المحتوى

هل سيكون تغير جذري في العالم بعد خروج فيروس كورونا؟

الكاتب: يزن النابلسي -

هل سيكون تغير جذري في العالم بعد خروج فيروس كورونا؟

 

كلي أمل أن يكون هناك تغيير جذري في العالم لكن نحو الأفضل..
 أظهرت كورونا العديد من الثغرات في نظام حوكمة الدول، كما أبرزت نقاط القوة والضعف التي تتعلق برعاية الانسان وترتيب ذلك في سلم اولويات الدولة.. فالكثير من الدول الأوروبية وأمريكا بالرغم من مكانتها العظيمة بين دول العالم إلا انها لم تستطع السيطرة على الوباء، في حين أن الكثير من دول آسيا وبعضها محدود الموارد قد أبدى سيطرة أكبر على الوضع الوبائي.. 
 كما ان الخلافات او التعاون بين الدول قد ظهر على السطح وبات اكثر وضوحاً من السابق..
 
 وبناءً على ذلك؛ هناك العديد من السيناريوهات المتوقعة في ذلك؛ البعض يقول أن هناك تغيير سيحدث لكن لن يكون جذري.. وستعود الامور كما كانت عليه مسبقاً مع اختلاف بعض العادات التي تتعلق بالأمور التي استجدت في كورونا مثل التسوق اونلاين والعمل عن بعد وبعض عادات التعقيم والتباعد الاجتماعي في الأماكن العامة  ، بالإضافة الى إعطاء القطاع الصحي اهتمام اكبر.. والبدء باتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة الاقتصاد الهش الذي يواجه العالم اجمع..
والبعض يرى أن كورونا ستحدث تغييراً جذري يعتمد على طريقة استجابة الدول لفيروس كورونا.. والتغيير إما سيكون إيجابي أو سلبي على المستوى الداخلي او الخارجي..
على المستوى الخارجي، هناك توجه عند الدول بعد الاغلاقات التي حدثت بين الدول الى تقليل العولمة والتوجه نحو السياحة الداخلية والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي بل وان العديد من الدول الآن تتوجه نحو إعادة مصانعها الى دولة الشركة الأم..
أما عن العلاقات الدولية فإما ان تشوبها الهمجية والاحتكار خصوصاً مع شح الموارد والكوادر الطبية.. وإما ان تنحى منحى التعاون وتبادل الخبرات والموارد والتوحد من اجل القضاء على الوباء!
أما داخلياً فقد وجدنا تدخل الحكومة الكبير من اجل السيطرة على الوباء، وتمثل ذلك في عدة جوانب مثلاً فرض الحظر والاغلاق وتقييد الحريات في الحركة والتنقل والعمل وغيرها من مظاهر الحياة الاعتيادية.. وهذا بدوره فعلاً قد سيطر على الوضع الوبائي إلا أنه قد يؤدي الى تقليص الديمقراطية وتقويض الاصلاح السياسي في بعض الدول وكذلك التوجه نحو بعض مظاهر الاشتراكية.
 
لكن برأيي، أن التغيير المنشود في هذه المرحلة والذي قد يحول كورونا من نقمة إلى نعمة هو العودة الى القيم الإنسانية وعلى رأسها احترام الذات والاهتمام بكافة الموارد والإجراءات التي من شأنها حماية الانسان والحفاظ عليه اكثر من الجوانب الأخرى كالتسلح والرأسمالية والسيطرة على العالم وغيرها من قيم فشلت في التصدي لهذا الفيروس غير المرئي..
ومن التغيير المنشود ايضاً في العالم هو سيادة قيمة التعاون بين الدول التي قد تبدأ من الآن في مواجهة فيروس كورونا والبحث عن أسبابه للتصدي لها، وقد يستمر لغيرها من ظواهر من شأنها ان تودي بحياة الانسان كتغير المناخ والتلوث وغيرها من قضايا ستؤثر على الإنسانية جمعاء.. وتحتاج الى الوعي والتعاون واتخاذ التدابير بشكل موحد بين دول العالم.
 
شارك المقالة:
37 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook