واصبر وما صبرك إلّا بالله

الكاتب: علا حسن -
واصبر وما صبرك إلّا بالله.

واصبر وما صبرك إلّا بالله.

 

معنى آية: واصبر وما صبرك إلّا بالله، بالشرح التفصيلي

إنَّ سورة النّحل من السور المليئة بالدروس والعبر، والتي كانت بلسمًا لقلب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كما جاء في قوله تعالى: {وَٱصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِٱللَّهِ}، والتي جاء تفسيرها على عدة أقوال منها؛ ما جاء في تفسير الواحدي حيث قال: أمر الله -عزّ وجلّ- نبيّه بالصبر مع العزم على ذلك بقوله تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ} أي صبرك بتوفيقِِ وإعانة من الله -عزّ وجلّ- وقال البغوي في ذلك: أنّه قال الله -عزّ وجلّ-لنبيّه الكريم اصبر على أذى كفار قريش لكَ؛ وما صبرك سيكون إلا بمعونة الله -عزّ وجلّ- وتوفيقه، فكانت هذه الآية الكريمة تخفيفًا لرسول الله -عزّ وجلّ- من هذا الأذى والإعراض عن الدّعوة من قِبلِ المشركين، ومما جاء في تفسير السّعدي لقوله تعالى: {وَاصْبِرْ} قال: أنّها نزلت أمرًا على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالصبر على الدّعوة إلى الإسلام مع الإستعانة بالله وعدم الإتكال على النفس، {وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ} أي أنّه هو الذي يثبتك ويعينك على أذى وإعراض المشركين عنك، وقال ابن عاشور في تفسير الآية الكريمة أنّ الله -عزّ وجلّ- قد خصّ النّبيّ محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بالصبر وقد أمره بذلك؛ لأن مقام العبودية لديه أعلى من المسلمين عامة، وقال أنَّ قوله تعالى: {وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِٱللَّهِ} جاءت معترضة هنا؛ بمعنى أنّه لن يحصلالصبر لديك إلا بتوفيق من الله -عزّ وجلّ- فكانت الإشارة في الآية الكريمة بأنَّ صبر النّبيّ كان عظيمًا على ما لقيّه من أذى المشركين، فكان لِزامًا أنْ يكون الصبر له بإعانة من الله.

شارك المقالة:
43 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook