المحتوى

هل يمكننا الربط بين ما حدث في سجن أبو غريب و تجربة سجن ستانفورد؟

الكاتب: يزن النابلسي -

هل يمكننا الربط بين ما حدث في سجن أبو غريب و تجربة سجن ستانفورد؟

 

في عام 1971 ابتدأ عالم النفس الامريكي فيليب زيمباردو تجربته الشهيرة المسماه بتجربة سجن ستانفورد. باستقطاب متطوعين للتجربة مقابل مبلغ مالي, وعليهم ان يختاروا ادوارهم في السجن. سجناء او حراس, تم وضع السجناء في زنازين حقيقية, والباس الحراس ثياب الحراسة واعطائهم المفاتيح والعصي. وتركهم وشأنهم ومن ثم دراسة تصرفاتهم, العدوان وفرض السلطة من الحرس والمقاومة او الطاعة من السجناء. مما نتج في النهاية عن اخضاع الحرس السجناء الى ابشع انواع التعذيب والاهانة, مهملين لحقيقة انهم ليسوا حرس حقيقيين, ولكنهم في موضع سلطة. تم ادانة هذه التجربة في الوسط العلمي والمجتمعي وتم ايقافها بعد ستة ايام فقط بالرغم من ان مدتها المفترضة كانت اسبوعان.
سجن ابو غريب الواقع في منطقة ابو غريب في العراق, غرب بغداد. برز في فترة حرب العراق ما بين 2003 - 2004 بقيادة جنود من الجيش الامريكي, الذين ارتكبوا افظع جرائم الاغتصاب النفسي والجسدي والتعذيب النفسي والجسدي وممارسة كل طرق السادية على السجناء العراقيين وتوثيقها بالصور والفيديوهات مبتسمين بجانب الجثث والاجساد المعذبة رافعين اشارات النصر. تم تسريح 17 جندي امريكي من الخدمة, وادانة 11 جندي بمختلف التهم وارسال البعض الاخر الى السجون العسكرية. (1)
كان البروفيسور زيمباردو شاهدا في المحاكم اللاحقة لاحداث ابو غريب بحكم خبرته الناتجة عن تجربته الشهيرة والتي كانت نتائجها مشابهة جدا للبشاعات التي ارتكبت في ابو غريب
رجح زيمباردو اسباب الجرائم التي ارتكبت في ابو غريب الى فساد النظام والادارة اكثر منه فساد الجنود انفسهم, عدد السجناء فاق قدرة المسؤولين بالتالي زاد الاهمال وانزلقت اليد القابضة فلم يكن هناك لباس يكفي للمساجين او ماء او غذاء.يذكر ايضا زيمباردو ان الجنود ينظرون الى السجناء بكونهم خطر محدق, يجب تحطيمه واهانته وانتزاع روحه. (2)
في دراسة اجريت سنة 2007 من قبل عالما نفس, تم الوصول الى استنتاج ان الاشخاص المتطوعون لتجربة السجن بكامل ارادتهم, بتمتعون بقياسات عليا من العدوانية والسلطوية, الماكيافيلية والنرجسية, وقياسات دنيا في الايثار والتعاطف.
ان الباس المتطوعين لباس الحرس كان له تاثير كبير على تصرفاتهم. حيث انهم احسوا بسلطتهم وقوتهم وقدرتهم على فعل ما يريدون من غير حساب, بيئة تجربة ستانفورد ساعدت كثيرا على زيادة طغيانهم. قدرتهم المطلقة على اطلاق الاوامر, وضع من يريدون في الحبس الانفرادي, اجبار السجناء على ممارسات جنسية من اجل المتعة لا اكثر. (2)
نستنتج مما سبق تأثير البيئة والظروف على تصرفات البشر, وضعهم في موضع القوة من شأنه ان يصنع منهم طواغيت. كما حدث تماما في ستانفورد وابو غريب.
تم صنع فيلم عن تجربة ستانفورد بنفس اسم التجربة The Stanford Prison Experiment انتاج سنة 2015 بمشاركة زيمباردو كمستشار للفيلم, انصح بمشاهدته لاستيعاب التجربة بصورة واقعية اكثر.
 
شارك المقالة:
33 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook