واجبات الأبناء نحو آبائهم

الكاتب: علا حسن -
واجبات الأبناء نحو آبائهم.

واجبات الأبناء نحو آبائهم.

 

مكانة الوالدين في الإسلام

اعتنى الإسلام بالوالدين عنايةً خاصّةً، وجعل حقّهما بعد الإيمان بالله سبحانه تعالى؛ فالوالدان هما أساس نشأة الأبناء وسبب وجودهم، فهما اللّذان يُقدّمان الغالي والنّفيس في سبيل رؤية أبنائهم يكبرون ويبلغون أعلى الدّرجات، وقد قرن الله تعالى طاعته بطاعة الوالدين والإحسان إليهما، حيث قال في كتابه العزيز: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)

واجبات الآباء تجاه أولادهم

كما أن للوالدين واجباتٍ وحقوقاً تجاه أبنائهما، فإن عليهما كذلك واجبات لهم من أجل تنشئةً أبنائهم وتربيتهم تربيةً صحيحةً وفق ما أمر الله ورسوله، ولذلك عليهما أن يسعيا إلى ترسيخ مفهوم تقوى الله سبحانه وتعالى وإطاعته في نفوسهم في كلّ حينٍ وفي كل حال يمرون به، وقد وضع الإسلام عدداً من القواعدَ الأساسيّة لتربية الأبناء ابتداءً من أولى مراحل حياتهم حتّى يبلغوا سنّ الرّشد ويكونوا بحالة يستغنون فيها عن مساعدة أبويهم، ومن أهمّ واجبات الآباء تجاه الأبناء ما يأتي:

  • اختيار الأم الصّالحة التي ستقوم بتربية الأبناء بعد ولادتهم وتُنشئهم وفق قواعد الإسلام وأحكامه، فإنّ اختيار الأم أوّل لبنة توضع في بناء تربية الأبناء التّربية السّليمة، وذلك لقوله عليه الصّلاة والسّلام: (ثلاثةٌ من السَّعادةِ: المرأةُ الصَّالحةُ تراها تعجبُك، وتغيبُ فتأمنُها على نفسِها ومالِك، والدَّابَّةُ تكونُ وطيئةً فتُلحقُك بأصحابِك، والدَّارُ تكونُ واسعةً كثيرةَ المرافقِ. وثلاثٌ من الشَّقاءِ: المرأةُ تراها فتسوءُك وتحملُ لسانَها عليك وإن غبت عنها لم تأمَنْها على نفسِها ومالِك، والدَّابَّةُ تكونُ قطوفًا فإن ضربتها أتعبتك وإن تركتها لم تُلحِقْك بأصحابِك، والدَّارُ تكونُ ضيِّقةً قليلةَ المرافقِ)
  • تسمية الأبناء والبنات تسميةً حسنةً.
  • تعليم الأبناء وتربيتهم على القيم والأخلاق الحسنة والصّفات النّبيلة، وذلك في بداية نشوئهم وابتداء عمر الإدراك لديهم؛ حتى ينشأوا على الفضائل ويبتعدوا عن الرّذائل والفواحش عند بلوغهم.
  • تعليمهم الصّلاة وحثّهم عليها عند بلوغم سن السّابعة، وإلزامهم عليها عند البلوغ، وحثهم على المواظبة عليها وعدم تركها، ومُعاقبتهم إن تركوها، واستمرار تعليمهم أحكام الدّين وآدابه وفضائله وشعائره حتّى يبلغوا مرحلة العلم المُطلَق من حيث العلم بأحكام الحلال والحرام، وما هو واجبٌ عليهم وما هو مُحرّم.
  • تعليمهم شيء من القرآن الكريم بتحفيظهم وتفهيمهم أحاكمه وتفسيره، وتعظيم آيات الله وسُنّة رسوله -عليه الصّلاة والسّلام-، وإطلاعهم على سيرة الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- وأصحابه، وعلماء الأمّة وقادتها وعظمائها؛ حتى ينتهجوا نهجهم ويقتدوا بهم.
  • استغلال البرامج الثقافيّة ووسائل التّواصل المُعاصرة، والتّقنيات الحديثة المُنتشرة، كالفيديو والكمبيوتر ونحوها، في التّربية، شريطة أن يكونوا على تواصلٍ دائمٍ بهم، وأن يطّلعوا عليهم أثناء استخدامهم لتلك الوسائل، وأن يضعوا فيهم نزعة الرّقابة الداخليّة بضرورة التقيُّد بأحكام الشّريعة وعدم انتهاك أحكام الله في السرّ والعلن.
  • أن يختار الآباء الرّفقة الصّالحة لأبنائهم، وينتبهوا لعدم وجود رفقاء سيئين عندهم، والتأكّد من أنّ جميع رُفقائهم من الذين لا يُخشى عليهم من رفقتهم؛ فإنّ الرّفيق السّيئ يضع من الخصال ما لا يستطيع الآباء زرعه لسنوات مُتعاقبة.
  • إشغالهم في وقت مُراهقتهم بالنّافع من الأعمال حتّى لا يلجؤوا إلى الضارّ السّيء؛ لأنّ الفراغ في هذه المرحلة أشدّ خطراً من كل ما فات ذكره.
  • إشعار الآباء للأبناء إذا بلغوا مرحلة المُراهقة أنّهم قد أصبحوا رجالاً يُعتمد عليهم؛ فالشّاب أو الولد أو البنت يشعرون ذلك بأنفسهم من خلال التغيُّرات الفسيولوجيّة التي يمرّون بها، فإذا لم يجد في البيت من يُشبِع لهم ذلك الإحساس بإعطاءهم الثّقة بالنّفس، فإنهم سيترجمونها إلى أفعال خارج البيت رُبّما تُودي بهم إلى طريق لا تُحمَد عقباه.

 

شارك المقالة:
69 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook