هل نقص فيتامين د يسبب صداع

الكاتب: ريما قصار -
هل نقص فيتامين د يسبب صداع

هل نقص فيتامين د يسبب صداع

فيتامين د

يُدعى فيتامين د بفيتامين الشمس نظراً لأنَّ الجسم يُنتجه من خلال التعرُّض لأشعة الشمس، ويُخزَّن داخل النّسيج الدُّهنيّ، ويُعتبر من الفيتامينات الذائبة في الدهون، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذا الفيتامين يوجد بشكل طبيعيّ في بعض أنواع الأطعمة؛ مثل: الأسماك الدهنيّة؛ كالسلمون، والتونة، والأسْقُمريّ (بالإنجليزيّة: Mackerel)، والكبدة البقرية، والأجبان، وصفار البيض، والفطر، ومن الممكن أن يوجد في بعض الأطعمة المدعّمة؛ مثل: الحليب، وحبوب الإفطار، وعصير البرتقال، واللبن، بالإضافة إلى ذلك فإنّ فيتامين د يُساعد الجسم على استخدام الكالسيوم الموجود في النظام الغذائي؛ لذا فإنّ هذا الفيتامين يُعدُّ مُهماً لتقوية العظام، كما أظهر الباحثون أهميته في الوقاية من عدّة مشاكل الصحيّة.

 

العلاقة بين نقص فيتامين د والصداع

وُجد أنّه من الممكن لنقص فيتامين د أن يُسبب الإصابة بآلام الرأس نتيجةً لدراسات أُجريت على عددٍ قليلٍ من الأشخاص، ومنها دراسة أُجريت على بعض الأشخاص المصابين بكلٍ من نقص فيتامين د، وصداع التوتر المُزمن، وكان مستوى فيتامين د لديهم متدنٍّ جداً، بالإضافة إلى أنّ ألم الرأس لا يستجيب للأدوية التقليدية، لذا فقد تمّ إعطاء المرضى فيتامين د والكالسيوم كمكمّلٍ غذائيّ بشكلٍ يوميّ، ويظنّ الباحثون أنّ الألم قد قل نتيجةً تناول فيتامين د، وتم تفسير ذلك بعودة الكالسيوم إلى مستواه الطبيعي خلال أسبوع، وأنّه خلال 4 إلى 6 أسابيع شَعرَ المرضى بأنّ ألم الصداع قد بدأ يخفّ، وأنَّ هذه المدّة لازمة لبدأ عودة فيتامين د لمستواه الطبيعي، ولكن هناك حاجةٌ إلى إجراء دراسات أكثر لتوضيح هذه العلاقة.

 

أسباب نقص فيتامين د

يُعاني أكثر من مليار شخص حول العالم من نقص فيتامين د، فهو يُعدُّ مشكلةً صحيّةً عالميةً، وقد يحدُث النقص نتيجةً لبعض الظروف الصحية وأسباب أخرى، ومنها:

  • أمراض الكلى والكبد: حيث يَقِل فيتامين د لمستويات غير كافيةٍ، وذلك من خلال انخفاض نسبة الإنزيم اللازم لتحويله إلى شكله النَّشِط المُستخدَم في الجسم.
  • أمراض الجهاز الهضمي: كالإصابة بالتليُّف الكيسيّ، ومرض حساسية القمح، وداء كرون؛ والتي تثبط من امتصاص كمياتٍ كافيةٍ من فيتامين د في الأمعاء.
  • عمليّة المَجازَة المَعِدِيّة: (بالإنجليزيّة: Gastric bypass surgery)؛ إذ إنَّ تقليص حجم المعدة والأمعاء من خلال إزالة جزءٍ منهم لخسارة الوزن يُقلل من امتصاص المُغذيات المحتوية على فيتامين د.
  • السُّمنة: إذ تقِل مستويات فيتامين د في حال كان مؤشر كتلة الجسم أكثر من 30؛ وذلك لأنّه يُعتقد بأنَّ الدهون تُمسك بفيتامين د وتحدّ من إطلاقه في مجرى الدم.
  • العمر: إذ إنَّ التقدُّم في العمر قد يقلل من قدرة الجلد على إنتاج هذا الفيتامين.
  • التّحَرُّك: إذ إنَّ عدم تعرُّض الأشخاص لأشعة الشمس نتيجةً لبقائهم في المنزل، ونُدرةِ خروجهم؛ كتواجدهم في دور الرّعاية؛ قد يقلل من مستويات فيتامين د في الجسم.
  • لون الجلد: حيثُ إنَّ الجلد ذو اللون الداكن قد يُنتج كمياتٍ أقل من فيتامين د مقارنةً بالجلد ذو اللون الفاتح.
  • حليب الأم: إذ يحتوي حليب الأم على كمياتٍ قليلةٍ من فيتامين د، لذا فإنّ الأطفال الرُّضع الذين يرضعون رضاعةً طبيعيةً قد يكونون مُعرّضين لخطر عدم الحصول على مستويات كافيةٍ من فيتامين د.
  • تناول بعض أنواع الأدوية: مثل: المُليّنات (بالإنجليزيّة: Laxatives)، والستيرويدات (بالإنجليزيّة: Steroids)، وأدوية السل، وخفض الكولسترول، وخسارة الوزن، بالإضافة إلى أدوية التحكُّم بالنّوبات، إذ إنَّ هذه الأدوية قد تقلل من مستويات فيتامين د.

 

أعراض نقص فيتامين د

عادةً ما تكون أعراض هذا النقص خفيّة، لذا فإنَّ معظم الأشخاص لا يدركون أنّهم مصابون به، وعلى الرغم من التأثير السلبي الكبير لهذه الأعراض على جودة الحياة، إلا أنّه من الممكن عدم التعرّف عليها بسهولة، ومنها:

  • آلام الظهر والعظام.
  • الاكتئاب.
  • الإعياء والتّعب.
  • ضعف التئام الجروح.
  • انخفاض كثافة العظام.
  • آلام العضلات.
  • تساقط الشعر.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • العُقم غير المُفسّر.
  • انخفاض قدرة التحمل.
  • الإرهاق على الرغم من الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.

 

المشاكل الصحية التي يُسببها نقص فيتامين د

يمكن لنقص فيتامين د أن يؤدي لمشاكل في الصحة النفسية، بالإضافة إلى أنَّه قد يزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض، ومنها:

  • الخَرَف: (بالإنجليزية: Dementia)؛ حيث يشمل انخفاضاً في مستوى التفكير، والذاكرة، والسلوك؛ والتي تؤثر سلباً في الحياة اليومية، وأشارت دراسة صدرت عام 2014 إلى أنَّ نقص فيتامين د بدرجة بسيطة وحادّة لدى كبار السّن مرتبطٌ بمضاعفة خطر الإصابة ببعض أشكال الخرف؛ ومنها مرض الألزهايمر؛ والذي يُعتبر من أكثر الأشكال شيوعاً للخرف كما يُشكّل ما يقارب 80% من الحالات وفقاً لجمعية ألزهايمر.
  • سرطان البروستاتا: إذ يُعدُّ من أكثر أنواع السرطان انتشاراً لدى الرجال، وغالباً ما يُصيب كبار السّن بمتوسط عمر 66 عاماً، بالإضافة إلى أنَّ هذا السرطان قد يكون السبب الثاني الأكثر شيوعاً للوفاة لدى الرجال في أمريكا.
  • الفُصام: (بالإنجليزية: Schizophrenia)؛ وهو اضطرابٌ دماغيٌّ شديد، ويشيع ظهوره في الأعمار ما بين 16 إلى 30 عاماً، وتتضمن أعراض هذا المرض الإصابة بالكلام غير المُترابط، والهلوسة، والابتعاد عن الآخرين، ومشاكل في التركيز، والانتباه، كما أنَّ الأشخاص المصابين بنقص فيتامين د من المُرجّح تشخيصهم بالفُصام أكثر بمرّتين من الأشخاص الذين لديهم كمياتٍ كافيةٍ من فيتامين د.
  • أمراض القلب: إذ أظهرت العديد من الدراسات أنَّ هناك علاقةٌ بين نقص فيتامين د، والإصابة بأمراض القلب والمُضاعفات المُتعلّقة بها، وعلى الرغم من ذلك لم يُثبت بشكلٍ واضحٍ فيما إذا ما كانت مُكمّلات هذا الفيتامين قد تقلل من هذه المخاطر.

 

الكمية المُوصى بها من فيتامين د

تختلف احتياجات الجسم لفيتامين د من شخص لآخر فهي تعتمد على عدّة عوامل؛ مثل: الوزن، ولون الجلد، والجينات، والإصابة بالأمراض المُزمنة، ومدى التعرُّض للشمس، ويُبيّن الجدول الآتي الاحتياجات لكل فئة عمرية:

الفئة العُمريّة الكمية المُوصى بها (وحدة دولية)
الرُّضع من 0-12 شهراً 400
الأشخاص من 1-70 600
الأشخاص من 70 سنة فما فوق 800

 

شارك المقالة:
87 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook