المحتوى

هل يمكن للفن أن يعالج أموراً ما بداخلنا؟

الكاتب: يزن النابلسي -

هل يمكن للفن أن يعالج أموراً ما بداخلنا؟

 

عندما نمرض نتوجه فوراً الى الطبيب ليقوم  بمعاينة حالتنا و يصف لنا العلاج المناسب بالطرق التقليدية المعروفة، لكن هل من الممكن ان تذهب يوماً ما الى الطبيب و يعالجك بالفنون وتكون ادويتك عبارة عن وسائل لتطبيق الفن، أظن أن هذه الفكرة أصبحت واقعاً و ان العلاج بإستخدام الفن اخذ حيزاً كبيراً من الإهتمام في عصرنا الحالي، يعتبر العلاج بالفن طفرة جديدة تحاول الإستعانة بوسائل غير تقليدية لعلاج الإضطرابات المزاجية والنفسية والسلوكية التي يعاني منها الإنسان المعاصر. بالإضافة إلى وسائل وسُبل العلاج التقليدية المتوافرة لدى المتخصصين من المعالجين النفسيين وأخصاء الطب النفسي. 
في البداية كان الإبداع وسيلة الإنسان الأولى لاكتشاف الذات والتعبير عنها، والطريقة التي استخدمها لتدوين مفردات حياته البسيطة وملامح حضارته العريقة.
 من الصعب تحديد زمن دقيق أو فترة محددة بدأت بها عملية استخدام الفنون كعلاج، لكن بعض المصادر تؤكد أنّ لهذا النوع من العلاج جذوراً تاريخية تعود إلى الحضارات القديمة كالحضارة المصرية، اليونانية والصينية. فالصينيون على سبيل المثال، اعتمدوا على تقنية الاستشفاء باللون في (الفنج شوي)، حيث لكلّ لون طاقة تؤثر في الحالة النفسية والجسدية للإنسان، بينما يرى آخرون أنّ نشأته تعود إلى فترة مرحلة التنوير في أوروبا.
 
ويقول الرسام الشهير بيكاسو: "الفن وسيلة لغسل الروح من تراب الحياة اليومية"، فهو وسيلة لتخفيف وقع المشاكل النفسية لدى الانسان، و علاج أعراض الكثير من الامراض بمختلف أنواعها. 
بطبيعة الحال، العلاج بواسطة الفن لا يشفي من الأمراض الخطيرة، ولكنه يساعد في التفاعل ويحفز على التواصل وحل بعض القضايا الاجتماعية، بواسطة وسائل متعددة ترضي جميع فئات المجتمع مثل تلوين (الماندالا) وهي عبارة عن أشكال هندسية مصممة خصيصاً بغرض تفريغ المشاعر السلبية. ويمكن أيضاً عمل (كولاج) (قصاصات) من أوراق الجرائد والمجلات، هذه الوسائل و غيرها من الوسائل الفنية المتعددة اثبتت قدرتها على علاج العديد من الامراض حيث سعى إلى تطبيقها عدد من الأطباء النفسيين، مثل سيجموند فرويد وكارل يونج، كوسيلة علاجية مؤثرة لفهم الصراعات النفسية وتحليلها، فاهتمّ فرويد بدفع مرضاه لرسم أحلامهم، بينما قدّم يونج لوحات فنية رائعة، كما أنّنا نجد في سيرة الفنان الهولندي العبقري الراحل فان جوغ، الذي كان يعاني مشكلات نفسية عديدة، اضطرته إلى الاستشفاء في مصحة نفسية في باريس مرّات عدّة، أنّه يشير إلى ارتباطه الشديد بأحد الأطباء الذي كان يستخدم الفن علاجاً، ونجح في تخفيف المشكلات النفسية لفان جوخ وعلاجه. 
 
نعم يمكن للفن علاج اموراً بداخلنا، لانه و ببساطة يلامس ارواحنا و يعكس تصوراتنا ويرى بعيون قلوبنا "فأن ضرير الروح لا يرى وإن أبصر، وبصير القلب لو أغمض عينه يرى أكثر"، عندما ترى الحياة من بعيون قلبك فأن كل سقمٍ فيك يشفى.
 
شارك المقالة:
28 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook