واجبنا نحو الفقراء في العيد

الكاتب: علا حسن -
 واجبنا نحو الفقراء في العيد.

 واجبنا نحو الفقراء في العيد.

 

نَشْر البهجة في العيد

تُعَدّ البهجة التي تنزل على قلوب المسلمين في حلول الأعياد بهجة عظيمة تزداد فيها الأرواح جمالاً أخلاقيّاً، وحُبّاً ربّانياً، فيفرح المسلمون بعد إتمام العبادات، كعيد الفِطر الذي يكون بعد صيام شهر رمضان المبارك الذي أتمّه ربّهم -سبحانه وتعالى- عليهم بالرحمة والغفران بعد أن بلّغهم إيّاه في سعادةٍ، واطمئنانٍ؛ فالعيد فرحةُ قلب للمسلم بعد أن أدّى فرضه، وعبد ربّه حقّ عبادته، كما أنّ الخيرات من الله -تعالى- تعمّ البشريّة؛ ولذلك فإنّ على المسلمين أن يتخلّقَ بالأخلاق والآداب في موسم الأعياد؛ بأن يتواصَوا على الخير، والتسامُح، والبِرّ

ما يجب تِجاه الفقراء في الأعياد

يجب على المسلمين إسعاد الفقراء والمحتاجين في الأيام جميعها بشكل عام، وفي الأعياد بشكل خاصّ، وإدخال الطمأنينة إلى قلوبهم، علماً أنّ الأعياد عند المسلمين عيدان؛ عيدُ الفِطْر، وتُخرَج صدقته قبل صلاة العيد، وعيدُ الأضحى، وتُذبح فيه الأضاحِي، وبذلك يفرحُ المسلمون، ويُسعِد بعضهم بعضاً؛ فيعطي الغنيّ الفقير الصدقات، ويُوزّع المسلم على أخيه المسلم الأُضحيات، ولا ينشغلون بالقوت والمشكلات، فينعم الجميع بالخيرات والبركات، ويحيَونَ في سعادةٍ وبِشاراتٍ؛ من أغنياء، وفقراء

الأُضحية

شُرِعَت الأضاحي، وشُرع توزيعها على الفقراء، والأهل، والأقارب؛ لتحقيق التوسعة، والبركة، والخير الذي يرجع إلى كِلا الطرفين، بالإضافة إلى المَحبّة والأُلفة فيما بينهم، وشُكراً لله -تعالى- بما مَنّ عليهم من العبادة، وغير ذلك من النِّعم التي لا تُحصى وللعلماء آاراء في حُكم التصدُّق من الأُضحية، وذهبوا في ذلك إلى قوليْن، بيانهما كما يأتي

  • القول الأوّل: ذهب جمهور العلماء من الحنفيّة، والمالكيّة، والحنابلة إلى القول باستحباب التصدُّق بثُلث الأُضحية، قال الله -عزّ وجلّ-: (وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) وتُستحَبّ أن تكون الصدقة بأفضلها؛ إذ يقول الله -عزّ وجلّ- في كتابه: (وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَويُطعم من الصدقة الفقراء والأغنياء على حَدٍّ سواءٍ.
  • القول الثاني: ذهب الشافعيّة، والشنقيطي من المالكيّة إلى القول بوجوب التصدُّق من الأُضحية؛ فإن أكل المُضحّي جميع الأضحية لم يُجزئه ذلك، وإن تصدّق بجميعها أجزأه؛ إذ قال الله -تعالى-: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ)وقال -تعالى- أيضاً: (فَكُلُوا مِنْهَولأنّ كُلّاً من الشرع واللغة يُشيران إلى أنّ صيغة الفعل دالّةٌ على الوجوب ما لم يأتِ دليلٌ يصرفها عن الوجوب إلى الاستحباب، قال الله -تعالى-: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، ولأنّ قول الله -تعالى- في الأضاحي: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا) يأخذ حُكم قَوْله -تعالى- في الزكاة: (كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ)؛
شارك المقالة:
217 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook