هو سماكم المسلمين

الكاتب: المدير -
هو سماكم المسلمين
"هو سماكم المسلمين




لم يكن يومًا في الأسماءِ والانتماءات عيبٌ ولا غضاضة، إذا خَلَت من المحاذير الشرعية والنعراتِ الجاهليةِ، بل كثيرًا ما كانت هذه الأسماءُ من وسائل التعاون على البر والتقوى.

 

وقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - ينقسمون في المدينة إلى مهاجرين وأنصار، والأنصار ينقسمون إلى أَوْس وخَزْرَج، ولم يُنكِر ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - بل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستغل ذلك في إشعال شرارة التنافس في الخير في قلوبهم، والأدلة على ذلك كثيرة جدًّا، يعلمها من له شيءٌ من الصِّلَةِ - ولو يسيرًا - بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسيرته.

 

وقد أجمع العلماء على جواز الانتساب إلى منهج السلف الكرام من الصحابة ومَن بعدهم، في فهم الإسلام والعمل به والدعوة إليه، وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إجماع الأمة على ذلك.

 

وإنما الخطأ في جعل هذه الأسماء شعاراتٍ جوفاء، واستغلالها في إذكاء نار الفتنة والانقسام في المجتمع المسلم؛ ولذلك لما وقعتِ الفتنةُ يومًا بين المهاجرين والأنصار في غزوة المُرَيْسِيع، وتنادى كلٌّ باسمه وحزبه، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((دَعُوها؛ فإنها منتنة))!

 

وكثير من الناس يُغضِبه المسلمون فيَسُبُّ الإسلام نفسَه، ويُغضِبه السلفيون فينتقصُ السلفية نفسها، وهذا من الظلم والعدوان وعدم الإنصاف، والإنصاف عزيز، والله المستعان.


"
شارك المقالة:
37 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook