المحتوى

هل هناك أناس تتربى على الشر ولماذا؟

الكاتب: يزن النابلسي -

هل هناك أناس تتربى على الشر ولماذا؟

 

التربية والبيئة تلعب دوراً هاماً في تشكيل شخصية الفرد سواء بشكل مقصود أو غير مقصود ولها الدور الاكبر الذي برأيي يتفوق على باقي العوامل، فالإنسان يولد بفطرة سليمة ويكون عبارة عن صفحة فارغة تبدأ بالامتلاء شيئاً فشيئاً منذ ولادته، لكن ليس دائماً ما يكون الشر مقصود، نعم أنا لا أنكر أن هناك بعض الآباء ممن يدفعون بالأبناء الى اعتناق السلوكات المعادية للمجتمع والمناقضة للدين لكونهم مضطربين من الاساس، لكن نسبتهم قليلة مقارنةً بمن يظنون أنهم يحسنون صنعاً لكنهم في الحقيقة يعززون السلوكات السلبية في أبنائهم دون أن يدركوا ذلك، وهم برأيي النوع الاخطر لأنهم غير مدركين للأثر الذي يزرعونه في نفوس الاطفال وكيف سيؤثر هذا عليهم في المستقبل، ومن هذه السلوكات :
 
1. ضرب الاطفال : يبرر بعض الاباء ضربهم لأبنائهم بأنه نوع من التربية وأن الاطفال يحتاجون الى الحزم في التربية، والضرب سيجعلهم ينشأون أقوياء، وقد يبرر هذا أيضاً بقوله أنه تعرض للضرب في طفولته وها هو نشأ سليم النفسية لا يشكو شيئاً، لكنه نشأ شخصاً قاسياً ومسيئاً وينقل هذا لأبنائه دون أن يراه فهناك فرق بين الحزم والقسوة ، وهناك فرق بين التربية والتعدّي والإساءة الجسدية ، فالضرب إما أن يجعل الطفل يكبر ليصبح عديم الشخصية انسحابي يتلقى الاهانات من الاخرين ويسكت، او شخصاً عنيفاً قاسياً يقوم بإسقاط ما تعرض له من إساءة على الاخرين، وهناك الفئة القليلة القوية التي تتجاوز هذه الامور بجروح نفسية لكنها تعزم على التغيير لما يتمتعون به من نضج ووعي، في جميع الاحوال.
 
2. التذبذب في التربية : تنشئة الاطفال بأساليب مناقضة تجعلهم يفقدون احساسهم بالصواب والخطأ، فعندما يرتكب الطفل سلوكاً خاطئاً ولا يتلقى العقاب سيقوم بتكراره، وعندما قام بتكراره هذه المرة تم عقابه وفي المرة التالية لم يعاقب ، هذا التذبذب بين العقاب والتساهل سيجعل تمييز الصزاب والخطأ عند الطفل معدوم، حيث سيظن انالعقاب مقرونبحالة الابوين النفسية ولس بصحة السلوك او لا، مما يجعله يقوم بتكرار هذه السلوكات في غيابهم والتي تتطور كلما تقدم بالعمر، وهكذا يكون الابوين ساعدوا الطفل على تبني هذه السلوكات دون ان يدركوا.
 
3. الاهمال : الصمت والتجاهل عن السلوكات السيئة هو نوع من التعزيز، ففي كل مرة يقوم بها الطفل بالشتم او الضرب او السرقة او غيرها من الامور ولا تقوم باتخاذ اي اجراء بحجة انه صغير لا يفهم انت هكذا قمت بتعزيز هذه السلوكات لديه والتي ستصبح بعد فترة عادية ويقوم باكتساب غيرها وسيفوت الاوان لاحتوائها حينئذ.
 
4. الاهانة النفسية : الكرامة وعزة النفس تولد مع الانسان، لا يوجد احد يحب الاهانة، لذلك اهانة الطفل سواء باحراجه امام الاخرين او مناداته بالالقاب السيئة او شتمه ستملأ الطفل بالغضب الذي يضطر الى ان يكبته لامه يعلم انه طفل ولا يملك القدرة على مواجهة الكبار، لكن هذا الغضب هو عبارة عن قنبلة موقوتة قد تنفجر بأي لحظة وتجعل الشخص يتغير 180 درجة.
 
تتعدد الاسباب لكنها جميعها تقودنا الى امر واحد مهم، وهو أن الاطفال امانة ومسؤولية فكل ما نزرعه فيهم سينمو معهم سواء كان خيراً او شراً، لذلك يجب ان نتعامل معهم بقدر كبير من الوعي والاهتمام والاحتواء حتى نكتسب ثقتهم ونقوم بحمايتهم قدر المستطاع من الاشخاص ذوي التأثير السيء عليهم . 
 
شارك المقالة:
14 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook