تقع المويلح على بعد 40كم إلى الشمال من مدينة ضباء، وهي واحة قديمة عُرفت في القرون الهجرية الأولى باسم النبك، وكانت إحدى منازل طريق الحج المصري الساحلي، وعدّها الجغرافي العذري الأندلسي في مطلع القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي من مراسي الطريق الملاحي على البحر الأحمر (القلزم)، ثم اشتهر المكان ابتداءً من العصر المملوكي باسم المويلح تصغير مالح على صفة مائه. وقد استحدثت فيه خلال ذلك العصر بئران أمر بحفرهما آل ملك الجوكندار في عهد السلطان محمد بن قلاوون، ثم أصلحهما السلطان قانصوه الغوري، ويقعان اليوم في الجزء الشمالي من الواحة. وخلال العصر العثماني بُنيت في المويلح قلعة كبيرة في عهد السلطان سليمان القانوني، وحُفرت فيها أربع آبار جديدة: واحدة في فناء القلعة، وثلاث في بطن الوادي. وماتزال هذه الآبار باقية في الموقع، ويوجد بأحدها حجر تأسيسي يشير إلى بنائها على نفقة أمير الحج المصري عثمان بن أزدمر باشا سنة 967هـ / 1560م.

 

وقلعة المويلح تُعَدُّ أكبر قلعة على مسار طريق الحج المصري، وقد بُنيت سنة 968هـ / 1560م، ولها مسقط غير منتظم الشكل، ويبلغ طول ضلعها الشمالي 109م، والجنوبي 81.70م، والشرقي 107.60م، والغربي 107.90م. ويقع مدخلها في منتصف ضلعها الشمالي، ويؤدي إلى فناء كبير يتوسطه مسجد بجانبه بئر. وتحيط بالفناء من جميع الجهات حجرات كثيرة، استخدم بعضها بوصفها مخازن لأقوات الحجاج وودائعهم وبعضها الآخر سكنًا للجنود والموظفين ولقائد القلعة ووكيلها.