طلب العلم والدراسة فريضة على كل مسلم ، ودراسة القانون والمحاماة مثلها كمثل غيرها من العلوم المباحة .

وعليه : فليست المهنة محرَّمة لذاتها ؛ لأنه ليس فيها حكم بغير ما أنزل الله ، بل هي وكالة وإنابة في الخصومة ، وهي من الوكالات الجائزة .

- ولكن على المحامي أن يتقي الله في عمله ويقوم بالتحري والتثبت من القضية قبل الخصومة عنها ، فإن كانت الدعوى حقّاً مسلوباً عن صاحبها وظلماً واقعاً عليه : جاز له التخاصم عنه وإرجاع الحق له ، ورفع الظلم ، وهو من باب التعاون على البر والتقوى ، وإن كانت القضية فيها سلب حقوق الناس والتعدي عليهم : فلا يجوز له المرافعة عنه ولا قبول وكالته ؛ لأنه يكون من باب التعاون على الإثم والعدوان ، وقد توعد الله تعالى المتعاونين على هذا بالإثم والعقوبة ، فقال تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/2 . 

- وهناك كثير من المحامين الذين دافعوا عن المظلومين وأعادوا لهم حقوقهم ، فكانوا بمهنتهم ملاذاً للمظلومين وخلاصاً لهم ممن ظلمهم ، فلهم الأجر الكبير في عملهم هذا إذا خلصت النية لله تعالى ، ومساعدة الناس .