المحتوى

هل عقل الإنسان يعطي إشارة ليشعر بالقبول اتجاه شخص آخر ام أنها هبة من الله ؟

الكاتب: يزن النابلسي -

هل عقل الإنسان يعطي إشارة ليشعر بالقبول اتجاه شخص آخر ام أنها هبة من الله ؟

 

الشعور الداخلي الذي ينتابنا تجاه أشخاص آخرين بدون أسباب ومبررات واضحة كالقبول والنفور والخوف وغيرها يسمى بالحدس، وتعددت النظريات التي فسرت الحدس وماهيته، فمنهم من صنفه على أنه أمر مكتسب يتم تعلمه من تجارب سابقة، ومنهم من يرى أنه فطري مثله كمثل الحواس الخمسة يولد به الإنسان، وعلى اختلافها إلا أنها جميعها تحتمل الصواب والخطأ كون الحدس ليس بالشيء المحسوس القابل للقياس وليس له سلوكات واضحة مرتبطة به يمكن تعريفه من خلالها، سأستعرض لك بعض الوجهات التي تناولت الحدس وفسرته ولك أن تتبنى منها ما تشعر أنه أقرب لمعتقداتك وأكثر إقناعاً:
 
1. ألبرت آينشتاين: يصف آينشتاين الحدس بأنه -واقتبس- "الحدس ليس إلا نتاج تجربة ثقافية باكرة"، ويقصد به أنه الحدس هو قدرة تنمو بعد مرور الفرد بتجارب متعددة، فيقوم بإسقاط مشاعره وخبراته من تجارب سابقة مشابهة للموقف الحالي تلقائياً وبدون تفكير معمق، فقد تشعر بالراحة والقبول لفرد فوراً وتأخذ حذرك من آخر دون أن يكون لك معرفة سابقة بكليهما لكنهما كانا المحرك لتجارب سابقوا قاموا بتذكيرك بها.
 
2. سيجموند فرويد: رائد المدرسة التحليلية وأول من ابتكر مصطلح العقل الباطن واللاواعي يرجع الحدس إلى أنه طريقة العقل الباطن في تحذيرك من أمر لا تدركه بعقلك الواعي، ويفسر وجهة النظر هذه بأن اللاشعور هي مخزن للمكبوتات ويدرك ما لا يدركه العقل الواعي وأن السبب وراء هذا الشعور موجود لكن لم يدركه الإنسان بعد.
 
3. أفلاطون: وهو من أوائل من تطقو إلى مصطلح الحدث لكن نظرته الفلسفية أثرت في مفهومها فكونه كان يؤمن بتعدد العوالم بين الوجود واللاوجود قام بتفسير الحدس على أنه معرفة مسبقة الوجود تكمن في روح الأبدية وهي أمر يثبت الآن أنه ينافي الواقع الحق والمنطق.
 
4. المنظور الإسلامي: روى الترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقُوا فِرَاسَةَ المُؤْمِنِ، فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللهِ» صدق الرسول الكريم، ومن هنا يتبين لنا أن الحدس هو نور وتوفيق من الله يلقيه في قلب المؤمن، وهي الرعاية الإلهية لعباده.
 
على تعدد التفسيرات ووجهات النظر العلمية والروحانية والفلسفية إلا أنني من الأشخاص الذي يثقون جداً بالحدس وأظن أنه من المهم أن يأخذ الشخص مشاعره تجاه شخص أو أمر بعين الاعتبار، فشعورك بالقبول نحو شخص ما بدون أسباب واضحة وشعورك بالنفور من الأمور التي لا أستطيع تجاهلها وعلى جميع الأحوال الحرص والتأني وإن لم يجلبا منفعة لن يجلبا الضرر.
 
شارك المقالة:
17 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook