احد افضل الأفلام التي تتناول مواضيع علم النفس هو silence of the lambs, فقد ابدع الممثل القدير السير انتوني هوبكنز في دور الطبيب النفسي و المجرم هانيبل ليكتور, تدور احداث الفيلم بين مثلث من الشخصيات احدهم قاتل طليق يدعى بافيلو بيل و المحققة المتدربة التي تحاول القاء القبض عليه كلاريس ستارلينج و الشخصية الثالثة هو القاتل المحجتز في المصحة العقلية دكتور هانيبل ليكتور أكل لحوم البشر الذي يستطيع مساعدة المحققة بما يملكه من خبرات في مجال الطب النفسي بالإضافة لمعرفته الشخصية بالقاتل بافلو بيل.

 

ان هذا الفيلم مقتبس من رواية التنين الأحمر, حيث صمم مؤلف الرواية شخصية دكتور هانبيل لتكون الشخصية السايكوباثية الخارقة, و كل حوار يدور مع هذه الشخصية هي حرب نفسية بامتياز, لا بد ان اكثر مشهد تبرز به هذه الحرب النفسية هو مشهد الحوار الأول بين كلاريس و دكتور هانبيل, حيث تبدأ هذه الحرب قبل ان يتقابلا بالتحذير الذي تتلاقاه كلاريس من الجميع قبل اللقاء بأن تتعامل مع دكتور هانبيل بحذر و ان لا تعطيه اي معلومة شخصية عنها لانه سيستخدمها ضدها و يزداد التوتر لدى كل من المشاهد و كلاريس في المشهد الذي تسير فيه كلاريس في ممر طويل بين الزنازين, حيث تزداد غرابة و وحشية المساجين كلما تتقدم في هذا الممر لتصل بالنهاية لزنزانة دكتور هانبيل لتجد رجل مهذب, و منذ البداية يهيمن دكتور هابيل على الحوار ببدءه بطرح الاسئلة و هذا اسلوب للتأكيد بأنه هو المسيطر و المتحكم حيث يطلب ان يرى بطاقة التعريف الخاصة بها و على الفور يلاحظ بأنها متدربة لان بطاقة التعريف الخاصة بها تنتهي خلال اسبوعين مما يعني انه تم اصدارها خصيصاً لهذه الزيارة, و من ثم يعزز دكتور هانبيل سيطرته بأن يطلب من المحققة الجلوس و يبقى هو واقفاً, و هذه من اهم الأسباب التي تجعل هذا الفيلم المفضل بالنسبة لي فكل هذه أساليب واقعية مأخوذة من علم النفس و يوظفها دكتور هانبيل بكل سلاسة للتأكيد على انه هو المسيطر, و يستمر المشهد بملاحظة دكتور هانبيل رائحة عطر المحققة كلاريس و هذه دلالة على الطبيعة الحيوانية لدى دكتور هانبيل فحاسة الشم حاسة اولية متطورة لدى الحيوانات المفترسة, و لم يقتصر توظيف هذه الأساليب على الحوار فقط بل في الأخراج ايضاً حيث يتم التركيز على وجه دكتور هانبيل حين يتحدث و يأخذ وجه المساحة الاكبر من الشاشة في حين انه عندما تتحدث المحققة كلاريس تكون اللقطة واسعة ليأخذ وجهها مساحة أصغر.

 

 هذا الفيلم لا يستعرض الشخصية السيكوباثية فقط بل يوظف صفاتها في كل مشهد و حوار و هذه ما يجعله فيلمي المفضل هنالك العديد من التفاصيل الاخرى متأكد انك ستلاحظها حين تشاهده بنفسك.