأعراض، وذلك باستخدام بعض الأدوية، مثل: الإرغوتامين.

 

طلب الرعاية الطبِّية

غالباً ما يكون الصُّداع ناتجاً عن مشاكل غير خطيرة، ولكن في بعض الحالات يُمكن أن يكون الصُّداع عرضاً يُشير إلى حالة مرضيّة خطيرة، كالسكتة الدماغيّة، والتهاب السحايا، أو التهاب الدماغ، ولهذا يجب طلب الرعاية الطبِّية الفوريّة في حال كان الشخص يُعاني من ما يأتي:

  • التعرُّض لصُداع يُمكن وصفه بأنَّه الأسوأ على الإطلاق، حتى لو كان الشخص يُعاني من الصُّداع بشكل منتظم.
  • الصُّداع المفاجئ، أو العنيف جدّاً.
  • الصُّداع الذي يترافق مع اضطراب في النطق، أو تغيير في الرؤية، أو مشاكل في تحريك الذراعين، أو الساقين، أو المشي، أو فقدان الذاكرة، أو الخدر، أو الضعف في جانب واحد من الجسم.
  • ارتباط الصُّداع بمشاكل في الرؤية، أو الألم أثناء المضغ، أو فقدان الوزن.
  • زيادة حِدَّة الصُّداع على مدار 24 ساعة.
  • ترافق الصُّداع مع الحُمَّى، وتصلُّب الرقبة، والغثيان، والتقيُّؤ.
  • حدوث الصُّداع نتيجة إصابة في الرأس.
  • الصُّداع الشديد في منطقة عين واحدة، مع احمرار في تلك العين.
  • ظهور الصُّداع كمشكلة جديدة، خاصَّة إذا كان المريض أكبر من 50 عاماً.
  • وجود تاريخ من السرطان، أو مشاكل في الجهاز المناعي، مثل: فيروس نقص المناعة البشريّة.
  • مراجعة الطبيب إن كان الشخص يُعاني من الصُّداع الذي يتكرَّر أكثر من المعتاد، ويُصبح أكثر شِدَّة، أو يتفاقم، أو لا يتحسَّن بعد استعمال المُسكِّنات، أو يمنع المريض من العمل، أو النوم، أو غيرها من النشاطات.

 

علاج الصُّداع

يُعتبَر من المهمِّ جدّاً مراعاة أنَّ بعض أنواع أو حالات الصُّداع قد تحتاج إلى استشارة الطبيب، ولكن في معظم الحالات قد يتمّ علاج الصُّداع من خلال اتِّباع بعض التعليمات البسيطة، والتي تتضمَّن ما يأتي:

  • التقليل من الضغط والتوتُّر النفسي والعاطفي.
  • تدليك العضلات في الجزء الخلفي من الرقبة.
  • استخدام الكمَّادات الدافئة على الرقبة.
  • الاستخدام الصحيح لمُسكِّنات الألم التي تُصرَف دون وصفة طبِّية.
  • النوم، والحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة، إذ يُساعد ذلك على تخفيف الألم بالنسبة للمرضى الذين يُعانون من الصُّداع النصفي، بالإضافة إلى اتِّباع خطَّة علاجيّة تتضمَّن أدوية للصُّداع، وأدوية أخرى لعلاج الغثيان والتقيُّؤ.

 

شارك المقالة:
82 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook